بينما عبرت الكويت عن فاجعتها باستهداف اثنين من أبنائها وليد العلي وفهد الحسيني في حادث إرهابي في بوركينافاسو أمس الأول، وشددت على إدانة هذا العمل الإرهابي البغيض، لتؤكد موقفها الثابت برفض وإدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. وأعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، عن بالغ حزنه وتأثره لاستشهاد المواطنين الكويتيين الدكتور وليد العلي إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير والمواطن فهد الحسيني اللذين استشهدا في الهجوم الإرهابي الآثم على احد المطاعم في العاصمة واغادوغو بجمهورية بوركينافاسو خلال وجودهما فيها في مهمة لإنجاز عدد من الأعمال الخيرية، مستنكراً سموه بشدة هذا العمل الإجرامي الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين والذي يتنافى مع كافة الشرائع والقيم الإنسانية. وأشاد سموه بمناقبهما وأعمالهما الخيرية وتقدم سموه بخالص العزاء وصادق المواساة لأسرتيهما الكريمتين مبتهلاً إلى الباري جل وعلا أن يتغمدهما بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهما فسيح جناته ويجزيهما خير الجزاء على كل ما قاما به من أعمال خيرية وأن ينزلهما منازل الشهداء والأبرار ويلهم أسرتيهما الكريمتين وذويهما جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء. كما بعث سموه ببرقية تعزية إلى رئيس جمهورية بوركينا فاسو الصديقة روش مارك كابوري، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا الهجوم الإرهابي الآثم على رواد أحد المطاعم في العاصمة واغادوغو، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين، راجياً سموه للضحايا الرحمة، وللمصابين سرعة الشفاء والعافية، مؤكداً سموه استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإجرامي الشنيع الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين، والذي يتنافى مع كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، وتأييدها لكل الإجراءات التي يتخذها البلد الصديق لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية الرامية إلى زعزعة أمنه واستقراره، مجدداً سموه موقف دولة الكويت الثابت في رفض الإرهاب بكل أشكاله وصوره، ووقوفها مع المجتمع الدولي لمحاربته وتجفيف منابعه. وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ببرقيتي تعزية مماثلتين. رسالة إنسانية ومن جهته، أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن خالص تعازيه، وصادق مواساته، في استشهاد الشيخين وليد العلي وفهد الحسيني، بهجوم إرهابي في بوركينا فاسو. وقال الغانم، في تصريح صحافي، إن أبناء الكويت يقدمون الخير في كل بقاع العالم، ويضحون بأنفسهم من أجل تقديم رسالتهم الانسانية السامية، التي حث عليها الدين الاسلامي بالحكمة والموعظة. واضاف ان الشيخين الجليلين نموذج للانسان الكويتي الذي جبل على فعل الخير، وتقديم المساعدة، والعمل في سبيل الدعوة بالحسنى، مؤكدا ان الشهيدين فقيدا الكويت، وعبرا عن أصالة المجتمع الكويتي المحب لدينه ونشر سماحة الاسلام. وتقدم الغانم لذوي الشهيدين والشعب الكويتي بخالص العزاء، سائلا المولى عز وجل أن يتقبلهما من الشهداء. من جهته، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن الوزارة قد تابعت بألم واسى بالغين أنباء الهجوم الإرهابي الآثم على أحد المطاعم في العاصمة واغادوغو بجمهورية بوركينافاسو، الذي راح ضحيته عدد من الأبرياء الذين كانوا يرتادون المطعم وكان من ضمنهم المواطنان الكويتيان د. وليد العلي إمام مسجد الدولة الكبير والمواطن فهد الحسيني حيث كانا هناك في مهمة لإنجاز عدد من الأعمال الخيرية. عمادي: لا مخرج من الفكر الضال إلا بنشر الوسطية نعى وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الأمين العام للجنة العليا لتعزيز الوسطية فريد عمادي "فقيدي الدعوة والكويت إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير