تعاون أمني وعسكري مشترك لتشكيل قوة ردع لحماية الخليج.. السفير السعودي لـ«الأيام»: قطر وإيران وجهان لعملة واحدة في تدويل الحج وتمويل التطرف والإرهابلا رجعة عن «المبادئ الـ 6 والمطالب الـ 13».. والشعب القطري ليس طرفًا في الأزمةعدم التدخل في شؤوننا الداخلية والمساس بالسيادة والتحريض على الفوضىأكد السفير السعودي لدى مملكة البحرين، د.عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ أن أمن المنطقة وشعوبها هو الشغل الشاغل لزعماء دول الخليج، وأن زيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الأخيرة للمملكة العربية السعودية تأتي ضمن الترابط القوي للأخوة الأشقاء في دول مجلس التعاون، واصفًا العلاقات السعودية البحرينية بـ "الأخوية والتاريخية". وبيّن السفير آل الشيخ أن السعودية والبحرين تقفان صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية في المنطقة، مثمنًا التعاون المشترك بين المملكتين في كافة المجالات العسكرية والأمنية، لتشكيل قوة رادعة لكل من يتجرأ على المس بأمن دول مجلس التعاون. وشدد السفير آل الشيخ في حوار مع «الأيام» على أن موقف السعودية واضح بخصوص أزمة قطر، وأن «المبادئ الـ 6 والمطالب الـ13» يجب أن تنفذ، مبينًا أن الأزمة تكمن مع الحكومة القطرية وليس مع الشعب القطري الشقيق.وأشار آل الشيخ إلى أن دعوة تسييس وتدويل الحج أصابتنا بدهشة عندما جاءت من قطر، لافتًا إلى أن الداعم الأساسي للإرهاب هي إيران التي تدعو إلى تسييس الحج وتسعى لإفشال نجاحه في كل سنة، ولا يمكن للعالم الإسلامي أن يقبل بذلك. وكشف آل الشيخ أن بلاده كانت قد أنجزت تحضير المخيمات الخاصة بحجاج قطر في مشعر منى على مساحة تزيد عن 4 آلاف متر مربع، مما يضرب بادعاءات حكومة قطر عرض الحائط، ويجعلها المسؤولة الوحيدة عن منع مواطنيها من تأدية شعائر الحج هذا العام. واتهم السفير السعودي النظام الإيراني بمحاولة تأجيج وافتعال الأقاويل لخلق توترات في مواسم الحج بهدف تدويل الحج كل عام، مشيرًا إلى أن السلطات الإيرانية مازالت تماطل وترفض استكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في حادثة اقتحام سفارة السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد. وتوقع آل الشيخ أن يكون أعداد الحجاج مماثلة لأعداد العام الماضي، مؤكدا ان الاستعدادات قائمة على قدم وساق لتوفير الراحة والأمان لجميع زوار بيت الله الحرام. وفيما يخص القضية اليمنية، أكد آل الشيخ أن نهاية الحرب في اليمن مرهونة بعودة ميليشيات الانقلابيين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عن غيهم، والقبول بالشرعية المنتخبة وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والوساطة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.السعودية والبحرين صفًا واحدًا في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقةما نريده نبذ قطر للإرهاب وعدم إيواء المطلوبين بقضايا التطرف أمن المنطقة وشعوبها هو الشغل الشاغل لزعماء دول الخليج - وفيما يلي نص الحوار:] في مستهل الحوار.. قام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة إلى السعودية مؤخرًا التقى خلالها بنائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان، ما أبرز نتائج هذه الزيارة وانعكاساتها على العلاقات بين البلدين؟ وعلى الأزمة القطرية؟- زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين للمملكة العربية السعودية تأتي ضمن الترابط القوي للأخوة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وتتصف العلاقات السعودية البحرينية بكونها علاقات أخوية أبدية تاريخية تشهد تطورًا مستمرًا على كل المستويات انطلاقًا من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما بفضل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة - حفظهما الله - وروابط الأخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بين شعبيهما والتي تزداد صلابة على مر الأيام وتسهم في بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المتميزة بين البلدين وبلورة آفاق واعدة في المجالات كافة.] يتجلى موقف ودور السعودية تجاه البحرين في مواجهة الإرهاب. فما منظوركم لدور الرياض في دعم البحرين في هذا الشأن؟- دائمًا تقف السعودية والبحرين الشقيقة صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب والتحديات والتداعيات الأمنية في المنطقة، وزيادة التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية كافة وذلك وفق تنسيق مسبق بين البلدين الشقيقين كمثيلاتها مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي. وهناك اتفاقيات بين دول المجلس تم توقيعها مسبقًا فيما يخص المجال الأمني والتعاون المشترك في كافة المجلات العسكرية والأمنية لتشكيل قوة رادعة لكل من يتجرأ على مس أمن دول المجلس. إن أمن المنطقة وشعوبها هو الشغل الشاغل لزعماء دول الخليج في ظل التدخلات الخارجية والإرهاب الذي يعصف بالمنطقة. فكان لابد من اتخاذ كافة التدابير لحماية دول المنطقة.] الموقف القطري والدعوة إلى تسييس وتدويل الحج وهي نفس الدعوة السابقة التي أطلقتها إيران من قبل عدة سنوات. برأيكم ما أهداف قطر من تلك الدعوة؟