قصة «النازيون الجدد»: يخططون لهجمات إرهابية ضد المسلمين و«ترامب» يتبرأ منهم

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أيام قرر مجلس مدينة تشارلوتسفيل، بولاية فرجينيا الأمريكية، إزالة تمثالاً للجنرال «روبرت لي»، باعتباره رمزًا لحقبة العبودية من واقع دعوته إلى إبقاء ذلك الوضع خلال الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، أمر أثار حفيظة القوميين المتعصبين، أمثال جماعتي «كو كلوكس كلان» و«النازيون الجدد»، في المقابل تظاهر المناوئون لهم في الشوارع. السبت الماضي تجمع الرافضون لاحتجاجات المتطرفون في شوارع فرجينيا، لكن المتظاهرين فوجئوا بدهس سيارة لبعضهم، ما أسفر عن مقتل امرأة، عمرها 32 عامًا، وإصابة 20 آخرين، بينما أعلنت الشرطة عن اعتقال المشتبه به، «جيمس أليكس فيلدز»، في حين نشرت صحيفة «واشنطن بوسن»، حسب «روسيا اليوم»، تصريحًا من المُعلم السابق للمتهم، وقال: «إن هذا الشاب مفتونًا بفكر النازيين الجدد وأدولف هتلر». تعود بدايات ظهور حركات «النازيين الجُدد» في أواخر ستينيات القرن الماضي في الأحياء الشعبية في بريطانيا، وذلك على هيئة جماعات شبابية حالقي رؤوسهم، واُشتهروا حينها بعدائهم للأجانب والتعصب القومي، ومنذ عام 1985 وحتى فترة التسعينيات انتشرت تلك الحركة في دول أوروبية عدة، بجانب وصول موجتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حسب مقال منشور للواء حسام سويلم بصحيفة «الحياة اللندنية». ووفق المذكور تضمن ألمانيا أكثر من 50 حركة، رسمية وسرية، تمارس العنف ضد الأجانب، وبالتحديد على الأتراك، ووصل عدد الانتهاكات ضدهم، في عام 1992 فقط، لأكثر من 2184 اعتداء توفي فيها 27 شخصًا. ومن أشرس الاعتداءات في تلك الفترة كانت في مدينة «روستوك» الألمانية، وفيها أحرق المتطرفون منازل المهاجرين وسرقوها لمدة خمسة أيام، بدون أي تدخل من الشرطة. وشهدت مدن ألمانية عدة تظاهرات، نظمتها حركة «وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب»، المعروفة بـ«بيغيدا»، في يناير 2015، ولقيت آنذاك مشاركة قوية ومتزايدة من طرف النازيين الجدد، وعلى رأسهم شاب يُدعى «أندريه»، والذي خرج للاحتجاج عقب انتهاء جلسة محاكمته في ميونخ، على ذمة قضية مساندته للمتطرفين حسب DW. في يونيو 2016 أصدر جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني تقريرًا سنويًا، خلاله تم الكشف عن تفاقم سائر أشكال التطرف في ألمانيا بين يميني ويساري خلال عام 2015، وأضاف البيان: «أن أزمة اللاجئين والاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها أوروبا، أسهمت بشكل كبير في تغذية أنشطة حركات اليمين المتطرف، وهو الطرف الذي بات جزء لا يتجزأ من الجدل السياسي الدائر في البلاد، حتى تفشى ذلك الفكر في أوساط المجتمع، ما قد يُحدث تحولاً خطيرًا بالنسبة إلى ألمانيا بماضيها النازي، وما بذلته لمواجهة النازية والتخلص من إرثها المقيت». الوضع في اليونان يبدو مختلفًا عن بقية الدول، وهي من تحتضن حزب «الفجر الذهبي» ذو التوجهات النازية، وهو الفصيل الذي استطاع الحصول على مقاعد بالبرلمان في يونيو 2012، تلك الخطوة تزامنت مع اعتداء الموالين لـ«النازيون الجدد» على الأجانب، وكان من بين الضحايا عدد من المصريين. ووصل الأمر بالمتطرفين في اليونان إلى قتل مغني راب مناهض للفاشية، يُدعى «بافلوس فيساس»، في إحدى ضواحي أثينا في سبتمبر 2013، لتعتقل السلطات بعد شهر رئيس «الفجر الذهبي»، نيكوس ميخالولياكوس، ومثل أمام القضاء في أثينا بتهمة قيادة منظمة إجرامية حسب «الشرق الأوسط»، كما تم توجيه نفس الاتهامات إلى 4 نواب ينتمون للحزب. بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية بل أخذ الوضع طابع دعائي إلى حد ما، بتأسيس موقع «ديلي ستورمر» عام 2013، الذي يهدف إلى دعم أفكار «النازيين الجدد»، التي تدور حول «دعم مبادئ الحركة النازية تحت قيادة أدولف هتلر، ومعاداة جميع الأجناس غير البيضاء، ومن ذلك السود والآسيويين والساميين والشرق أوسطيين». إلى أن تطور الوضع خلال اليومين الماضيين، جراء واقعة الدهس التي أصابت المناوئين لـ«النازيين الجدد»، أمر دفع كثيرين لشن الهجوم على الرئيس دونالد ترامب، باعتباره مشجعًا على مثل هذه التصرفات المتطرفة، لكنه دافع عن نفسه: «إن الولايات المتحدة تشهد ذلك منذ فترة طويلة، الأمر لا يتعلق بدونالد ترامب، لا يتعلق بباراك أوباما، هذا يحدث منذ أمد طويل»، حسب المنشور بـ BBC، في حين قال حاكم ولاية فرجينيا إن حادث الدهس كان متعمدًا، وأسفر عن مقتل سيدة وإصابة آخرين.Bill Clinton on Twitter Even as we protect free speech and assembly, we must condemn hatred, violence and white supremacy. #Charlottesville كذلك علق الرئيس الأسبق بيل كلينتون على الأحداث، عبر حسابه الخاصة بموقع «تويتر» قائلاً: «حتى وإن كنا نحمي حرية التعبير والتظاهر، يجب أن ندين الكراهية والعنف والاستعلاء العرقي الأبيض»، كما أقتبس باراك أوباما، الرئيس السابق، عبارة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا: «لا أحد يولد وهو يكره شخصًا آخر بسبب لون جلده أو خلفيته أو دينه».Barack Obama on Twitter People must learn to hate, and if they can learn to hate, they can be taught to love… بعيدًا عن الولايات المتحدة نشرت صحيفة «صنداي تايمز» تقريرًا يحذر من خطط لاستهداف المسلمين على أيدي متطرفي «النازيين الجدد»، وأضافت، حسب BBC: «نحو 40 شخصًا من النازيين الجدد يخضعون لتحقيقات من الشرطة، وسط مخاوف من أنهم يخططون لهجمات إرهابية ضد المسلمين في مناطق مختلفة من بريطانيا».

مشاركة :