د. وليد العلي والداعية فهد الحسيني". واستنكر عمادي "الاعتداء الغاشم"، مؤكدا أن لا مخرج للأمة ولا نجاة لها من هذا الفكر الضال إلا بنشر الوسطية وتعزيز سماحة الإسلام، ليستقيم الناس على رسالة السماء السامية، ولير الناس الرحمة والرأفة في ديننا"، مضيفا أننا "فقدنا بحق داعية متميزا في دعوته ومتفردا في جهوده معروفا بوسطيته وفكره المستنير، ولعل من أمارات حسن الخاتمة انهما لقيا ربهما وهما خارجين في سبيل الله، ما أخرجهما إلا الدعوة لدين الله". ووصف الاعتداء "بالعمل بالإرهابي الجبان الذي يستهدف أناسا أبرياء مسالمين جاؤوا من اقصى الشرق لنشر الوسطية والعلم الشرعي للأئمة والدعاة، محتسبين أجرهما على الله تعالى، وما خرجا من بيتيهما إلا للدعوة الى الله، مشيرا إلى أنهما كانا يقيمان دورة علمية شرعية للمسلمين هناك، وقد طالتهما يد الغدر الآثمة". وعدد عمادي "الكثير من مآثر إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير وليد العلي الذي عرف بمنهجه الوسطي وغزارة علمه التي استفاد منها كثير من أبناء الأمة، سواء كانوا بالكويت من طلبة كلية الشريعة أو بمدارس وزارة التربية، أو في المنتديات العلمية والندوات والمحاضرات التي كان يوجد فيها معلما وموجها ومربيا ومدربا، أو في خارج الكويت من خلال زياراته العلمية والدعوية الرسمية والأهلية". وأضاف المصدر أن وزارة الخارجية قد تابعت منذ اللحظات الأولى لتلقيها الخبر وعبر سفارتها في موريتانيا المحالة إلى بوركينا فاسو وأرسلت أحد دبلوماسييها هناك لمتابعة التحقيقات والانتهاء من إجراءات نقل جثماني الفقيدين. وتوجه المصدر إلى الباري عز وجل بأن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته ويجزيهما خير الجزاء على أعمال البر والخير، التي قاما بها وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان وحسن العزاء. وأكد أن توجيهات سامية من لدن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قد صدرت بإرسال طائرة أميرية لنقل جثماني الفقيدين إلى أرض الوطن. توجيهات سامية على صعيد متصل، نعى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري كلا من العلي والحسيني اللذين قضيا نحبهما إثر اعتداء إرهابي غاشم في عاصمة بوركينافاسو واغادوغو مساء أمس الأول. وثمن الوزير الجبري في تصريح صحافي التوجيهات السامية لسمو أمير البلاد بإرسال طائرة خاصة لنقل جثماني الشهيدين باذن الله تعالى إلى أرض الوطن. وأصدر الجبري، توجيهاته لاطلاق إسم الشهيد د. وليد العلي على مبنى المركز الثقافي في مسجد الدولة الكبير. وقال إن الكويت تلقت ببالغ الحزن والأسى نبأ الاعتداء الآثم على دعاة أبرياء ذهبوا لتقديم دورات شرعية لتعليم المسلمين أمور دينهم مضيفاً في عزائه بالفقيدين "إنهما خرجا من الكويت إلى أقصى الغرب الإفريقي لنشر العلم الشرعي وما أخرجهما إلا الدعوة إلى الله تعالى ونشر دينه الصحيح في ربوع الأرض". وذكر أن الكويت ستظل منارة للوسطية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال أبنائها الأوفياء مشيراً إلى أن الداعية الفقيد وليد العلي كانت وزارة الأوقاف ولجنة تعزيز الوسطية تستعين به في نشر سماحة الإسلام بين أبناء الكويت وفي ربوع الأرض. خيرة أبناء الكويت من جانب آخر، نعى المستشار بالديوان الأميري ورئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبدالله المعتوق الشهيدين العلي والحسيني اللذين قضيا في الاعتداء المسلح في بوركينافاسو أمس الأول. وقال المعتوق في تصريح صحافي، أمس، إن يد الإرهاب الآثم امتدت لتطول عمل الخير الكويتي في هذا الهجوم، الذي راح ضحيته اثنان من خيرة أبناء الكويت إذ أفنيا عمريهما في الدعوة إلى الله تعالى والعمل الخيري. وذكر أن الراحل حارب العنف والتفرق بالكلمة الطيبة، مبيناً أنه كان دائم التأكيد من خلال خطبه في المسجد الكبير على أن الكويت جبلت على التدين الوسطي والمعتدل