قال مسؤولون أمس (الأربعاء)، إن الشرطة الأفغانية اكتشفت مقابر جماعية تحوي جثث عشرات المدنيين في قرية شيعية بشمال البلاد هاجمها متشددون، واستعادتها قوات الأمن لتوها. وقال ذبيح الله أماني، المتحدث باسم إدارة إقليم ساريبول (غرب مزار الشريف)، إن إحدى المقابر المكتشفة في الإقليم تضم 28 جثة وأخرى تضم ثماني جثث. ونقلت عنه «رويترز»: «أغلب الضحايا قُطعت رؤوسهم»، مشيراً إلى أنهم جميعاً رجال باستثناء ثلاثة صبية تتراوح أعمارهم بين ثماني سنين و15 سنة. أما وكالة الصحافة الفرنسية فنقلت عنه، أن الجثث «تعود لمدنيين حتى وإن كان ممكناً وجود عدد ضئيل من عناصر الأمن بينها». كما قال أماني، بحسب التصريحات المنسوبة له، إن قوات الأمن تمكنت من تحديد موقع مقبرة جماعية ثالثة، لكنها في منطقة تسيطر عليها حركة «طالبان»، موضحاً مواصلة البحث عن مزيد من المقابر. وشارك سكان أمس في جنازات العديد من الضحايا. وتأكد مقتل 62 شخصاً على الأقل في الهجوم على قرية ميرزا أولانج الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد وفقاً لمكتب حاكم ساريبول. وقالت لجنة أفغانستان المستقلة لحقوق الإنسان: إن تحقيقات أولية أشارت إلى أن متشددين من حركة «طالبان» وتنظيم داعش، وهما خصمان في العادة، عملوا معاً. وأصدر «داعش» بياناً يوم الاثنين أعلن فيه أنه قاد الهجوم وقتل نحو 54 شيعياً. وقال قرويون فروا من قرية ميرزا أولانج للصحافيين، إنهم شاهدوا مقاتلين يحملون رايات «طالبان» البيضاء ورايات تنظيم داعش السوداء. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين محليين وسكان، أن «أكثر من 50 مدنياً» قتلوا في الخامس من أغسطس (آب) على أيدي متشددين احتلوا القرية بعدما تمكنوا من القضاء على ميليشيات مدعومة من الحكومة. وأتى اكتشاف المقابر الجماعية بُعيد إعلان الناطق باسم الجيش الوطني الأفغاني نصر الله جمشيدي، أن قوات الجيش استردت القرية إثر مواجهات حادة أوقعت 50 قتيلاً على الأقل في صفوف المتمردين. وقال جمشيدي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قواتنا تسيطر الآن بشكل كامل على القرية، وتبحث عن حقول ألغام طالبان والشراك الخداعية». من جهته، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري، أن الجيش «أخرج طالبان من القرية» بعد ظهر الاثنين. وقال إن المسلحين تكبدوا «خسائر بشرية كبيرة»، مشيراً إلى عدم وقوع قتلى في صفوف القوات الأفغانية. ونقلت الوكالة الفرنسية، أن ناجين رووا وقائع مروعة لما حدث في قريتهم المنكوبة، واصفين كيف كانت عناصر «طالبان» و«داعش» يدخلون المنازل ويقتلون من فيها. وتمكن المهاجمون كذلك من احتجاز عدد من الرهائن، لكن حركة طالبان أفرجت لاحقاً عن أكثر من 235 رهينة بعد وساطة قام بها وجهاء ومسؤولون. وخلال العامين الماضيين، اشتبك مقاتلو «طالبان» و«داعش» باستمرار منذ ظهور التنظيم الأخير في أفغانستان في 2015، لكن هذا لا يمنع الطرفين من التعاون في شن هجمات منسقة على القوات الأفغانية في أماكن عدة، بحسب مصادر أمنية.
مشاركة :