عواصم - وكالات، «روسيا اليوم» - رجح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن يشهد الشهر المقبل بداية «تحولات نوعية» في مسار الأزمة، مشيراً إلى أن شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين سيكونان «حاسمين» في ما يتعلق بالتسوية. وأعلن دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، عن تأجيل المشاورات الفنية مع المعارضة السورية التي كانت مقررة في 22 أغسطس الجاري، قبيل استئناف المفاوضات مع وفد الحكومة السورية في جنيف. وأوضح أن تأجيل المشاورات جاء بقرار شخصي منه، موضحاً أنه لم يوجه الدعوة إلى الحكومة السورية للمشاركة في المشاورات الفنية، لأن دمشق ترفض خوض أي لقاءات فنية خارج المفاوضات الرسمية. وأضاف انه قرر تأجيل المشاورات لأن أطياف المعارضة تمر حالياً بمرحلة صعبة في مناقشاتها الداخلية، و«لا داعي لإجبارهم إذا كانوا غير جاهزين حتى الآن». وتوقع المبعوث الأممي أن تشهد الأشهر المقبلة بداية تحولات نوعية في الأزمة السورية، موضحاً أن مفاوضات أستانة بشأن تثبيت الهدنة قد تُجرى في أوائل سبتمبر المقبل، ويرجح أن تُستأنف بعدها المفاوضات السياسية في جنيف. ويأمل دي ميستورا أن تجرى الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف في النصف الأول من سبتمبر المقبل، قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه رجح بداية «مفاوضات جوهرية» بين الحكومة السورية والمعارضة في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، مشيراً إلى أن المعارضة تخطط لعقد لقاء تنسيقي مهم لها في الرياض في أكتوبر المقبل. واضاف ان «سبتمبر وأكتوبر سيصبحان شهرين حاسمين للتسوية السورية»، وإن «الأزمة السورية ستشهد تحولات نوعية خلال الأشهر القليلة المقبلة». ميدانياً، تواصل طائرات التحالف الدولي قصفها العنيف للمناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» في مدينة الرقة، بعدما اوقعت خلال ثلاثة أيام نحو ستين قتيلاً مدنياً بينهم 21 طفلا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بغارات جوية ومستشارين على الارض هجوم «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، المستمر منذ الاسبوع الاول من يونيو الماضي داخل مدينة الرقة، معقل «داعش» الأبرز في سورية. وتتركز المعارك حالياً في المدينة القديمة التي باتت قوات «قسد» تسيطر على نحو 70 في المئة منها، فضلاً عن حيي الدرعية والبريد غرباً وأطراف حي المرور في وسط المدينة. وأفاد المرصد عن انتشال جثث 21 مدنياً، بينهم 11 طفلا، قتلوا جراء قصف جوي استهدف الثلاثاء الماضي مناطق في جنوب غربي المدينة القديمة لا تبعد سوى مئات الامتار عن خطوط الجبهة. وارتفعت بذلك حصيلة قتلى الغارات الجوية في ذلك اليوم إلى 31 مدنيا، بعدما أفاد المرصد في وقت سابق عن مقتل 10 مدنيين، بينهم طفلان. واول من أمس الأربعاء، وثق المرصد مقتل 17 مدنياً، بينهم خمسة اطفال، في غارات التحالف في الرقة، فضلا عن 11 آخرين، بينهم ثلاثة اطفال، قتلوا الاثنين الماضي في القصف الجوي أيضاً.
مشاركة :