- هذه دعوة تصدعت وتكسرت وأصابتنا بدهشة عندما أتت من قطر، فلا يمكن للعالم الإسلامي أن يقبل بها حيث إن الداعم الأساسي للإرهاب وهي إيران هي من تدعي تسيس الحج وتسعى لإفشال نجاحه في كل سنة، وإذا كان «القطريون» يريدون أن يكونوا بنفس الخندق معهم فهذا أمر آخر، ولا يمكن لأية دولة في العالم أن تقوم بخدمة الحجاج والمعتمرين مثل المملكة، فهذه نعمة من الله على المملكة في خدمة ضيوفه، ولن نقبل بالمزايدة في ذلك.] في حال إصرار قطر على رفض تنفيذ «المطالب الـ13 والمبادئ 6» هل سيتم اتخاذ خطوات اخرى تجاه الدوحة مثل تجميد عضويتها في مجلس التعاون أو الجامعة العربية؟- مؤتمرا القاهرة والمنامة كانا لتنسيق المواقف، والتأكيد على موقف الدول الأربع الثابت من الإرهاب، وأن المطالب لا تزال كما هي، وأن مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب واضحة وصريحة، وهو مطلب سيادي ومطلب ذو حق، وكل ما أرادته الدول الأربع القول إن موقفنا واضح من قطر، وإن الأزمة هي أزمة مع الحكومة وليس مع الشعب القطري الشقيق، والنقاط الست والمطالب الـ13 يجب أن تنفذ، وكل ما نريده من الأزمة هو نبذ الإرهاب وعدم إيواء الإرهابيين والمطلوبين، وكذلك عدم التدخل في شؤوننا الداخلية وعدم المس بالسيادة والتحريض على الفوضى، وهي مطالب مشروعة كما نراها وصحيحة. وما يجب التأكيد عليه هو أنه ليس بيننا وبين الشعب القطري أية خصومة، وكل ما نقوله للحكومة في الدوحة كفوا عن الأذى، نحن طوال 20 عامًا نلتزم الصبر، حفاظًا على الإخوة والدين ونحن سندكم وعشيرتكم فهل من المعقول أن يطعن الأخ أخاه ويغدر به من الخلف وهو يعيش معه في نفس المنزل!] وماذا عن منع قطر مواطنيها من القيام بشعائر الحج؟- السعودية ترحب باستقبال جميع ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج وخاصة ضيوف الرحمن القطريين على الرغم من كل الخلافات السياسية وقد أعلنت المملكة العربية السعودية في وقت سابق أنها أتمت تحضير المخيمات الخاصة بحجاج قطر في مشعر منى على مساحة تزيد عن 4 آلاف متر مربع، وهذا من أجل الاستعداد لموسم الحج لهذه السنة وهذا يناقض كل ما تدعيه حكومة دولة قطر لمنعها مواطنيها من القيام بشعائر الحج هذا العام.] بعد دعوة المرشد الإيراني الحجاج الإيرانيين تسييس الحج. فما تعليقكم؟ وما الإجراءات والتدابير إزاء ذلك؟- ليست هي المرة الأولى التي يحاول فيها النظام الإيراني تأجيج وافتعال الأقاويل لخلق توترات في مواسم الحج ومنها تدويل الحج كل عام فهي محاولات باءت بالفشل وموقفنا واضح مثل ما أعلن عنه وزير الخارجية عادل الجبير، بأن المطالبة بتدويل الحج هو بمثابة إعلان حرب، والمملكة ستدافع عن أرضها وترابها بكل قوة.] بعد مرور أكثر من عام على وقوع حادث الاعتداء على السفارة السعودية في إيران لماذا تماطل إيران في التحقيق حتى الآن؟- السلطات الإيرانية مازالت في مماطلتها ورفضها استكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في حادثة اقتحام سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، وعمدت إلى الابتزاز بغرض الحصول على امتيازات دبلوماسية داخل المملكة في ظل قطع العلاقات بين البلدين وانتهجت السلطات الإيرانية أساليب ملتوية ومنها رفضها وصول فريق سعودي إلى أراضيها للمشاركة مع الجهات المختصة الإيرانية في معاينة مقر السفارة في طهران، والقنصلية العامة في مشهد، كل الشواهد المنطقية تفيد بتورطها وتم إصدار بيان رسمي من حكومة خادم الحرمين الشريفين وضحت فيه هذه الحقائق وأنها سوف تقوم من جانبها بإيضاح ذلك للمنظمات الدولية واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حقوقها الدبلوماسية وفقًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وأحكام القانون الدولي.] مر أكثر من عامين تقريبًا على اندلاع الحرب في اليمن.. هل اقتربت نهاية الحرب وهزيمة الحوثيين وصالح؟ وما رأيكم بجولة المبعوث الأممي لملف اليمن ولقاء الفرقاء اليمنيين في سلطنة عمان قريبًا؟- هذا مرهون بعودة ميليشيا الانقلابين الحوثيين وميليشيا الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عن غيهم والقبول بالشرعية المنتخبة وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والوساطة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، أتمنى من الله أن تنتهي هذه الحرب في القريب العاجل وأن يسود الأمن والأمان لأشقائنا في اليمن وتعود الأمور إلى نصابها ليعم الخير والصلاح للبلاد والعباد.] أخيرًا.. ما توقعاتكم بشأن عدد حجاج بيت الله الحرام خلال هذا الموسم؟ وكم تبلغ الميزانية المرصودة من حكومة المملكة لموسم الحج وإعلان حالة الطوارئ في الأجهزة المعنية بالمملكة؟- أتوقع أن يكون العدد مماثلاً للعام الماضي والاستعدادات قائمة على قدم وساق لتوفير الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام وهو أمر ليس بجديد فالحمد لله المملكة العربية السعودية لها باع طويل وخبرة سنين في تنظيم مواسم الحج بكل احترافية واقتدار.
مشاركة :