•ولأن الأعياد هي أيام فرح خالص ، يحرم فيها تعاطي المنغصات ؛ حرمة الصوم في نهارها.. فلا مانع أن تطمع في عيد ( سعيد ) ولو في آخر الأرض .. لذا تقرر أن تبتعد عن كل شيء .. تلملم القليل المفرح من أوراقك.. وتترك الكثير.. تصطحب أبناءك ممنياً النفس بأيام قليلة بصحبة من تحب، وبـ (عيد سعيد و بعيد ) عن كل الضغوطات والأخطاء .. والمفارقات.. والتجاوزات.. والسلبيات التي عايشتها طوال عام كامل ! . •الأهم هنا أن تقرر إسكات الصحفي المزعج بداخلك.. كي لا تفسد إجازتك بعقد المقارنات والمقاربات المحسومة سلفاً .. و أن تلجم ذلك الضمير الناقد الذي كاد أن يوردك المهالك في أكثر من مناسبة ! .. لكنك - رغم كل هذه الاحتياطات - تكتشف وفي غمرة استعدادك للفرحة التي لم تبدأ بعد، أنك لازلت في مرمى النيران الصديقة وأنك مهما فعلت ستظل تحمل فوق رأسك هماً يأكل الدهر منه ! .. فرسائل الجوال والبريد المترعة بآلام الناس تقتحم أشد حصونك مناعة و تجبرك على تعاطي جريمة التفكير المكروه في العيد ! .. الأمر الذي يقودك للتساؤل المزعج : لماذا يحتاج المواطن المسكين إلى وساطة صحفي أو كاتب ليعرض مشكلته ؟! ولماذا ينعدم التواصل والثقة بين المواطن والمسؤول ؟! . •يدهمك العيد حاملاً فرحته وبركاته وخصوصياته.. لكن الأحداث التي لا تعرف عيداً ولا تتوقف لفرحة ، تدهمك قبله وكأنها تريد تهشيم عظام رأسك !! .. فكلمة «ربيع » أصبحت من المفردات المفخخة في بلاد العرب حيث يمكن أن تنفجر حتى في يوم العيد .. والدم العربي لازال هو الأرخص بين كل دماء الأمم بدليل ما يراق منه يومياً في سوريا والعراق ومصر .. بالفعل يأتيك عيد هذا العام و العرب في أسوأ أحوالهم ، فالحرب بينهم أقوم من ساق على قدم والمغالبة على أشدها .. تحاول الانغلاق والانكفاء على ذاتك ، وتجاهل كل ما حولك ولو لأيام ، لكن ( نيرودا ) الشاعر المحب للجمال يوقظك بتساؤله : إذا ما فتحت النافذة صباحاً ورأيت قتيلاً ورأيت وردة.. فهل يمكن أن تكتب شعراً عن الوردة؟! . •قاتلك الله يا نيرودا .. انه السؤال الذي قتل أشعر شعراء العربية -المتنبي - حين أعاده إلى خصومه بعد محاولة هرب فاشلة .. وهو ذات السؤال الذي يقتل فينا كل فرحة حين يعيدنا الى الواقع العربي الحزين بعد محاولة هرب فاشلة أيضاً . • كل عام وأنتم في فرح وسعادة حقيقيين . m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :