شدد وزير الثقافة والإعلام عواد العواد على أن المملكة تخوض حرباً إعلامية شرسة لا مكان فيها للحياد، مطالباً الجميع بالتصدي للرسائل المغرضة التي يوجهها أعداء الوطن، وواعداً باستراتيجيات جديدة لمواجهة الخطاب المعادي بالاعتماد على أساليب حديثة وتفاعلية وغير تقليدية في توضيح الصورة الحقيقية للقارئ والمشاهد في مختلف أنحاء العالم. جاء ذلك خلال ظهوره لأول مرة في لقاء مفتوح مع الجمهور من خلال فعالية حكايا المرابطين التي أقيمت مساء أمس ضمن مهرجان "حكايا مسك2" الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (مسك) في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات. وفي إجابة له عن سبب زيارته للحد الجنوبي بعد أيام قليلة من توليه حقيبة الوزارة قال العواد "السؤال الحقيقي هو (لماذا لا نذهب إلى الحد الجنوبي؟)، مشيرا إلى أن يوم الثامن من رمضان يعد يوماً استثنائياً بالنسبة له عندما قام مع وفد إعلامي بزيارة الجنود البواسل، وكشف أن الوزارة تلقت أكثر من 200 طلب لهذه الرحلة التي كان من المقرر لها أن تضم 40 شخصاً فقط، مؤكدا في الوقت ذاته على ما وجده من روح معنوية عالية تدعو للاعتزاز والفخر، وعلى سعادته بالالتقاء بأبطال يضحون بأنفسهم من أجل مقدسات الوطن ومقدراته، وهو أمر يقدره الجميع لهم. مركز للتواصل الدولي شدد وزير الثقافة والإعلام على أهمية الدور الذي يقوم به المركز الإعلامي الدائم في الحد الجنوبي لاسيما من حيث نقل الصورة كما هي، والالتقاء بالجنود، وتسهيل عمل الصحافة الأجنبية، وقال "المركز الذي تم تجهيزه خلال أسبوع واحد فقط يعد من أهم المراكز الإعلامية من حيث البنية التحتية"، مؤكدا على ضرورة أن يتم التعامل الإعلامي مع الوضع العسكري بمهنية عالية لا تتيح للأعداء نشر أي مغالطات، ومضيفاً "يجب أن يكون صوتنا مسموعاً، وألا نترك فراغاً يمكن أن يملأه غيرنا أو يستخدمه كي يروي القصة التي يريد". وخلال اللقاء الذي شهد حضورا كبيراً من الإعلاميين، أكد الوزير على أن صناعة المحتوى تعد أساس مهنة الإعلام حالياً، وهو ما جعل الوزارة تستهدف زيادة التفاعل مع صناع المحتوى عبر القطاع الخاص والإعلام الجديد ليكونوا جزءاً محركاً في صناعة التغيير المنشود في الخطاب الإعلامي، وتجاوز الاعتماد على المحتوى التقليدي باتجاه المزيد من التأثير والفاعلية، لاسيما في مرحلة تشهد تسارع الأحداث في خارطة الإعلام العالمي بشكل يفاجئ الجميع، مضيفا "لا يمكن أن تجابه الإعلام الخارجي بطريقة تقليدية، ولهذا نعمل على إنشاء مركز للتواصل الدولي، يتميز بالتفاعل مع كل ما يطرح عن المملكة في وسائل الإعلام العالمية". شموخ يضايق المغرضين في جانب آخر، قال العواد إن مكانة المملكة كقبلة للمسلمين ومهبط الوحي وعمود استقرار الشرق الأوسط جعلها هدفاً للمغرضين الذين يضايقهم شموخها في ظروف بالغة الصعوبة في المنطقة، واعتبر اهتمام بعض الصحف الأجنبية بأخبار وتفاصيل بسيطة داخل المجتمع السعودي دليلاً على عظمة بلادنا، مضيفاً "هناك حسابات وهمية ليس من الصعب اكتشافها، وهي جميعها تدار بشكل مهني من دولة تدعي أنها شقيقة، وهناك حرب إعلامية شرسة يديرها أعداؤنا ضدنا، ولن يكسبوها بسبب اللحمة الوطنية القوية بين القيادة والشعب، ولأن كل أبناء هذا الوطن محبون له". مستقبل طموح وتطرق وزير الثقافة والإعلام إلى ما تشهده المملكة من نهضة واستقرار ونظرة مستقبلية طموحة، مشيراً إلى ما يشعر به أبناء الوطن من طمأنينة تجاه قيادة يعلمون أنها تعمل لخيرهم ولخير الوطن، وأضاف "لا يقلق الشعب في أي دولة لديها رؤية، المملكة تتحدث عن برامج رائعة للشباب، ومشاريع تنموية اقتصادية لها جداول زمنية ومؤشرات قياس". كما ذكر أن المرحلة المقبلة ستشهد استراتيجية جديدة للإعلام، تعتمد في أساسها على الشباب كعنصر رئيس، وتتضمن إعادة بناء هيكل الإعلام والعمل على إطاره العام، وتنظيمه وصولاً بالمملكة إلى أن تصبح عاصمة للإعلام، حيث يرى الوزير أن هذا الهدف ممكن بالنظر إلى أن المملكة تعد أكبر سوق في المنطقة، وتملك أفضل كفاءات مهنية في هذا المجال. ووجه العواد رسالة حازمة برفض أي متاجرة بالوطن أو مزايدة على خطابه الإعلامي، مؤكداً أن الوطن يخوض معركة، ويفخر بأداء قواته في رد العدوان الحوثي، وأن هذا الظرف لا يقبل أن يكون أي شخص على الحياد، مضيفاً "أمننا مهدد، ومقدساتنا مهددة، ومن لا يريد أن يشارك معنا فعليه ألا ينتقد موقفنا، إعلامنا يظهر للمرة الأولى كسلاح، ومن يحاول الإساءة للوطن فيجب أن يعلم أن الإعلام السعودي سيرد عليه بكل قوة". أبرز أقوال الوزير - من يحاول الإساءة إلى الوطن فليعلم أن الإعلام السعودي سيرد عليه بكل قوة - نعمل على جعل المملكة عاصمة للإعلام اعتماداً على سوق قوي وكوادر مهنية - يجب أن نوصل صوتنا وألا نترك فراغاً يملؤه غيرنا بمعلومات مغرضة أو مغلوطة - حسابات وهمية وحملات إعلامية تدار ضد المملكة ومصيرها الفشل بسبب اللحمة الوطنية
مشاركة :