تحاول شركة سناب المسؤولة عن تطبيق التراسل الفيديوي «سناب شات» الحصول على انتباه المستخدمين من خلال إطلاقها للميزات الجديدة، والتي كان آخرها ميزة خريطة سناب Snap Map، وهي الميزة التي تسمح للمستخدمين بتبادل معلومات الموقع الجغرافي وتتيح رؤية الأصدقاء أثناء القيادة أو الاستماع إلى الموسيقى أو لعب التنس، وقد حذر خبراء الخصوصية والأمن من أن المستخدمين وخاصة المراهقين، الذين يشكلون 22 في المئة من مجمل مستخدمي تطبيق سناب شات البالغ عددهم 173 مليون مستخدم يوميًا بحسب آخر بيانات الشركة، يشاركون الكثير من البيانات.وتعمل ميزة الخريطة في حال تفعيلها من قبل المستخدمين على مشاركة مواقعهم الجغرافية في كل مرة يجري فيها فتح التطبيق، حتى لو لم يقوموا بمشاركة صورة أو فيديو جديد، وتعتبر معلومات الموقع الجغرافي دقيقة جدًا بحيث يمكن معرفة عناوين المستخدمين بالضبط، وقال المحامي مايكل كاسدان الشريك في شركة المحاماة Wiggin and Dana المتخصصة في الخصوصية إن «التطبيق يعتبر أقرب للإدمان ويعمل في كل مرة يجري تشغيله على تحديد مكان وجود المستخدم». وتعمل الميزة الجديدة بشكل يشابه ميزة تغذية خلاصة الأخبار العاجلة، بحيث تتيح للمستخدمين التجول في جميع أنحاء العالم لمعرفة ما يفعله الأشخاص الآخرون في الوقت الحالي، جنبا إلى جنب مع قيامها بإظهار مكان تواجد الأصدقاء، وعرضها لما يسمى بالنقاط الساخنة أو المناطق الحمراء، حيث يتواجد جمع كبير من الحشود. ويمكن لميزة الخرائط أن تكون بمثابة طريقة إضافية ووسيلة مفيدة للمعلنين لاستهداف العملاء، وذلك على الرغم من أن شركة سناب لم تحقق دخلاً من خلال هذه الميزة بعد، إلا أن المحامي مايك قد صرح حول مخاوفه من هذا الأمر، حيث قال: «هناك خطر حقيقي يتمثل بالأشخاص السيئين، بحيث يمكن لشخص يطارد شخصًا ما تحديد مكان تواجده بدقة في العالم الحقيقي». ويعد استعمال خريطة سناب اختياريا، بحيث يجب على المستخدمين اختيار استعمالها، وينبغي أن يكون عمر المستخدم أكثر من 13 عامًا لاستعمال تطبيق سناب شات ككل، إلا أن القلق الأكبر يأتي من مستخدمي التطبيق صغار السن الذين قد لا يكترثون لما يقومون بالموافقة عليه في شروط الخدمة والاستعمال، وبحسب كاسدان فإن الكثير من المستخدمين الذين ما زالوا في سن المراهقة لا يفكرون بالضرورة في الآثار المترتبة على الخصوصية، بل يفكرون أكثر في التواصل مع الأصدقاء وأن الجميع يفعلون ذلك. وتتواجد تطبيقات تتبع وتحديد الموقع الجغرافي GPS على رادار وكالات إنفاذ القانون، وصرح مايكل داونينج رئيس شرطة لوس انجليس السابق الذي عمل في مجال مكافحة الارهاب «انه يخلق نوعا من عقلية الحشود، وأن هذه التطبيقات لديها القدرة على خلق ما يعرف باسم الأهداف الناعمة»، حيث يهاجم الإرهابيون حدثًا كبيرًا يحضره المدنيون، وهناك اهتمام أكبر بها بعد أن قتل انتحاري 22 شخصا وجرح أكثر من 100 شخص في حفل أريانا غراندي في مانشستر بإنجيلترا في شهر مايو الماضي. وصرحت شركة سناب شات من جهتها «أن سلامة مجتمعها مهمة جدًا بالنسبة لها، وأن ميزة الخريطة ومشاركة الموقع الجغرافي معطلة بشكل افتراضي لجميع المستخدمين، وهي اختيارية بشكل كامل، ويمكن لمستخدمي التطبيق اختيار الأشخاص الذين يريدون مشاركة موقعهم الجغرافي معهم بالضبط أو مع كل الأشخاص، ويمكن تغيير هذه الإعدادات في أي وقت، كما أنه من غير الممكن بالنسبة للمستخدم مشاركة موقعه مع شخص ليس صديقه على سناب شات، وأن الغالبية العظمى من التفاعلات على سناب شات تجري بين الأصدقاء المقربين».
مشاركة :