رئيس الوزراء الجزائري يخسر منصبه بعد 3 أشهر من تعيينه

  • 8/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تبون البالغ من العمر 71 عاما يترك رئاسة الوزراء لأويحيى الذي كان برتبة وزير دولة ويعتبر إحدى الشخصيات القوية في النظام الجزائري.العرب  [نُشر في 2017/08/16، العدد: 10724، ص(4)]المهمة ليست بالسهولة التي توقعها الجزائر - أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية الثلاثاء إقالة رئيس الوزراء عبدالمجيد تبون من منصبه بعد ثلاثة أشهر من تعيينه. وأفاد بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية بأن “رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة أنهى مهام رئيس الوزراء عبدالمجيد تبون وعين مدير الديوان الرئاسي أحمد أويحيى” مكانه. وتم تعيين تبون رئيسا للوزراء في 24 مايو في أعقاب الانتخابات التشريعية في الرابع من الشهر نفسه والتي فاز بها حزب “جبهة التحرير الوطني” برئاسة بوتفليقة، والذي يحكم البلاد منذ الاستقلال عام 1962. وشكّل تكليف تبون بتشكيل حكومة جديدة مفاجأة في ذلك الوقت، إذ لم تكن إزاحة رئيس الوزراء عبدالمالك سلال “الرجل الوفي” لبوتفليقة متوقعة. ويترك تبون البالغ من العمر 71 عاما رئاسة الوزراء لأويحيى الذي كان برتبة وزير دولة ويعتبر إحدى الشخصيات القوية في النظام الجزائري. ويتزعم أويحيى التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني أكبر حزب في الجزائر وحليف جبهة التحرير الوطني. وقال مصدر حكومي طلب عدم كشف هويته إن “رؤية رئيس الوزراء لم تكن متوافقة مع رؤية الرئيس”، مشيرا أيضا إلى مشاكل في “التواصل” بين الرجلين. وتحدثت وسائل الإعلام الخاصة الجزائرية في الأيام الأخيرة عن رسالة “شديدة” اللهجة وجهها بوتفليقة لرئيس وزرائه، منتقدا فيها خصوصا الإجراءات الأخيرة للحد من استيراد العديد من المنتجات. ووفقا لأستاذ العلوم السياسية رشيد تلمساني، فإن تبون “حاول المساس بمصالح” بعض المنتمين إلى الطبقة البرجوازية المحيطة بالرئيس. وتداولت قناة تلفزيونية خاصة الأسبوع الماضي أوامر رسمية قالت إنها صادرة عن الرئيس بوتفليقة، تدعو إلى وقف “التحرش والتشهير برجال المال والأعمال وتشويه صورة المناخ الاقتصادي”. لكن مواقع إعلامية أخرى أكدت أن ما جاء على القناة لا صلة له بالرئيس بوتفليقة، مضيفة أن أحمد أويحيى هو من يقف وراء كل شيء بالنيابة عنه. وقال موقع “الجزائر اليوم” إن “الرسالة التي حررها ووقعها أويحيى، أريد لها حمل الطابع الرسمي لإيهام الرأي العام الوطني والدولي بأن بوتفليقة يقف إلى صف رجال الأعمال ضد الحكومة التي عينها في 24 مايو الفارط”. وأضاف “لقد أكدت التسريبات عبر قناة النهار أن أحمد أويحيى اختار فعلا معسكر أصدقائه الذين ظل يدافع عنهم في السر والعلن، وأنه لم يتوان في استخدام منصبه لضرب استقرار الحكومة التي عينها رئيس الجمهورية ووضع فيها ثقته قبل شهرين”. ولم تكن إقالة تبون مفاجأة بالنسبة للرأي العام الجزائري، حيث توقع مراقبون الفترة الأخيرة إمكانية إقالته في أي لحظة، ورأى سياسيون في الجزائر أن تبون يعد أيامه الأخيرة في قصر الدكتور سعدان، مؤكدين أن المواجهة التي فتحها ضد رجال أعمال نافذين قد حسمت ضده بعد انتصار رجل الظل القوي في قصر الرئاسة الشقيق الأصغر والمستشار الشخصي سعيد بوتفليقة، لصالح صديقه الحميم رجل الأعمال علي حداد. واستند هؤلاء إلى الدلالات والرسائل السياسية التي حملتها الأحاديث الحميمية التي جمعت سعيد بوتفليقة برجل الأعمال علي حداد في مقبرة العالية بالعاصمة بمناسبة تشييع جثمان رئيس الحكومة السابق رضا مالك، حيث نقلت صور تم تداولها على نطاق واسع ارتباطا غير عادي بين الرجلين.

مشاركة :