أعلنت شركة الطيران الألمانية «آر برلين» أمس أنها بدأت إجراءات إعلان إفلاسها بعدما أبلغتها المساهمة الرئيسية فيها، مجموعة «الاتحاد» للطيران، بأنها «لن تقدم لها أي دعم مالي إضافي». وأكدت مجموعة «الاتحاد للطيران» أنها ضخت في نيسان (أبريل) من العام الحالي تمويلات إضافية بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار في شركة «طيران برلين»، إلى جانب دعمها للشركة في استكشاف خيارات استراتيجية بديلة. إلا أن «طيران برلين» لم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها وتحقيق أعمال مستدامة. وتلقت مجموعة «الاتحاد للطيران» أمس إخطاراً من «طيران برلين» يفيد بتقدم الأخيرة بطلب وضعها تحت «الحراسة القضائية»، وذلك نتيجة للتدهور المتسارع في الأداء التجاري للشركة الألمانية. وأعرب ناطق رسمي باسم المجموعة في بيان عن «عميق الأسف في شأن هذه التطورات الواقعة لا سيّما أن مجموعة الاتحاد للطيران قد وفرت دعماً مكثفاً للشركة لمواجهة تحديات السيولة السابقة ودعمها في جهود إعادة الهيكلة وذلك على مدار السنوات الست الماضية». وأضاف: «في ظل هذه الظروف الراهنة وباعتبار المجموعة مساهماً في حصص أقلية فإن المجموعة لا يمكنها تقديم مزيد من التمويل يساهم في زيادة الأخطار المالية، غير أنها تظل منفتحة إزاء كل الحلول المجدية من الناحية التجارية». وتوقع أن يستمر وضع عمليات «طيران برلين» تحت الحراسة القضائية، مؤكداً أن لمجموعة «الاتحاد للطيران» علاقات تجارية مع «طيران برلين» على امتداد مجموعة من المجالات منها عمليات المشاركة بالرمز. وقال: «سوف ندعم إدارة طيران برلين خلال هذه الأوقات العصيبة». وقد سبق لشركة «الاتحاد للطيران» أن زادت حصتها في نيسان 2014 في شركة «طيران برلين» الألمانية. وتشكل خطوة «طيران برلين» الأزمة الثانية التي تواجهها مجموعة «الاتحاد للطيران» إذ سبق لشركة «أليطاليا» أن تقدّمت في أيار (مايو) الماضي بطلب للحصول على إدارة استثنائية، على رغم الاستثمارات الكبيرة التي ضختها «الاتحاد» في «أليطاليا». وأضافت «الاتحاد»: لقد بذلنا ما في وسعنا لدعم أليطاليا بصفتنا مساهماً في حصص أقلية لكن يبدو جلياً أن الشركة تحتاج لإعادة هيكلية جذرية وبعيدة الأثر لتتمكن من البقاء والنمو في المستقبل... ومن دون دعم كل الجهات المعنية في ما يخص إعادة الهيكلة تلك فإننا لسنا مستعدين لمواصلة الاستثمار، بالتالي ندعم القرار اللازم الذي اتخذه مجلس إدارة أليطاليا في تطبيق إدارة استثنائية. وأضافت: «إننا نشعر بالأسف على رغم الاستثمارات الكبيرة التي ضختها الاتحاد للطيران إلى جانب غيرها من المساهمين في أليطاليا لم تتمكّن شركة الطيران من المضي قدماً في شكلها الحالي». ووقعت «الاتحاد للطيران» و «أليطاليا» اتفاقاً تنفيذياً في آب (أغسطس) 2014 نتج منه استثمار بقيمة 1.72 بليون يورو من قبل «الاتحاد للطيران» وغيرها من المساهمين الإيطاليين، لإعادة هيكلية طيران «أليطاليا». ويلفت مراقبون إلى أن المشاكل التي تواجهها الشركات التي تمتلك فيها مجموعة «الاتحاد للطيران» حصص أقلية، ساهمت في تعميق خسائر المجموعة في العام الماضي والتي وصلت إلى 1.8 بليون دولار. وبعيد ذلك أعلنت الشركة الألمانية المنافسة «لوفتهانزا» في بيان أنها تجري مفاوضات مع «طيران برلين» من أجل «شراء نشاطات» الشركة التي تواجه صعوبات «ما سيسمح بتوظيف عاملين فيها». وأعلنت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريغيته زيبريس بعد ذلك في مؤتمر صحافي منح قرض بقيمة 150 مليون يورو إلى «طيران برلين» لتجنب توقف رحلاتها بينما ما زال عدد من المقاطعات في فترة عطل مدرسية. وقالت إن «هذا المبلغ يفترض أن يكون كافياً لثلاثة أشهر». وباستثناء تحقيقها أرباحاً ضئيلة عام 2012، لم تسجل «طيران برلين» أرباحاً منذ عام 2008. وتفاقم الوضع أخيراً إذ منيت الشركة التي تعاني من دَين يبلغ حوالى بليون يورو بخسارة تاريخية في 2016 (782 مليون يورو). ولم يتأخر رد نقابة الطيارين التي تحدثت عن «صدمة» بعد إعلان النبأ.
مشاركة :