أشاد السفير ضياء الدباس المندوب الدائم للعراق لدى جامعة الدول العربية وسفيرها بالقاهرة، بالدعم الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمبلغ نصف مليار دولار للنازحين العراقيين، مؤكدا أنها مبادرة إنسانية جيدة، وأعرب في تصريحات خاصة لـ»المدينة» عن أمله في تعزيز التعاون بين المملكة والعراق في مكافحة الإرهاب ونبذ العنف والتطرف. وحول توقعاته بشأن إمكانية حدوث انفراجة قريبة في العلاقات السعودية العراقية قال الدباس: نسعى لأن تكون للعراق أفضل العلاقات مع محيطها الإقليمي والعربي، والمملكة باعتبارها دولة كبيرة ومهمة في المنطقة نتمنى أن تكون علاقتنا جيدة معها ونحن لا نضمر الشر وليس لنا أطماع في أحد، وعن الوضع الحالي في العراق على أرض الواقع وإلى أي مدى تسيطر داعش على المدن، قال: في البداية تجمعت هذه المجموعات الإرهابية ودخلت بشكل مفاجئ واستغلت بعض الدعم من الداخل للأسف الشديد، ولكن القوات العراقية استطاعت استيعاب الصدمة واستعادت زمام المبادرة والآن هى في طريقها لتحرير كل المناطق التي احتلتها هذه العصابات الإرهابية التكفيرية (داعش)، وتقريبا الآن تم تحرير كامل مدينة صلاح الدين ومركزها تكريت، كما أن الجهود مستمرة لتحرير مدينة الموصل بالتعاون مع عشائر وأبناء هذه المناطق بعد أن أدركوا خطر هذه المجموعات ومشروعاتهم وأفكارهم التي تعتبر مسخا وتشويها للإسلام الصحيح وبين الدباس، وأن أبرز شيوخ عشائر الأنبار يقاتلون جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة العراقية ضد داعش ومن قبلهم القاعدة، وحول رؤيته بشأن وجود مخطط لتقسيم العراق من جهات إقليمية ودولية قال السفير ضياء الدباس: بالتأكيد توجد رغبات ومصالح عند البعض ممن لا يريد الخير للعراق أو للمنطقة بشكل عام، لكن الحمد لله لا تلق هذه الدعوات من يؤمن بها في العراق، وما يشاع عن رغبات البعض في التقسيم والدعوة لذلك غير واقعي، لأن العراق غني ويستوعب كل أبنائه كما أن الدستور الجديد يحفظ مصالح كل العراقيين ومطالبهم الدستورية وهي مشروعة وفي طريقها إلى التطبيق رغم كل المشكلات الموجودة، وحول رؤيته للدور الذي يمكن أن تقوم به مصر حاليا في دعم العراق قال: إن تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة عبرت بشكل كبير عن هموم مصر فيما يخص مشكلات المنطقة عموما وتحديدا ما يمر به العراق وتحذيره من مخاطر دعوات التقسيم وخطر المجموعات الإرهابية التي دخلت العراق في غفلة من الزمن وبمخطط رهيب وكبير، وهذه التصريحات عززت مشاعر العراقيين سواء على مستوى الحكومة والشعب بدور مصر في المنطقة ولاقت استحسانًا كبيرًا لدى العراقيين عموما على المستوى الرسمي والشعبي وكان من نتائجها الاتصال الذي أجراه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث شكره على موقفه، كما طمأن المالكي الرئيس السيسي على قدرات العراق في مواجهة هذه الحملة الإرهابية والتعاون مع مصر في كل المجلات، وتأكيدا لرغبة مصر في تعزيز علاقاتها بالعراق أوفد وزير الخارجية سامح شكري إلى العراق من أجل وضع لبنات التعاون الجديد بين البلدين وسوف نلمس على إثر هذه الزيارة التطور المنشود للعلاقات. وردا على سؤال بشأن وجود مطالب محددة من الحكومة المصرية لدعم الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب قال الدباس: العراق أكد من البداية على جميع الأشقاء اعتبار هذا الخطر لا يمس العراق فقط وإنما يهدد الجميع وعلى الدول العربية جميعا أن تتعاون من أجل ذلك، ومصر بثقلها الإقليمي والدولي بلد مستهدف وحرصنا على عدم اهتزاز استقرار مصر، فكانت رغبتنا أن يحدث تعاون بين البلدين سواء على المستوى السياسي والمعنوي والعسكري من أجل درأ هذا الخطر وإحباط كل المشروعات التي تنوي الشر لبلداننا. المزيد من الصور :
مشاركة :