مهلة ثلاثة أشهر بسبب نقص الأموال، أعلنت شركة الطيران الألمانية اير برلين عن بدء الاجراءات الخاصة بإعلان افلاسها بعدما أبلغتها مجموعة الاتحاد الإماراتية للطيران، وهي الشركة المساهمة الرئيسية فيها، أنها “لن تقدم لها أي دعم مالي اضافي”. وفاجأ الإعلان ألمانيا خلال فصل الصيف على الرغم من الصعوبات المزمنة التي تعاني منها الشركة وتغذي التكهنات حول مستقبلها. ويبدو أنّ مجموعة طيران الاتحاد التي تساهم بحوالي 30 في المائة من الشركة الألمانية أتعبها امتصاص دين الشركة الألمانية. وأشارت المجموعة في بيان في أبو ظبي إلى أنها: “ضخت في نيسان-ابريل من هذا العام تمويلات إضافية بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار إلى طيران برلين إلى جانب دعمها لطيران برلين في استكشاف خيارات استراتيجية بديلة، إلا أن شركة طيران برلين لم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها وتحقيق أعمال مستدامة”. وسبق لمجموعة طيران الاتحاد وأن أكدت أنها وفرت “دعماً مكثفاً للشركة لمواجهة تحديات السيولة السابقة ودعمها في جهود إعادة الهيكلة وذلك على مدار السنوات الست الماضية“، لكنها “لن تستطيع تقديم المزيد من التمويلات في ظلّ الظروف الراهنة وباعتبار المجموعة مساهم بحصص أقلية”. شركة الطيران الألمانية “اير برلين” كانت قد أكدت في بيان أنها اتخذت اجراء إعلان افلاسها بعدما علمت ان “الاتحاد” تخلت عن “دعمها ماليا”. الحكومة الألمانية و“لوفتهانزا” مهتمتان بإعادة هيكلة “اير برلين” وتمت الإشارة إلى أنّ الحكومة الألمانية و“لوفتهانزا”:https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%88%D9%81%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%B2%D8%A7 للطيران وشركاء آخرين يدعمون “اير برلين” في جهودها لإعادة الهيكلة حيث ترددت أنباء إجراء الشركة الألمانية المنافسة “لوفتهانزا” لمفاوضات مع “اير برلين” من اجل “شراء نشاطات” الشركة التي تواجه صعوبات وهو ما سيسمح بتوظيف عاملين فيها. وتملك لوفتهانزا التي تعد من أكبر شركات الطيران الأوربية وتتمركز في فرانكفورت شركات “لوفتهانزا ويوروينغز” و“سويس واوستريان” و“براسلز ايرلاينز“، وتؤجر أصلا حوالى ثلاثين طائرة إلى “اير برلين”. ورغم الإجراءات القضائية ستواصل طائرات شركة “اير برلين” نشاطها حيث أكد القائمون على المؤسسة أنّ خطط رحلاتها وبطاقاتها وفرعها “نيكي” تبقى بلا تغيير وشراء البطاقات يبقى ممكنا. من جهتها أعلنت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريغيته زيبريس في مؤتمر صحافي منح قرض بقيمة 150 مليون يورو إلى “اير برلين” لتجنب توقف رحلاتها بينما ما زال عدد من المقاطعات في فترة عطل مدرسية. واعتبرت وزيرة الاقتصاد أنّ المبلغ المقترح يفترض ان يكون كافيا لمدة ثلاثة أشهر. وأكدت الحكومة والشركة التي تمرّ بوضع صعب أنّ مفاوضات “اير برلين” مع “لوفتهانزا” وشركات اخرى “حول التخلي عن حصص في الشركة متقدمة جدا“، موضحة ان القرار النهائي للأطراف المعنيين سيصدر قريبا. وفي هذا الشأن قال توماس فينكلمان، رئيس مجلس إدارة “اير برلين”: “في هذه الظروف نعمل بلا توقف للحصول على الأفضل للشركة ولزبائننا ولموظفينا”. تراجع أرباح الشركة وباستثناء تحقيقها أرباحا ضئيلة في العام 2012، لم تسجل “اير برلين” أرباحا منذ العام 2008، وتفاقم الوضع مؤخرا بعد أن منيت الشركة التي تعاني من دين يبلغ حوالى مليار يورو بخسارة تاريخية في العام 2016 حيث وصل حجم الخسائر إلى 782 مليون يورو. وعبرت مجموعة “الاتحاد للطيران” التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها عن أسفها بعدما تلقت إخطارا من طيران برلين يشير إلى تقدم الأخيرة بطلب وضعها تحت الحراسة القضائية نتيجةً للتدهور المتسارع في الأداء التجاري للشركة الألمانية. وتحدثت نقابة “فيردي” عن “ضربة قاسية” مؤكدة أنها ستعمل من أجل انقاذ الوظائف، إلاّ أنّ وزير النقل الكسندر دوبرينت سعى إلى طمأنتها قائلا “من الواضح ان نشاطات الشركة التي ستباع ستحتاج إلى طواقم على متنها وكذلك إلى طواقم إدارية”. ولم يتأخر رد نقابة الطيارين التي تحدثت عن “صدمة” بعد اعلان النبأ. وقد رحبت بدعم الحكومة لكنها دانت “القرارات الاستراتيجية السيئة لإدارة” الشركة وسلوك مجموعة “الاتحاد للطيران” التي “تخلت عن الشركة بينما عبر مستثمرون جدد عن اهتمامها بها”.
مشاركة :