عواصم ــ “فرانس برس الوتيرة المتسارعة للأحداث في شبه الجزيرة الكورية، وما صاحبها من تصريحات متلاحقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربة عسكرية ضد بيونج يانج، وما قابلها من تهديدات متواصلة للرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون بقذف جزيرة جوام الأمريكية؛ جعلت العالم كله في انتظار اندلاع حرب كبرى في تلك المنطقة المشتعلة من العالم، قد تُستخدم فيها أسلحة نووية. ترامب وأون اللذان جعلا العالم يحبس أنفاسه هذه الايام ، يبدو أن كلاًّ منهما ينتظر أن يكون الطرف الآخر هو البادئ؛ فزعيم كوريا الشمالية الذي هدد أمريكا بضرب الجزيرة الواقعة في المحيط الهادي، بل وأعلن تسلمه خطة الضربة الصاروخية؛ تراجع وأرجأ القرار، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية في بيونج يانج. أون أكد أنه سينتظر ليرى ما ستفعله الولايات المتحدة، قائلًا: “إذا استمر الأمريكيون في أفعالهم المتهورة البالغة الخطورة بشأن شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، واختبار ضبط النفس لدى جمهورية كوريا الشمالية، فسوف تتخذ الأخيرة قرارًا مهمًّا مثلما أعلنت بالفعل”. الرئيس الأمريكي من جهته، أشار في تصريحات له إلى أن جيشه “جاهز ومتأهب” في حال تصرف كوريا الشمالية برعونة، قاصدًا تنفيذ بيونج يانج تهديداتها بضرب جزيرة جوام، فيما قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد، لنظرائه في كوريا الجنوبية، إن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كل قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها وحلفائها ضد أي استفزاز من كوريا الشمالية. فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، أن بإمكانها أن تحدد بسرعة كبيرة جدًّا هدف أي صواريخ قد تطلقها كوريا الشمالية، حسب “فرانس برس”. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أنه “إذا أطلق الكوريون الشماليون صواريخ على الولايات المتحدة، يمكن أن يتطور الوضع إلى حرب سريعًا جدًّا”، مؤكدًا أن القوات الأمريكية ستسقط أي جسم طائر يقترب من جوام إذا ما شكَّل تهديدًا لها. الحرب إذا اندلعت فإنها ستشمل عددًا من الدول الواقعة في شبه الجزيرة الكورية؛ لما للطرفين من حلفاء في تلك البقعة؛ فالصين تظل الحليف الأول لكوريا الشمالية، فيما تبقى كوريا الجنوبية واليابان حليفتين فوق العادة لأمريكا، إلا أن سلطة سيول -وعلى لسان الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن- قالت إنها ستحاول أن تمنع الحرب بشتى الطرق، وإن هدف بلاده سيظل إحلال السلام.وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الجانحة للسلم، فإن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أكدت أن التحالف “الكوري الجنوبي-الأمريكي” على أهبة الاستعداد للرد في حال تنفيذ بيونج يانج تهديدها. أما الصين التي يحاول ترامب تنحيتها عن أي صراع في هذه المنطقة منذ مجيئه إلى البيت الأبيض، اعلنت هي الأخرى عن رفضها أي ضربة أمريكية قد تؤثر في مصالحها الاقتصادية، لكنها في الوقت ذاته بدأت تطبيق العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على كوريا الشمالية. الوضع في شبه الجزيرة الكورية كل يوم في شأن، إلا أن إقدام أي طرف من الطرفين (الأمريكي أو الكوري) على فعل حماقة، يعني اندلاع حرب لا يُعلم مداها الجغرافي أو التدميري.
مشاركة :