باريس (أ ف ب) - اعلنت السلطات الفرنسية ان الرجل الذي اقتحم بسيارته مطعما للبيتزا في باريس مساء الاثنين متسببا بقتل فتاة وجرح 13 شخصا تناول كمية كبيرة من الادوية ويعاني من "اضطرابات خطيرة" نفسية. وفي بلد شهد سلسلة من الاعتداءات على مدى عامين، استبعدت السلطات الفرنسية منذ مساء الاثنين فرضية الارهاب بعد اقل من اسبوع على عملية دهس استهدفت عسكريين في الضاحية الغربية للعاصمة. وقالت مدعية منطقة مو دومينيك لوران ان "العناصر الاولية للافادة تؤكد ان لا دوافع ارهابية في هذه القضية". واضافت "يبدو ان الشخص يعاني من اضطرابات خطيرة على الصعيد النفسي". وذكر مصدر قضائي لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان سائق الآلية اكد لرجال الشرطة انه "تناول كمية كبيرة من الادوية"، موضحا ان "اقواله لا تسمح حاليا بمعرفة دوافعه". وقتلت فتاة في الثانية عشرة من العمر واصيب خمسة اشخاص آخرين بينهم شقيقها البالغ من العمر ثلاثة اعوام بجروح خطيرة. وذكرت هيئة المساعدة العامة في باريس لفرانس برس الثلاثاء ان الجرحى الخمسة بمن فيهم الطفل "لم تعد حياتهم مهددة بالخطر". واصيب ثمانية اشخاص آخرين بجروح طفيفة. ويعمل المحققون الثلاثاء ضمن شريط اقيم امام مطعم البيتزا الواقع في منطقة تجارية تحيط بها حقول. ووضعت ورود ودمى امام السياج الحديدي الذي يحيط بالمنطقة الامنية حول المطعم. وقال جيروم كالفيز لفرانس برس وهو يعمل في مكان مجاور وجاء يضع باقة من الورود الحمراء انه "تكريم صغير". واضاف ان "ما يصدم هو ان هناك اشخاصا قادرين على ارتكاب مثل هذه الافعال ضد آخرين لم يفعلوا شيئا". - تحت الصدمة - قال مساعد رئيس بلدية مو المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 491 نسمة انها "مأساة كبرى" في نظر هؤلاء. واضاف "نحن تحت الصدمة". اما رئيس البلدية فرنسوا ارنو فقال "اعتقدت اولا مثل الجميع (...) انه اعتداء ارهابي". والسائق الذي تم تفتيش شقته الثلاثاء ليس معروفا من قبل اجهزة الاستخبارات ولا من قبل وزارة العدل، على قول الناطق باسم وزارة الداخلية بيار-هنري برانديه. وروت جارة له تدعي اليز برونيه ان الشاب "يحمل شهادات عليا عديدة لكنه لم يتمكن من العثور على وظيفة. في الفترة الاخيرة عمل في تنسيق الحدائق". وكان مصدر قضائي ذكر بعد الحادثة تماما ان الشاب قال اثناء توقيفه انه "حاول الانتحار لكنه لم ينجح لذلك قرر القيام بمحاولة جديدة بهذه الطريقة". وفتح تحقيق في القتل العمد بواسطة سلاح ومحاولة القتل بسلاح والقيادة تحت تأثير مواد مخدرة. وكانت النيابة العامة ذكرت ان المحققين يعتقدون ان عملية الاقتحام "متعمدة (...) لكنها ليست متصلة على ما يبدو بهجوم ارهابي". وذكر مصدر قضائي من جهته ان السائق جزائري من مواليد 1985 اراد من خلال هذا الهجوم الانتحار. وكتب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة "افكر في الضحايا واقربائهم واشكر الدرك ورجال الانقاذ على استعدادهم". وجاءت هذه الحادثة بينما تواجه فرنسا خطر تهديد ارهابي مرتفع. وفي التاسع من آب/اغسطس صدمت سيارة عسكريين مشاركين في عملية "سانتينيل" لمكافحة الإرهاب في ضاحية شمال غرب باريس، في هجوم أوقع ستة جرحى ونفذه جزائري يبلغ 36 عاما واصيب بخمس رصاصات خلال اعتقاله بعد ساعات على الهجوم. وأعاد هذا الهجوم، السادس على جنود يشاركون في عملية سانتينال، النقاش حول العملية التي يشارك فيها 7000 جندي بصورة دائمة في فرنسا منذ الاعتداءات الجهادية في 2015. واستهدف آخر الاعتداءات في فرنسا قوات الأمن في مواقع ذات قيمة رمزية. وتشهد فرنسا منذ كانون الثاني/يناير 2015 موجة من الاعتداءات نفذها مسلمون متطرفون وأوقعت 239 قتيلا. ساره بريت © 2017 AFP
مشاركة :