ودرج أهلها منذ القدم على نبذ جميع مسالك العنف وشتى طرق الضلال. وبين أن "شهيد الخير وصف الغلاة المتشددين بقطاع الطرق الذين يمنعون الناس عن الوصول إلى محاسن الدين ويشوهون جمال وجهه الحسن ويعبثون بسماحة أحكامه التي شرعها رب العالمين". واستنكر "العمل الجبان" الذي أودى بحياة العلي والحسيني مؤكداً أن الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد دأبت على نبذ جميع أعمال العنف والإرهاب والتي طالت هذه المرة شخصين خرجا في سبيل الله لا لدنيا يطلبانها وإنما لنشر الدعوة في أقاصى إفريقيا "فنحتسبهما عند الله شهيدين". وأكد المعتوق أن علم الشهيد العلي لم يكن مقصورا على طلابه في الجامعة أو المدارس والحلقات التي كان يحاضر بها بل شمل رواد المساجد الذين شهدوا له بالعلم وحسن الخلق وأصر على إيصال ذلك العلم إلى خارج الكويت. اعتداء آثم بدوره، أعرب رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الدكتور محمد الطبطبائي عن استنكاره للجريمة الشنيعة والاعتداء الآثم الذي استهدف أبرياء عزلاً في واغادوغو، وبينهم مواطنان كويتيان. وقال الطبطبائي لـ"كونا" أمس، إن ،هذا الاعتداء الآثم ذهب ضحيته العديد من الأنفس البريئة، وكان من ضمن المغدورين مواطنان كويتيان هما إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير د. وليد العلي وفهد الحسيني رحمهما الله تعالى رحمة واسعة. وأكد أن دين الإسلام الحنيف بريء من كل أشكال الإرهاب الذي مازال يجر ويلاته على المسلمين والبلاد الإسلامية والعالم أجمع، مشدداً على وجوب تضافر جهود العلماء والدعاة في البلاد الإسلامية كذلك الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب بكل أنواعه "الذي نعيش آثاره الإجرامية والخطيرة على حياة الأبرياء من خلال الاعتداء الآثم على الآمنين". جمعيات خيرية: مستمرون في رسالة العمل الخيري والدعوي أصدرت جمعية إحياء التراث الإسلامي بياناً حول الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة د. وليد العلي والشيخ فهد الحسيني وبعض الدعاة الذين تكفلهم جمعية إحياء التراث الإسلامي في بوركينافاسو. وأكدت استمرارها في تحقيق رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين في مجال العمل الإنساني والخيري والدعوي والإغاثي، وأنها بجميع لجانها تعمل ليل نهار في محاربة الغلو والتطرف والإرهاب، ولها في ذلك الكثير من الكتب والإصدارات والمنشورات التي تدعو إلى المواطنة الصالحة، والبعد عن كل فكرة تشوه صورة الإسلام ومبادئه الداعية إلى التعايش مع الآخرين بسلام وطمأنينة وإحسان. من جهة أخرى، أعربت جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية في بيان عن صدمتها وحزنها الشديدين للاعتداء الأليم الذي تعرض له الشيخان د. وليد العلي وفهد الحسيني رحمهما الله وأفضى إلى استشهادهما إثر هجوم إرهابي ببوركينا فاسو شنه متطرفون، فجر أمس الأول، مستهدفاً مطعماً تركياً يرتاده أجانب في واغادوغو. وحث البيان أهل الكويت على المساهمة مع جهود جمعية السلام الخيرية في تأسيس مشروع سقيا ماء كبير باسم الشهيدين تخليداً لذكراهما وامتناناً لجهودهما الخيرية في مجال العمل الخيري الإنساني خدمة للإنسان وتعزيزاً للروابط الأخوية والوطنية. في السياق نفسه، نعت جمعية النجاة الخيرية فقيداً الكويت فضيلة الشيخ الدكتور وليد العلي إمام مسجد الدولة الكبير وفضيلة الشيخ فهد الحسيني، سائلين الله لهم منازل الصديقين والشهداء جزاء ما قدما للإسلام والمسلمين. وقال المدير العام لجمعية النجاة الخيرية بالإنابة د. جابر الوندة، إن الأمة الإسلامية فقدت اثنين من دعاتها الذين كان شغلهم الشاغل نشر رسالة الإسلام وإلقاء الدروس والمحاضرات، وإقامة الندوات التي تعرف المسلمين بدينهم الحنيف، وكان همهم تثقيف الشباب وتوعيتهم وشحذ هممهم ليكونوا طاقات فاعلة تخدم الأمة الإسلامية، فقد كانت نصرة الأمة وتقدمها وريادتها هدفهم المنشود.
مشاركة :