الستاند أب كوميدي: هل ستغير حياتنا وتداوي تروما الحروب العربية؟

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في عالم مليء بالحروب والصراعات والأزمات، ربما يبرز الفن كأحد السبل سبيلاً لعلاج الأرواح من كل الأضرار النفسية التي تلحق بها. وربما تلعب الكوميديا تحديداً دوراً مهماً في ذلك.الكوميديا تزدهر قالت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال حديث، أننا نعيش حالياً العصر الأكثر ازدهاراً للكوميديا، تحديداً في الستاند أب كوميدي، ولفتت إلى اعتماد المنتجين التلفزيونيين والسينمائيين على فن الستاند أب في أعمالهم أكثر من الموسيقى في الآونة الأخيرة. فن الستاند أب كوميدي الذي ظهر في القرن 18 في بريطانيا قبل أن يشهد رواجاً واسعاً في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي على أيدي ستيف مارتن وروبن ويليامز، انتقل إلى الوطن العربي في نهاية التسعينيات، إلا أن عام 2006 شهد انطلاقة جديدة لهذا الفن في دول عربية عدة منها المغرب ولبنان ومصر وفلسطين والسعودية والأردن.الكوميديا أكثر من الموسيقى يقول مايكل آغويلار المنتج المنفذ لقناة سكاي آتلنتيك، للغارديان: "إننا نعيش عصر الستاند أب كوميدي، إذ تغيّر مفهوم الكوميديا من إطلاق النكات الارتجالية إلى رواية القصص بعد التحضير لها جيداً، وتطور ذلك لعلاج الأفراد والمساهمة في تكوين شخصياتهم". ويؤكد آغويلار أن إقبال الجمهور على الحفلات الموسيقية أقل بكثير من إقباله على العروض الكوميدية، إذ تنفد التذاكر كلها سريعاً، وبالطبع لم تكن هذه هي الحال قبل 10 سنوات. ويتابع: "في الوقت الذي نميل إلى الموسيقى عاطفياً، ينجذب فكرنا إلى الكوميديا. وأعتقد أن المناخ السياسي الصعب هو السبب. ففي السبعينيات، ساعدت فضيحة نيكسون وحرب فيتنام في لجوء الناس إلى عروض الستاند أب للخروج من تلك الظروف الضاغطة الأعصاب وللتعبير عن الذات وعن تلك الظروف بطريقة مريحة". في حين يرى مايكل شوالتر مخرج فيلم ذا بيغ سيك، أنه في الوقت الذي تساعدنا الموسيقى في الهروب بعيداً من واقعنا المؤلم، تدفعنا الكوميديا إلى مواجهته ومواجهة "شعورنا الداخلي بعدم الأمان". فالممثل الكوميدي ينطلق من السخرية من ذاته لانتقاد الأوضاع الراهنة، وهذا يوصل إلى الجمهور رسالة مفادها: مهما كنت سيئاً فأنا أسوأ منك آلاف المرات، وفق ما نقلت الغارديان عن لسان شوالتر.الستاند أب كوميدي أحد أهم المهن في العالم؟ ذهب الكاتب الكوميدي الشهير، جاك برنار في مقال له نشرته الغارديان أيضاً، إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قال: "في الوقت الذي يعتقد كل شخص أن عمله هو الأكثر نفعاً للبشرية على الإطلاق، سواء رجل الإطفاء الذي ينقذ حياة البشر أو العالِم الذي يطور الحياة البشرية أو الجندي الذي يتحمل ويلات الدفاع عنا، أكاد أجزم بأن امتهان الستاند أب كوميدي أهم من كل ذلك".أقوال جاهزة شاركغرد"يعتقد كل شخص أن عمله أكثر نفعاً للبشرية... لكن أكاد أجزم بأن امتهان الستاند أب كوميدي هو الأهم على الإطلاق" شاركغردفي السبعينيات لجأ الناس إلى الكوميديا للخروج من ضغط حرب فيتنام... فما الذي ينسينا حروبنا في العالم العربي اليوم؟ وطالب برنارد بـ "دروس تعليمية إلزامية" لفن الستاند أب كوميدي لكل فرد في المجتمع، حتى يستطيع الأشخاص التفكير كالكوميديين بما يساعد على إنقاذ هذا المجتمع. ففي حال أخذ كل شخص منا خطوة جادة لممارسة هذا الفن، فإنه سيشعر بأن رأيه ووجهة نظره مهمان، كل منا يحتاج إلى اختبار هذه الثقة ولو لمرة واحدة في حياته، يقول برنارد.مواهب عربية مميزة ولكن؟ يرى باسم شرف، كاتب وسيناريست ومحكم في عدد من مسابقات الستاند أب كوميدي، أننا بحاجة أكثر من الغرب إلى الستاند أب كوميدي، فمعاناتنا أشد وحاجتنا إلى التنفيس وانتقاد الأوضاع السياسية التي يرى أن هذا الفن ابتكر لأجلها، أكبر إلا أن الأنظمة الحاكمة في الدول العربية لن تسمح لهذا الفن "المؤثر" بتناول الأوضاع السياسية، بخاصة أنها تدرك قيمة الضحك. ويتابع أن لدينا في العالم العربي تميز في العنصر البشري، فمؤدّون عرب كثرٌ موهوبون وقادرون على إضحاك الجمهور وإيصال الفكرة، لكن لدينا في المقابل شريحة من الجمهور لا تدرك رسالة هذا الفن. "كل ما يحتاج إليه عرض الستاند أب كوميدي بؤرة إضاءة وميكرفون وزجاجة مياه تمنح الفنان مهلة لالتقاط أنفاسه، إلا أن الأمر لا يكتمل من دون جمهور واع.على رغم كل هذا، أراهن على استمرارية شباب الستاند أب كوميدي أكثر من رغبة الجمهور وحاجته مع الاعتراف بوجود قاعدة واسعة من محبي هذا الفن حالياً طبعاً"، يقول شرف لرصيف22. إلا أن ماجدة خير الله، الكاتبة والناقدة الفنية، تختلف معه خلال اتصال مع رصيف22، وترى أن البيئة العربية غير ملائمة لمثل هذا الفن الذي يتطلب قدراً أكبر من الحرية لا يتوافر لدينا، كما أن الحاجة ليست ملحة لعروضه، إذ إن البرامج والمسلسلات والأفلام الكوميدية توفر هذا الأمر.اقرأ أيضاًفنانو الستاند أب كوميدي الذين لا بد من متابعتهم في عالمنا العربي"موتورة" و"عديلة": نجمتان في سماء فيسبوكمن الرحباني إلى إمام ولحام... أشهر "أفيهات" مسرح السبعينات والثمانيناتكوميديا لا تصنع ابتسامة... هل أضحككم مسلسل واحد في رمضان الجاري؟ رصيف 22 رصيف22 منبر إعلامي يخاطب 360 مليون عربي من خلال مقاربة مبتكرة للحياة اليومية. تشكّل المبادئ الديمقراطية عصب خطّه التحريري الذي يشرف عليه فريق مستقل، ناقد ولكن بشكل بنّاء، له مواقفه من شؤون المنطقة، ولكن بعيداً عن التجاذبات السياسية القائمة. كلمات مفتاحية الكوميديا الموسيقى التعليقات

مشاركة :