قال مسؤولون إن رئيسي أركان الجيشين التركي والإيراني عقدا محادثات اليوم (الأربعاء)، بشأن التعاون في الصراع السوري ومكافحة الإرهاب. جاء ذلك خلال زيارة نادرة لرئيس أركان الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تركيا. واجتمع محمد باقري مع نظيره التركي أمس، ومع وزير الدفاع التركي نور الدين جانكاي اليوم، في لقاء وصفته وسائل الإعلام التركية بأنه أول زيارة لرئيس أركان إيراني منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران. ومن المقرر أن يجتمع باقري مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت لاحق اليوم. وتدعم تركيا طرفاً غير الذي تدعمه إيران في الصراع السوري المستمر منذ ستة أعوام. وتساند إيران مقاتلين يساعدون الرئيس السوري بشار الأسد في التصدي لمسلحين يسعون للإطاحة به ومنهم مسلحون تدعمهم أنقرة. وتخشى تركيا من أن تؤدي الفوضى في سورية إلى زيادة نفوذ القوات الكردية التي تقول إنها على صلة وثيقة بالتمرد المستمر منذ فترة طويلة في مناطقها الجنوبية الشرقية وكذلك مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذين يشنون هجمات داخل تركيا لذا فإنها تعمل مع إيران وروسيا على تخفيف حدة القتال في بعض المناطق. وقال مصدر إيراني إن باقري يرافقه قائد قوات «الحرس الثوري» الإيراني الجهاز الأمني الأقوى في إيران. وقال باقري للتلفزيون الإيراني الرسمي لدى وصوله أمس: «لم تحدث زيارات كهذه بين البلدين منذ وقت طويل ولكن بالنظر إلى التطورات الإقليمية والقضايا الأمنية (أمن الحدود ومكافحة الإرهاب) فهناك حاجة لمثل هذه الزيارة». وقال المصدر الإيراني إنه بالإضافة إلى الحرب في سورية فإن الجانبين سيبحثان الصراع في العراق والتعامل مع المسلحين الأكراد في المنطقة الحدودية بين تركيا وإيران حيث تقول وسائل الإعلام التركية إن أنقرة شرعت في بناء جدار على الحدود. واتفقت تركيا وإيران وروسيا في أيار (مايو) الماضي على إقامة «مناطق عدم التصعيد» في سورية في محاولة لوقف القتال في بعض المناطق بالبلاد ومنها محافظة إدلب الشمالية الواقعة على الحدود مع تركيا والتي اجتاحها منذ ذلك الحين متشددون على صلة بفرع تنظيم «القاعدة» السابق في سورية. وألقى ذلك بظلال من الشك في احتمال أن تنشر الدول الثلاث قوة لحراسة منطقة إدلب. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لقناة «تي آر تي» التركية اليوم: «المفاوضات المتعلقة بقضية إدلب لا تزال مستمرة». وأضاف: «بعد (زيارة) رئيس الأركان الإيراني سيحضر أيضاً رئيس أركان الجيش الروسي إلى تركيا». وتقول تركيا منذ أشهر إنها تقترب من شراء منظومة دفاع صاروخي من نوع «إس-400» من روسيا، وقال إردوغان في تموز (يوليو) الماضي إنه تم بالفعل التوقيع على الاتفاق. وقال تشاووش أوغلو إن روسيا تفهم على نحو أفضل من الولايات المتحدة موقف تركيا في شأن تسليح المقاتلين الأكراد، لكنه قال إن المسؤولين الأميركيين أخطروا تركيا بأن الشحنات التي تم إرسالها إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» في الآونة الأخيرة لا تشمل أسلحة. وأضاف: «الولايات المتحدة ترسل لنا كل شهر التقارير المتعلقة بكميات الأسلحة التي ترسلها إلى وحدات حماية الشعب الكردية». وذكر أنهم أشاروا في أحدث التقارير «إلى إرسال عربات مدرعة وجرافة وعدم إرسال أي أسلحة». وتتزامن المحادثات العسكرية المكثفة لتركيا مع إيران وروسيا مع إبرام اتفاق كبير للنفط والغاز يشمل شركات من الدول الثلاث.
مشاركة :