انتقادات قاسية لترامب بعد تبريره تطرّف اليمين

  • 8/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انهالت انتقادات من قياديين جمهوريين وديموقراطيين، على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، بعدما أجّج جدلاً في شأن أحداث تشارلوتسفيل، ومقارنته دعاة تفوّق البيض والنازيين الجدد بالمتظاهرين المناهضين لهم. وكان لافتاً أن القادة العسكريين الأميركيين خرجوا عن «حيادهم» المعتاد في الشؤون السياسية، ودانوا العنصرية، إذ إن متظاهرين في تشارلوتسفيل كانوا يرتدون زياً عسكرياً أو يضعون شعارات الجيش. وكتب رئيس الأركان الجنرال مارك مايلي على موقع «تويتر»: «الجيش لا يتسامح مع العنصرية والتطرف أو الكراهية بين صفوفه. فهذا ضد مبادئنا وكل ما نمثله منذ (العام) 1775». وأكد قائد «المارينز» الجنرال روبرت نيلر، أن «لا مكان للكراهية العنصرية أو التطرف في الجيش الأميركي»، فيما وصف قائد البحرية الأميرال جون ريتشاردسون أحداث تشارلوتسفيل بـ «المخجلة»، مشدداً على أن «البحرية ستقف دوماً ضد عدم التسامح والكراهية». كما أعلن قائد سلاح الجوّ الجنرال ديفيد غولدفين دعمه «رفاقه قادة الجيش في القول إننا دائماً أقوى معاً». وامتدّ الاعتراض على موقف ترامب إلى الخارج، إذ وجّهت له رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انتقاداً نادراً، معتبرة أن «لا مجال للمقارنة بين الذين يتبنّون أفكاراً فاشية والمعارضين لها». واعتبر وزير العدل الألماني هايكو ماس، أن «تستّر ترامب على عنف جماعات اليمين لم يعد يُحتمل»، فيما ورد على حساب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على «تويتر»: «إذا كانت للولايات المتحدة أي قوة، فالأفضل لها أن تدير بلدها وتتعامل مع حركة التفوّق العنصري، بدل التدخل في شؤون الدول الأخرى». وكان ترامب تراجع عن تعليقات أدلى بها الإثنين وشجب فيها صراحة جماعة «كو كلوكس كلان» والنازيين الجدد ودعاة تفوّق العرق الأبيض، مستعيداً ما قاله سابقاً عن مسؤولية «الجانبين» في ما حدث. وخاض الرئيس سجالاً صاخباً مع إعلاميين في مؤتمر صحافي عقده في برج «ترامب تاور» في نيويورك، قائلاً: «هناك أخطاء من الطرفين. دققت في المسألة عن كثب. كانت هناك مجموعة من الأشرار من جهة، ومجموعة عنيفة جداً أيضاً من الجهة الأخرى. لا أحد يريد قول ذلك، لكنني سأقوله الآن». وسأل مخاطباً الإعلاميين: «ماذا عن اليسار البديل الذي هاجم اليمين البديل كما تسمّونه؟ ألا يتحمّل جزءاً من المسؤولية؟ هناك روايتان لكل قصة. نددتُ بالنازيين الجدد، لكن الذين كانوا هناك لم يكونوا جميعاً من النازيين الجدد أو من أنصار نظرية تفوّق العرق الأبيض، إطلاقاً. كان هناك أشخاص طيبون من الطرفين». ودافع ترامب عن مستشاره الاستراتيجي المثير للجدل ستيف بانون، المؤيّد لليمين البديل، قائلاً إنه «صديق وشخص طيب، ليس عنصرياً». لكنه لمّح إلى أنه قد يغادر البيت الأبيض قريباً، بقوله: «سنرى ماذا سيحصل لبانون». وأثارت تصريحات ترامب إعجاب الزعيم السابق لـ «كو كلوكس كلان» ديفيد دوك، إذ شكر الرئيس على «شجاعته وصدقه في قول الحقيقة عن تشارلوتسفيل والتنديد بالإرهابيين اليساريين»، فيما أعلن القيادي في مجموعة دعاة تفوّق البيض ريتشارد سبنسر «فخره» بترامب لـ «قوله الحق». لكن موقف الرئيس أثار أيضاً صدمة لدى فريقه، إذ إن أعضاءه لم يتوقعوا أن يقوله علناً، ولو أنه يعكس «ما يقوله لهم في شكل خاص»، كما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز». وشنّ قياديون جمهوريون حملة انتقادات ضارية ضد ترامب، بينهم رئيس مجلس النواب بول راين والمرشحون السابقون للرئاسة ميت رومني وجيب بوش وماركو روبيو. وكتب راين على «تويتر»: «نظرية تفوّق العرق الأبيض كريهة. هذا التعصب مخالف لكل ما يؤمن به هذا البلد. لا يمكن أن يكون هناك أي التباس أخلاقي». كما كتب رومني: «الأمر ليس سواء. هناك جانب عنصري متعصب ونازي، والآخر معارض للعنصرية والتعصب. كيانان مختلفان أخلاقياً». وأعلنت إدارة الحدائق الوطنية أن مجهولين خرّبوا في واشنطن نصب الرئيس أبراهام لينكولن، الذي ألغى العبودية في الولايات المتحدة، فيما أُزيلت تماثيل لشخصيات بارزة في الكونفيديرالية الأميركية في بالتيمور بولاية ماريلاند.

مشاركة :