اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية يدخل مرحلة «المطبات الصعبة»

  • 8/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يجتمع مفاوضو بلدان أمريكا الشمالية الثلاثة، كندا وأمريكا والمكسيك اليوم الأربعاء وحتى الأحد المقبل، لإعادة التفاوض حول بنود اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «نافتا» بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث من المفترض أن يتم التطرق إلى قضايا صعبة خلال جولة مفاوضات الأيام الخمسة.وألغت اتفاقية «نافتا» التي صدرت عام 1994 الحدود الجمركية بغية السماح بتداول السلع والخدمات بشكل حر بين البلدان الثلاثة.ويثير اتفاق «نافتا» الجدل منذ أن خرج إلى النور، إذ يعتبر مؤيدوه أن من شأنه تعزيز النمو، في حين يرى معارضوه أنه غير منصف ويؤثر سلبا على فرص العمل إلى حد وصفه ب«الكارثة» على لسان الرئيس الأمريكي الذي لم يتوقف عن انتقاده خلال حملته الانتخابية.وإعادة التفاوض على شروط الاتفاق مسألة مصيرية بالنسبة إلى ترامب الذي من المتوقع أن يستغل هذه المناقشات لتوجيه رسالة سياسية قوية في وقت يصعب عليه الوفاء بتعهداته الانتخابية.ولفت إدوارد ألدن من «مجلس العلاقات الخارجية» إلى أنه «ليس لديه أي خيار سوى التحرك. والمسألة حيوية على الصعيد السياسي. وفي وقت ما، سيجاهر الرئيس بالنتائج التي تم التوصل إليها باعتبارها فوزاً من صنعه».وواقع الحال أن الولايات المتحدة تعاني من تراجع الميزان التجاري مع المكسيك منذ إبرام الاتفاق، من فائض قدره 1,6 مليار دولار إلى عجز معدله 64 مليارا.وبالنسبة إلى المكسيك، والولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لها، يعد «نافتا» اتفاقا محوريا، إذ إن 80 % من الصادرات المكسيكية، بغالبيتها من السلع الصناعية والزراعية، ترسل إلى الجارة الشمالية.واستفاد قطاع صناعة السيارات في المكسيك الذي من المتوقع أن يكون مع الزراعة في قلب المناقشات، إلى حد بعيد من سياسة التبادل الحر على حساب نظيره الأمريكي الذي شيد مصانع في المكسيك نظراً لليد العاملة المتدنية الكلفة.وقال روبرت لايتزر الممثل الخاص لشؤون التجارة الخارجية الأمريكية إن «العديد من الأمريكيين يعانون من تداعيات إغلاق المصانع وتصدير فرص العمل والإخلال بالتعهدات السياسية».أما بين الولايات المتحدة وكندا، فالميزان التجاري متوازن نسبيا، غير أن الخلاف يدور حول مشتقات الحليب والنبيذ والحبوب التي تقول واشنطن إن إنتاجها يحظى بمساعدات من الدولة الكندية.ورغم أن الولايات المتحدة أجبرت كندا والمكسيك على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، غير أن الشركاء الثلاثة يجمعون على ضرورة تحديث هذه الاتفاقية التي صيغت من ربع قرن حتى قبل بزوغ عصر الإنترنت.واعتبر جيفري سكوت الخبير في بنود «نافتا» في معهد بيترسون للاقتصادات الدولية أن «كلاً من البلدان يشعر أن عليه جني الكثير من هذه المفاوضات، لذا يعرف كل منها أن نجاح تحديث الاتفاقية يصب في صالحه».وأكد ألدن أن «المسألة تتعلق بالقدرة التنافسية لأمريكا في وجه آسيا خصوصا».ورغم المآرب الأمريكية، لا يتوقع المحللون انفراجا سريعا في مسار إعادة التفاوض.وتعتبر هذه الجولة الأولى من المفاوضات بمثابة جولة أفق واسعة قبل الدورة الثانية المزمع انعقادها في 5 سبتمبر/ أيلول المقبل في المكسيك.وقال سكوت «سيحرصون على أن تكون الانطلاقة سريعة ومن هذا المنطلق لن يتطرقوا مباشرة إلى المسائل الشائكة».لكنه لفت إلى أنه لا يمكن استبعاد «خطر أن تقترح الولايات المتحدة أفكارا تثير الجدل مثل أمريكا أولا، أو اشتروا بضائع أمريكية الصنع، ما قد يؤدي إلى تقويض المناقشات».وبعد تكاثر التصريحات الشديدة اللهجة حول العجز مع المكسيك، يُرجح أن تبقى الولايات المتحدة متمسكة بموقفها إزاء هذه المسألة.ومن ناحية المكسيك، يتوقع أن تشتد المقاومة في ظل اقتراب الاستحقاق الرئاسي عام 2018.ولفت ألدن إلى أن «المكسيك هي على الأرجح الحلقة الأضعف» نظراً لشدة اعتمادها على «نافتا» من الناحية الاقتصادية، «لكنها تتمتع بمزايا عدة ولديها مفاوضون مخضرمون شاركوا في عدة اتفاقات تجارية».كما أن الولايات المتحدة قد تخسر الكثير إذا فشلت في إعادة التفاوض، فالسوق المكسيكية ضرورية لمنتجات القطاع الزراعي الذي يلقي عادة بثقله على مفاوضات من هذا النوع.(أ ف ب)

مشاركة :