أعلنت شركة الطيران الألمانية «إر برلين» اليوم (الثلثاء)، أنها بدأت إجراءات لإعلان إفلاسها بعدما أبلغتها المساهمة الرئيسة فيها شركة طيران «الاتحاد» الإماراتية بأنها «لن تقدم لها أي دعم مالي إضافي». واضاف البيان ان «الحكومة الألمانية منحت الشركة قرضاً لضمان استمرار الرحلات»، بينما أعلنت الشركة الألمانية المنافسة «لوفتهانزا» أنها تجري مفاوضات مع «إر برلين» لشرائها. وقالت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيته تسيبريز اليوم، إن «القرض التجسيري من حكومتها لإنقاذ إر برلين سيكون كافياً لضمان تسيير رحلات شركة الطيران المتعثرة لثلاثة أشهر»، مضيفة أن «القرض سيسدد من حصيلة بيع أصول». وأضافت للصحافيين في مؤتمر صحافي «نفترض أن رحلات إر برلين يمكن تسويقها وبيعها، ونفترض أن القرض يمكن سداده». وأوضحت أن القرض الذي تبلغ قيمته 150 مليون يورو (176 مليون دولار) ليس فقط لضمان تسيير الرحلات لثلاثة أشهر، وإنما أيضاً لضمان وظائف سبعة آلاف و 200 موظف يعملون في إر برلين. وتابعت أن «المحادثات بين إر برلين ولوفتهانزا لشراء أجزاء من نشاط الشركة المفلسة واعدة، وربما يتم الإعلان عن صفقة خلال الأشهر المقبلة». وقالت «الاتحاد» للطيران، التي تملك حصة تبلغ حوالى 30 في المئة في الشركة، إنها «لا تستطيع إنقاذ إر برلين»، مضيفة أن «نشاط الناقلة الألمانية تدهور بوتيرة غير مسبوقة، وهو ما منعها من التغلب على تحديات كبيرة ومن تنفيذ حلول استراتيجية بديلة». وتابعت في بيان انها «باعتبارها مساهم بحصة أقلية لا تستطيع تقديم تمويل يزيد انكشافها المالي»، مبدية استعدادها للمساهمة في إيجاد حل تجاري قابل للتنفيذ يصب في مصلحة جميع الأطراف. وذكر مصدر مطلع أن شركة الطيران البريطانية «إيزي جت» تجري محادثات لشراء أصول من «ار برلين»، مشيراً إلى أن المحادثات تتركز على حقوق الإقلاع والهبوط لشركة الطيران الألمانية. وقال المصدر في إشارة إلى المفاوضات، إن «الهدف هو إغلاق الباب في وجه ريان ار». وأحجمت «إيزي جت» عن التعليق. وتوفر الخطوة لـ «لوفتهانزا» ومنافسين الفرصة للاستحواذ على حقوق إقلاع وهبوط في مطارات مثل «برلين تيغيل» و«دوسلدورف»، مع حرص أكبر شركة طيران في ألمانيا على الدفاع عن مركزها المحلي في مواجهة توسع شركة الطيران منخفض التكلفة المنافسة «ريان ار». ومنحت برلين الشركة قرضاً تجسيريا بقيمة 150 مليون يورو (176 مليون دولار) لتسمح لـ «ار برلين» بمواصلة تسيير رحلاتها لمدة ثلاثة أشهر، ولحماية وظائف سبعة آلاف و200 موظف في ألمانيا في أثناء المفاوضات. وقالت الحكومة إنها «تتوقع أن تتمخض تلك المفاوضات عن قرارات في الأسابيع المقبلة». واستأجرت «لوفتهانزا» بالفعل طائرات من «ار برلين» لتسيير رحلات عبر شركتها التابعة «يورو وينجز» للطيران منخفض التكلفة، وعبرت علناً عن اهتمامها بالاستحواذ على المزيد من أنشطة «ار برلين» بيد أن الديون ومسائل متعلقة بمكافحة الاحتكار تشكل عقبات محتملة. وقالت «ريان اير» إن «لوفتهانزا تستعد للاستحواذ على ار برلين بما ينتهك قوانين المنافسة». لكن وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت قال، إنه «يثق في أنه لا توجد مشكلات متعلقة بمكافحة الاحتكار، لأن الشركة ستباع على أجزاء». وتراكمت الديون على «ار برلين» بعد سلسلة من الاستحواذات، وتضررت الحجوزات في الأشهر الأخيرة بفعل مخاوف في شأن الوضع المالي العام للشركة. وتكبدت الشركة صافي خسارة في كل عام تقريبا منذ2008 ، وأظهرت نتائج أعمالها في 2016 خسارة بقيمة 782 مليون يورو (915 مليون دولار)، أي ما يعادل أكثر من مليوني يورو يوميا. وساعد التمويل الذي قدمته «الاتحاد» للطيران، التي اشترت حصة في الشركة العام 2011، في إبقاء أعمالها مستمرة وقدمت شركة الطيران التي مقرها أبوظبي، تمويلات إضافية بقيمة250 مليون يورو للشركة في نيسان (أبريل) الماضي. ووُضعت «أليطاليا»، وهي استثمار آخر للاتحاد، تحت إدارة خاصة وهي تبحث عن مشترين. وفي غضون، انهارت محادثات بين «الاتحاد» و«توي»، أكبر شركة سياحة في أوروبا، في شأن تأسيس شركة طيران للرحلات السياحية كمشروع مشترك عبر دمج «توي فلاي» مع شركة «نيكاي» للطيران الفاخر التابعة لـ «إر برلين» في وقت سابق من العام. وانخفضت أسهم «ار برلين» 32 في المئة لتصبح قيمة الشركة 60 مليون يورو تقريبا. وكانت قيمة الشركة قبل عشر سنوات حوالى بليون يورو. وارتفعت أسهم «لوفتهانزا» 4.1 في المئة إلى 20.47 يورو. وألقت نقابة للطيارين باللوم في المحنة التي تواجهها «ار برلين» على قصور الإدارة السابقة، وعبرت عن غضبها تجاه «الاتحاد». وقال نائب رئيس النقابة في بيان إيليا شولتس، إنها «فضيحة أن تتهرب الاتحاد للطيران من مسؤوليتها وتتخلى عن موظفي ار برلين».
مشاركة :