الهند في ذكرى الاستقلال الـ 70..تحديات داخلية وخارجية تعكر صفو الاحتفال

  • 8/16/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نيودلهي/ شوريا نيازي/ الأناضول يحتفل أكثر من مليار هندي في جميع أنحاء العالم بالذكرى الـ 70 ليوم الاستقلال، الثلاثاء، في الوقت الذي تواجه فيه بلادهم عدة تحديات على الصعيدين المحلي والدولي. فداخليًا، تواجه الهند انتشارا للفقر والأمية وتنامي النزعة القومية لدى الهندوس اليمينيين، أما على الصعيد الدولي فعلاقات الهند مع جيرانها لاسيما الصين وباكستان بلغت أدنى مستوياتها، بشكل يرى مراقبون أنه يهدد السلام والأمن الإقليميين. ومن بين أخطر التحديات التي تواجهها الهند هي موجة الهجمات من قبل الجماهير الهندوسية الغاضبة تحت مسمى حماية البقر في جميع أنحاء البلاد، وهي هجمات تشهد ارتفاعًا في الوقت الذي يحكم فيه حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي، البلاد. وتستهدف المنظمات الهندوسية الراديكالية الآن الأقليات علنًا، ومعظمهم من المسلمين والداليت (طائفة تعامل معاملة المنبوذين) من القطاعات المحرومة من المجتمع، وذلك بعد إلقاء اللوم عليهم في عمليات ذبح الأبقار التي تعتبر مقدسة في الديانة الهندوسية. وكان أحد الأسباب الرئيسية لإعلان إقامة باكستان كوطن للمسلمين الهنود في 14 أغسطس/آب 1947 في نهاية 150 عامًا من الحكم الاستعماري البريطاني، هو اعتقاد مؤسسيها أن الهند ذات الأغلبية الهندوسية من شأنها أن تضر بشدة السكان المسلمين في جميع مجالات الحياة. لكن الزعماء الهنود الذين عارضوا إقامة دولة ذات أغلبية مسلمة، أصروا على أن الدولة الهندية العلمانية ستكون مستدامة نظرًا لتقاليدها القديمة المتمثلة فى الانسجام الطائفى. وبعد التقسيم، الذي يعتبر أكبر حركة هجرة وأكثرها دموية في القرن الماضي، تم إعلان الهند كدولة منفصلة في 15 أغسطس/آب 1947. وقد تم اقتلاع جذور 15 مليون شخص من ديارهم، وتوفي ما يقرب من مليوني شخص في أعمال عنف طائفية أو بسبب الجوع أو المرض. وأُجبر الهندوس والسيخ على الفرار من الدولة التي أصبحت باكستان فيما بعد بينما طُرد المسلمون من الهند. وقد استمرت هذه الظاهرة من الإقصاء المتبادل بين الجانبين حتى أنها لا تزال قائمة اليوم، وأدى ذلك إلى اندلاع حربين كاملتين ولكن غير حاسمتين - في عامي 1948 و 1965 - على وادي كشمير ذو الأغلبية المسلمة. كما خاضت الجارتان معركة في عام 1971 على انفصال باكستان الشرقية، التي تعرف الآن باسم بنغلاديش. وبعيد عن ذلك، هناك تحد كبير آخر أمام الدولة الهندية ألا وهو الفساد. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، قامت الحكومة الهندية بإلغاء تداول الورقتين النقديتين فئة 500 روبية و1000 روبية التي شكلت أكثر من 86٪ من قيمة النقد المتداول في ذلك الوقت. وبينما ادعت الحكومة أن هذه الخطوة تهدف إلى القضاء على "الأموال السوداء" والعملة المقلدة، قال النقاد إن تلك الخطوة لم تخدم بالكاد الهدف المعلن بل وجعلت الممارسات اليومية للمزارعين والتجار الصغار ورجال الأعمال الصغار فى حالة مأساوية.- ارتفاع البطالة والبطالة هي أيضًا واحدة من أكبر المشاكل في الهند. ولا يزال ملايين الشباب المتعلمين عاطلين عن العمل بسبب الافتقار إلى التعليم الموجه نحو العمل. وفى الأسبوع الماضي، انتقد نائب رئيس الكونغرس راهول غاندى رئيس الوزراء نارندرا مودى بسبب نقص فرص العمل للشباب. وفى كلمته أمام تجمع سياسى فى ولاية كارناتاكا، جنوب غربى البلاد قال غاندى إن "قرار ناريندرا مودي بتقليص قيمة العملة النقدية عالية القيمة أدى إلى خلق فرص عمل أقل". وأضاف أنه "يستطيع فقط توفير 100 ألف فرصة عمل خلال عام واحد، فى حين أن حكومة الكونغرس فى الولاية قد وفرت 30 ألف فرصة للقطاع العام". ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني من هذا العام، فإن التنمية الاقتصادية آخذة في التباطؤ في الهند في حين من المتوقع أن يزداد التفاوت الاجتماعي والبطالة بشكل أكبر في العام الجاري (2017). وكان هناك 17.7 مليون شخص عاطل عن العمل في البلاد في عام 2016، وفي عام 2017 من المتوقع أن ترتفع أعدادهم إلى 17.8 مليون، و18 مليونًا في عام 2018. وتوقع التقرير أن يستقر معدل البطالة عند 3.4 في المائة في 2017- 2018. وقال زعيم حزب ساماجوادي المعارض، ناريش أجروال، للأناضول: "لا شك أن الهند أحرزت تقدمًا في كل جبهة في السنوات السبعين الماضية، ولكن تحت حكم حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الحالية، فإننا نتحرك نحو وضع تتحرك فيه التنمية إلى الوراء". وقال أجروال إنه يتعين على الحكومة العمل على توفير فرص عمل والتعامل مع كل مواطن فى البلاد على قدم المساواة. غير أن قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم يرفضون كل الانتقادات ويعتقدون أن الهند شهدت تغيرات سريعة على مر السنين وهى فى طريقها إلى أن تصبح قوة عظمى عالمية. وقال ناريندرا سينغ تومار، وزير مياه الشرب والصحة في حكومة مودي للأناضول إن "البلاد تتحرك نحو أن تصبح قوة عظمى. لقد حققنا الكثير خلال السنوات الـ 70 الماضية (...) لا يمكن تقويض تقدمنا ​​في كل مجال من مجالات الحياة". وقال تومار إن "رئيس الوزراء ناريندرا مودي سافر إلى دول العالم لإظهار صورة الهند كاقتصاد متنام ونجح فى عرضها كوجهة للمستثمرين". وتابع: "لقد نجحت الهند في القضاء على مختلف الأوبئة وشلل الأطفال في السنوات القليلة الماضية (...) وارتفع متوسط ​​العمر المتوقع إلى 68 عامًا، والذي كان 32 عامًا فقط في وقت الاستقلال". وعلاوة على ذلك، تم الاعتراف ببرنامج الفضاء الهندي باعتباره نجاحًا كبيرًا. وفى فبراير/شباط الماضى، أصبحت الهند أول دولة تحطم رقمًا قياسيًا بإطلاق 104 أقمار اصطناعية دفعة واحدة في المدار من صاروخ واحد. وتعتزم الهند أيضًا إنشاء مئات من "المدن الذكية" وتقوم بتطوير قطاعها الصناعي من خلال مطالبة المصنعين العالميين بتحويل قواعدهم إلى الهند والإنتاج مع الشركاء المحليين. - التوترات مع الصين وباكستان وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، وصلت العلاقات الهندية الصينية الى أدنى مستوى، ويبدو أنه لن يكون هناك انفراج يلوح في الأفق بعد المواجهات حول هضبة دوكلام التى استمرت شهرين على الحدود الثلاثية بين الهند والصين وبوتان. وبدأت المواجهة فى منتصف يونيو/حزيران عندما طلبت الهند من الصين وقف بناء طريق فى منطقة متنازع عليها تجاه دوكلام بعد اعتراض بوتان عليها. ويرى محللون في الشؤون الدفاعية أن التوترات الأخيرة بين الجانبين ترتبط أيضًا برفض الهند الانضمام إلى طريق الحرير الجديد الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات. وقال برانى اوبادهياى المحلل والمعلق السياسى والمعلق للأناضول إن "رفض الهند الانضمام إلى تلك المبادرة قد أغضب الصين". وأضاف أن "الصين تريد التمكين لنفسها كقوة رئيسية فى هذا المجال ولا تستطيع رؤية أى شخص يطعن فى تفوقها". وأضاف: "هذا يثبت أن الهند أيضًا أصبحت قوية". وبالمثل أيضًا، هناك توتر في العلاقات الهندية مع باكستان مع استمرار تدهور الأوضاع في كشمير. وما زالت قضايا كشمير مصدرًا للخلاف بين إسلام أباد ونيودلهى في ظل تراشق مدفعي متبادل على نحو شبه منتظم ومناوشات على طول خط السيطرة الذى يقسم الأراضى الهندية والباكستانية. ويعتقد محللون هنود أن سياسة باكستان "باستخدام الجماعات الإرهابية كجزء من حربها المزعومة بالوكالة ضد الهند" هى السبب وراء التوترات بين الجارتين. وأضاف اوبادهياى أن "باكستان تحتاج إلى تغيير سياساتها وإلا فإنه من الصعب على الهند تحسين العلاقات معها". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :