وليد العلي وفهد الحسيني... رحلة «الدعوة» الأخيرة - محليات

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الجثمانان الطاهران ليختما محطات سيرتهما العطرة في ثرى الكويت، بعد رحلة دعوية كللها المولى عز وجل باستشهادهما وهما يدعوان إليه. دموع الكويتيين انهمرت في مقبرة الصليبخات حزناً على وفاة فقيدي الكويت الشيخين الدكتور وليد العلي وفهد الحسيني. فلوعة الفراق والحزن على الراحلين كانت ممزوجة بمشاعر فخر واعتزاز، لسفيرين من أفضل السفراء الذين قدمتهم الكويت للعالم كله، ولسان حالها يتيه عُجباً بين الدول، ولا فخر، قائلاً «هؤلاء أبنائي الذين ضحوا بأنفسهم من أجل نشر الوسطية والحنيفية السمحة». لم يكن في مسجد مقبرة الصليبخات موطئ لقدم، فالكويت كلها جاءت تبكي إمام مسجدها الكبير أبا عبدالله، ورفيقه الشيخ فهد الحسيني، بل صلى البعض خارج المسجد تحت حرارة الشمس حباً وكرامة لشهيدي الكويت، في الصلاة التي أم المصلين فيها الدكتور عبدالرزاق البدر المدرس في الحرم النبوي الشريف. وبمشاعر الحزن، قال رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم «نعزي أنفسنا وكل الشعب الكويتي بالشهيدين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا اراد الله بعبد خيرا يستعمله) قالوا كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال (يوفقه لعمل صالح) ولاشك أن الأعمال الخيرية التي قام بها الشهيدان في العديد من الاماكن ومن ضمنها بوركينا فاسو من العمل الصالح الذي قاما به». ودعا الغانم ان يتغمد الله الشهيدين بواسع رحمته وان يلهم أهليهما الصبر والسلوان، مردفا «هذان الشيخان لا يعزى فيهما وإنما تهنأ أسرتاهما بما قاما بِه من أعمال خيرية». من جانبه،قال وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان إن «هذه أيام صعبة على الكويت، بالأمس شيعنا الفنان عبدالحسين عبدالرضا، واليوم نشيع الشهيدين وليد العلي وفهد الحسيني اللذين كانا يقومان بالعمل الخيري» وأضاف أن «الكويت حزينة نتيجة الأرهاب الذي لا دين له، وهذه الجموع تدل دلالة قاطعة على أن العمل الخيري الكويتي يسير على الطريق الصحيح». وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير البلدية محمد الجبري «نتقدم بالعزاء لصاحب السمو أمير البلاد والكويت والشعب الكويتي وندعو المولى عزو جل أن يلهم ذوي الشهديين الصبر والسلوان». وأردف قائلا «إن هذا مصاب جلل للكويت كلها، ولكن نحمدالله أن الفقيدين خرجا للدعوة إلى الله ونحسبهما من الشهداء بعد أن لقيا مصرعهما على يد الغدر والإرهاب». من جانبه، قال النائب السابق علي العمير إن «الشهيدين لهما مآثر طيبة في العمل الخيري والدعوي والعمل الانساني، ومثّلا الكويت خير تمثيل، وكان قدوتهما في العمل الانساني سمو الأمير ونسأل الله لهما الرحمة والمغفرة». إلى ذلك عبر النائب عبدالله الرومي عن حزنه الشديد لرحيل الشهيدين بإذن الله اللذين وضعا بصمة في العمل الخيري، مؤكدا أن رحلتهما كانت في سبيل الدعوة إلى الله، وهذا أكبر عمل يمكن للإنسان أن يقدمه. وأضاف «الجموع الكبيرة في المقبرة أكبر دليل على محبة الناس لهما ولعل معظم المتواجدين لا يعرفون الشهيدين شخصيا، ولكنهم حضروا نتيجة السمعة الطيبة التي يتمتعان بها». بدوره،قال سفير بوركينا فاسو لدى الكويت أبو بكر كوتي ان رحيل الشهيدين كان صدمة سببت حزنا لكل مواطني بوركينا فاسو، داعيا المولى عز وجل ان يسكن الفقيدين الفردوس الأعلى. وثمن ما تفعله الكويت من أعمال خيرية في بلاده، مشيداً بالعلاقات القوية بين الدولتين. من جانبه،قال الشيخ محمد العوضي إن هذا يوم شاهد على طيبة المجتمع الكويتي وشهادة هذا الحضور الكثيف هي ما نتمناه في الآخرة، فكيف بنا ونحن نراه اليوم في الدنيا؟. من جانبه، قال الشيخ الدكتور خالد المذكور«هنيئا للشيخين العزيزين هذا الشعور والعزاء الكبير، ونسأل الله ان يتغمدهما بواسع رحمته بعد أن نالتهما يد الإرهاب وهما في دعوة إلى الله». «العون» و«النوري» و«الثقلين» مساجد ومشاريع خيرية خارجية باسم عبدالرضا والعلي والحسيني | كتب إبراهيم موسى | شكّلت وفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا، واستشهاد الشيخين الدكتور وليد العلي والداعية فهد الحسيني، مناسبة جديدة لتجسيد معاني التلاحم واللُحمة الوطنية، حيث تقدّمت جمعيتا عبدالله النوري والعون المباشر للحصول على موافقة لبناء مسجد يحمل اسم عبدالحسين عبدالرضا، وتقدمت جمعية الثقلين الخيرية للموافقة على بناء دار رعاية أيتام في تنزانيا لصالح العلي والحسيني، وبناء مركز إسلامي في البلد نفسه باسم عبدالحسين عبدالرضا. اسم العلي على«كلية الشريعة» تقدم النائب فيصل الكندري باقتراح برغبة بإطلاق اسم الشيخ الدكتور وليد العلي على مبنى كلية الشريعة بجامعة الكويت. وقال الكندري في اقتراحه إن الدكتور وليد العلي قدم مثالاً رائعاً في حياته التي أفناها في الدعوة لله والتدريس والبحوث والدراسات الشرعية التي ينهل منها طلبة العلم. وكان قدوة حسنة للشباب في العمل الخيري، ومساعدة الفقراء. ... واسم الحسيني على مبنى لـ«الأوقاف» تقدم النائب فيصل الكندري باقتراح برغبة ينص على اطلاق اسم الشيخ فهد الحسيني على أحد مباني وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية. وقال الكندري في الاقتراح إن الشيخ الشهيد فهد الحسيني الذي قضى في الهجوم الارهابي الغادر كان مثالاً يقتدى به في العمل الخيري والسمعة الطيبة والاخلاق الحسنة. وحتى يخلد ذكرى المحسنين في بلدنا ليكونوا قدوة للاجيال القادمة.

مشاركة :