إيماناً بخليج واحد وبأن الشعوب الخليجية لا تفرّقها الأزمات، شارك ٤٣ فناناً من الخليج في تظاهرة فنية، خلال انطلاق فعاليات معرض الفنون المعاصرة من الخليج، في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بحضور كبير من الجمهور العربي والبريطاني الذي أبدى إعجابه بالأعمال الفنية المعروضة. وكما يبرز الفن دائماً مجمّعاً للشعوب وداعماً لأواصر اللحمة بينها، كانت هذه التظاهرة دليلاً على لحمة شعبية خليجية واحدة. ويعدهذا المعرض جزءا من مبادرة فنية أطلقها الطالب القطري خالد أحمد الحمادي، الذي استطاع أن يجمع فناني الخليج من جميع الدول في وحدة فنية خارج حدود الخليج بالعاصمة لندن، بدعم من متاحف قطر، ويستمر المعرض لمدة ثلاثة أسابيع بصالة العرض (Menier Gallery). وقال سعادة يوسف بن علي الخاطر، سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة وأيرلندا؛ خلال افتتاح هذه التظاهرة: «سعدت برؤية مواهب فنية متميزة لجيل من الفنانين من الخليج، يقدمون نماذج لأعمال فنية رائعة تعكس الهوية الخليجية العربية بشكل معاصر؛ حيث قاموا بمزج الفن والتراث الخليجي العربي لإظهار هويتنا الخليجية العربية، فهناك من الفنانين من قدّم الزي الخليجي والطعام ومفردات الحياة التي تُعدّ واحداً من أركان الهوية الخليجية العربية، وهذا إن دلّ فإنه يدل على مواهب فنية تؤمن بالتراث وتجيد تقديمه بالصورة العصرية التي تعتبر لغة العالم». كما حضرالافتتاح كل من:،حمد محمد الفتاح وزير مفوض بالسفارة، وعلي صالح الفضالة مستشار بالسفارة و فهد محمد الكواري مساعد الملحق الثقافي. ومن جانب آخر، فقد ركّزت معظم الأعمال الفنية على إبراز الهوية الخليجية العربية عبر مراحل تطورها، وكانت للمشاركين من الخليج رؤيتهم التي تحدثوا عنها حول خليج واحد لا تفرّقه الظروف، وقد ألقى شبل قطر ناصر الأبهق قصيدةً في حب قطر، وقال: «إنني موجود هنا وسط أهلي وناسي من كل دول الخليج العربي الذي لا تفرّقنا ظروف ولا مشاكل، ونحن وطن واحد داخل قلب كل خليجي قطري أو سعودي أو إماراتي أو كويتي أو عماني أو بحريني.. كلنا خليجيون». و قال الفنان القطري ناصر العطية، الذي قدّم لوحة عن حصار قطر باسم «حلم الفتنة»، ضمن 3 لوحات فنية ضخمة في المعرض: «هذه اللوحة تعبّر عن سواعد القطريين الذين يحافظون على قطر مهما لاقت من صعاب على مر الزمان، وآمل في أن تعود اللحمة الخليجية كما كانت في السابق؛ حيث رأيت فنانين من جميع الدول العربية والخليجية قدّموا أمثلة فنية رائعة، وهذا المعرض يُعدّ مظلة خليجية عربية لكل الفنانين في هذه المنطقة، وأتمنى أن نستمر في التشارك مع كل ما هو خليجي عربي». وذكرت الفنانة الكويتية أماني الثويني، التي قدّمت فيلم فيديو عن التغيّر الذي طرأ على العادات التراثية الخليجية خلال حفلات العرس، قائلة: «شاركت في معرض سابق في لندن عام 2013، لكن في هذا المعرض التقيت بالكثير من الفنانين من كل دول الخليج العربي، وهي فرصة كي نثبت للغرب أننا على قلب واحد مع اختلاف الأفكار، ورغم ما نمرّ به من ظروف وخلافات؛وقد التقيت بمواهب فنية مميزة، تبادلنا الأفكار الفنية وتعرّفنا على الأعمال الفنية التي قدّمها فنانون خليجيون بأيديهم ليس كما يراها الغرب». وقال الفنان السعودي فراس نور، الذي قدّم لوحة فنية ضوئية : «هذه أول مرة أتواجد في مثل هذا المعرض بلندن، وأرى أن إقامة هذا المعرض خطوة جيدة لجمع كل العرب والخليجيين عبر الفن؛ حيث التقيت بفنانين من كل الدول العربية والخليجية، كلنا واحد نتعاون ونساعد بعضنا البعض، واللوحة التي أقدّمها هي دعوة للفكر، فيجب أن نفكّر قبل أن نميل إلى أي موقف، وفي النهاية المصلحة والهدف والتراث والمستقبل واحد». وقال الفنان الإماراتي عبد الرحمن الكندي، الذي أنشد موالاً حجازياً باسم «بلاد حباه الله كعبة»: «قد قدّمت موالاً يعود إلى أصل الفنون الخليجية -وهو الموال الحجازي- والتي تطورت بعد ذلك لتنطلق منها جميع ألوان الفنون الخليجية المعاصرة، وإن هذا المعرض يوضّح تقارب الأفكار والعلاقات بين الفنانين في هذه المنطقة ويعد دعوة إلى العودة إلى أصول منطقة الخليج وجذورها، والتي تربطها هوية وتراث وتقاليد وماضي ومستقبل مشترك، ونأمل في عودة التواصل والروابط الاجتماعية. وذكر الفنان السعودي ـ الذي يحمل اسما فنيا «ريكس» ـ، المشارك بلوحتين فنيتين في المعرض، أنه شارك في المعرض لأول مرة مع فنانين عرب وخليجيين، وهي خطوة جيدة للتعرف على ثوابت هذه المنطقة من ماضٍ وحاضر ومستقبل، وأن الأفكار التي قُدّمت على أيدي الفنانين هنا أفضل تعبير عن الشراكة التي تتسم بها المنطقة، سواء في ماضيها أو حاضرها . وأعرب الطالب خالد الحمادي صاحب البادرة: عن سعادته بتجمع فنانين من الخليج وبالإقبال الكبير على المشاركة؛ حيث تقدّم للمعرض للمشاركة أكثر من 300 طلب من فنانين من الخليج، وقد تم اختيار الـ 43 فناناً لهذه الفعالية». وأضاف الحمادي أن «هذه هي الفعالية الثانية بعد تنظيم معرض الفنانين القطريين العام الماضي، وسنقوم في السنة القادمة بتنظيم معرض عربي فني».;