في معرض يضم مجموعة أعمال فنية مميزة تعود لثمانية فنانين تشكيليين سعوديين حداثيين من فترة السبعينيات، يقام حاليًا بـ «غاليري أيام للفنون» بجدة، المعرض الجماعي «الطليعة: بدايات الفن التشكيلي السعودي» والذي سيستمر إلى 16 أكتوبر المقبل. والفنانون هم: الراحل الدكتور عبدالحليم رضوي، والراحل محمد السليم يرحمهما الله، والراحل عبدالجبار اليحيا الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أيام في شهر رمضان المبارك، وعبدالرحمن السليمان، ومحمد الرصيص، وطه الصبان، وعبدالله الشيخ، وعبدالله حماس. وتعتبر الأعمال المشاركة بالمعرض من الروائع الفنية التي أدّت إلى نهوض الحركة الفنية في المملكة، ومثلت بوابة الدخول نحو حضور فني مميز يضم العديد من الفنانين المرموقين والنقاد البليغين، حيث يُعد الفنانون المشاركون من أوائل من غادروا السعودية نحو الغرب، مثل: إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا، لتعلم الفن بشكل منهجي، فكان لهذا دور في تشكيل رؤية فنية متطوّرة ومستقلة وإن استندت في بداياتها على التأثر ببعض المدارس الفنية مثل: التكعيبية والتجريدية. وعلى الرغم من التأثر الغربي الحداثي الواضح في البدايات، إلا أنهم حاولوا بعد عودتهم من بعثاتهم التعليمية بحث السبل المتنوّعة والمنسجمة مع الواقع المحيط سواء من حيث الثقافة أو التقاليد أو الوسائط المتوفرة. علاوة على ذلك، تنامت الرغبة لديهم لابتكار هوية سعودية جديدة بدأت تتبلور لاحقًا من خلال إدراج الوسائط المحلية المنبثقة من جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل زيادة الاستخدام اللوني، وأشجار النخيل، والبيوت الطينية، والشوارع المحلية، والهندسة المعمارية المحلية، والحكايات الشعبية. وعلى سبيل المثال: لوحات طه الصبان ذات الألوان الزاهية والمفعمة برسومات لشوارع جدة القديمة، أو أعمال محمد السليم الذي يتناول الصحراء ويحوّلها لمنظر ذي طابع مميز من خلال الحواف الشديدة التي تدل على الشدّة بشكل أو بآخر، وفي المساجد الجليلة التي يرسمها عبدالحليم رضوي، فيما نجد في واحدة من لوحات الرصيص استعارة كلامية تعود في عنوانها إلى فكرة الإستناد إلى الواقع المحاط «اقتباس تقليدي». ويرافق معرض «الطليعة: بدايات الفن التشكيلي السعودي» كتاب يستعرض اللوحات المشاركة، مرفقًا بنصوص تعريفية كتبها الفنان الناقد عبدالعزيز عاشور مصوّرًا بشكل إجمالي رحلة التطوّر المرافقة للمشهد الفني السعودي منذ بداياته. المزيد من الصور :