كانت الكلمة التي صدح بها الملك الحكيم عبدالله بن عبدالعزيز مدويّة بما حملتْه من مضامين تعكس الديبلوماسية السعودية وقوتها وصرامتها في مواجهة الأحداث، وتعكس بنفس الوقت عدم تدخل المملكة بشؤون الآخرين، امتازت السياسة السعودية بأنها تساعد الآخرين لكنها لا تتدخل بشؤونهم، حدث ذلك في قضية لكوربي بليبيا واتفاق الطائف بلبنان واتفاق مكة الفلسطيني والمبادرات التي تؤسس لها الديبلوماسية السعودية لا تعد ولا تحصى، وكلمة الملك هذه المرة ليست مع ولا ضد بالنسبة للتيارات لكنها مع السلم ومع أن تكون مصر للمصريين وأن لا يدخل الإرهاب لمصر وهي حاضنة العروبة والمكان الذي أثرى البشرية والعرب والمسلمين على مدى آلاف السنين فلا يمكن أن يرتهن لمجموعةٍ من الأفراد أو لجزءٍ من التيارات، باختصار قالها الملك مصر للمصريين. لقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المصريين والعرب والمسلمين التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر، معتبراً أن من يتدخل في شؤون مصر الداخلية من الخارج "يوقدون الفتنة"، الملك الحكيم عبدالله أهاب بالعرب للوقوف معاً ضد محاولات زعزعة أمن مصر، "وكل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء". واعتبر الملك عبدالله "استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين والكارهين في محاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره، مصر ستستعيد عافيتها والسعودية شعبا وحكومة تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية وعزمها وقوتها -إن شاء الله- وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر". أميركا التي نأت بنفسها عن الشأن السوري المؤلم تدخلت لدعم الإخوان بمصر، وهذا ما اعتبرته شبكة BBC بأنه فقدان للمصداقية، يظهر اضطراب أوباما حين قال: "ألقي علينا اللوم من أنصار مرسي. ألقي علينا اللوم من الجانب الآخر وكأننا أنصار مرسي. مثل هذا الأسلوب لن يقدم شيئاً لمساعدة المصريين في نيل المستقبل الذي يستحقونه. نريد أن تنجح مصر. نريد أن تكون مصر سالمة وديمقراطية ومزدهرة. هذا هو ما يهمنا. لكن لتحقيق هذا، على المصريين أن يقوموا بالعمل"! والبي بي سي ذكرت أن تقريراً صدر عن خدمة أبحاث الكونغرس قد سلط الضوء على مخاوف داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس بشأن كيفية الحفاظ على التعاون الأمني مع مصر في ظل استمرار الاضطرابات. وصدر التقرير قبل عزل مرسي لكن المخاوف تظل كما هي في غيابه! وجاء في التقرير بدون المرور عبر القناة ستضطر البحرية لنشر سفن حول رأس الرجاء الصالح - بما يزيد بدرجة كبيرة الوقت للانتشار من نورفولك بولاية فرجينيا إلى الخليج والمحيط الهندي. ولحق بهذا الموقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن واشنطن مشتركة في المسؤولية عن إراقة الدماء. والرسالة المشتركة هي أن الحفاظ على روابط مع الجيش المصري أصبح باهظاً للولايات المتحدة. "أعتقد أن الوقت حان كي تعترف الولايات المتحدة أن ما لدينا هنا هو إعادة ديكتاتورية عسكرية في القاهرة"، حسبما تقول تامارا ويتس من معهد بروكينغز والمسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأمريكية التي انصب عملها خلال فترة الرئاسة الأولى لاوباما على قضايا الديمقراطية في الشرق الأوسط، هذا يعني أن الولايات المتحدة بحاجة لتسمية هذه الأحداث بمسمياتها.. بموجب القانون الأمريكي هي بحاجة لتجميد الدعم للحكومة المصرية لأن هذا كان انقلاباً عسكرياً وهذا نظام حكم عسكري". كل المواقف في كفة وموقف المملكة بكفة أخرى، لأنه موقف إنساني نبيل لا يتدخل بالشأن الداخلي وإنما يساعد وهنا الفرق.
مشاركة :