جدل نفسي واجتماعي حول تأثير الشيلات على المراهقين

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عدّ مستشار أسري اجتماعي أن ترديد الأطفال والمراهقين للشيلات الشهيرة في الأماكن العامة والمجالس وغيرها، هو سلوك طبيعي، عادّا أن الشيلات فن شبابي رائع وذكي، صنعه شباب يعلمون تماما ما يرغب جيلهم في استماعه، وما يرضي أذواقهم، فيما اختلف مع هذه النظرة أخصائي نفسي يرى أن تقليد الأطفال لمثل هذه الأمور مفروض عليهم، ويجب أن يكون إيجابيا وصحيحا، من أجل بناء شخصيته المستقبلية، وتعليمه المهارات اللازمة للحياة. نتيجة طبيعية يقول المستشار الأسري والتربوي أحمد سليمان النجار لـ«الوطن»، إن وجهة نظره ربما لن تعجب كثيرين، فالشيلات أو أي أمر آخر يطرأ في عالم الأطفال والمراهقين والشباب من الجنسين، هي أمور تصطدم بآراء المجتمع ومناقشتهم لها من ناحية ضررها أو نفعها. وأضاف، «ربما لن يعجب البعض ما يفعله الأطفال على وجه الخصوص من تقليد بعض الشيلات الشهيرة، ويرفضونه خوفا من التغيير والتجديد، وخوفا من التجديد أو كل ما هو جديد أمر اعتدنا فيه منذ زمن طويل، وأصبحنا نجد أنفسنا فيه، كما أنه لا يرضي أذواقنا وطريقة تفكيرنا. ولذلك نجد كثيرين يحاربون أي تقليعات جديدة تظهر في عالم الأجيال الناشئة، ونلوم الشباب عليها ونتهمهم بأنهم أصحاب أذواق فاسدة، وأنهم تافهون وفكرهم قاصر، بل إن البعض بات لا يجد طريقة يثبت لنفسه خلالها أنه مثالي وصاحب فكر راق، إلا عن طريق مهاجمة هذه الفئات وبلا هوادة». الشيلات فن رائع أكد النجار أن الشيلات فن شبابي رائع وذكي، صنعه شباب يعلمون تماما ما يرغب في استماعه جيلهم وما يرضي أذواقهم، وقد بدأ الشباب في تطوير هذا الفن الشبابي بشكل عبقري لا يكاد يصدقه عقل، بل وأوشكوا أن يصلوا فيه إلى مستوى الفنون العالمية المنتشرة بين الشباب الغربي. وأضاف، لعلنا نلاحظ مقدار حماس الأطفال والشباب والمراهقين من الجنسين عند سماعهم لهذه الشيلات، وهذا أمر طبيعي جدا، ومتسق تماما مع نفسية هذه الفئات، بل إن أي مشهد فيه قوة وصراع تجد الشيلة حاضرة كخلفية موسيقية له، كمشاهد المصارعة الحرة على سبيل المثال. وأكد المختص الأسري أنه استمع كثيرا من الانتقادات ضد الشيلات، واتهامها بأنها تفسد أخلاق الصغار، ودفعتهم إلى العنف والجريمة، وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق. وتابع، بدلا من معاتبة هذه الأجيال الصغيرة، أنصح جميع المهتمين من مختصي التربية والشعراء والأدباء والملحنين بمساندة هذا الفن الشبابي، وأن يدعموه ولا يقفوا في وجهه، فهم لن يوقفوه بل يمكنهم الإسهام في الارتقاء بكلمات الشيلات التي أتحفظ عليها، لأن بعضها يدعو إلى العنصرية والطائفية والعنف، كما لا بد من تقديم المشورة الفنية لصانعيها، وتقديم هذا الفن في النور، فنا شبابيا يستحق الاحترام والتقدير. تجنب التقليد الأعمى يقول الأخصائي النفسي حسين الشاردي، إن الأطفال بطبعهم يحبون تقليد الأشياء المحببة لهم، وكذلك الأشخاص المعجبين بسلوكهم من وجهة نظرهم الشخصية، وهذا طبيعي إلى حد ما في هذه المرحلة من العمر، وهذا يشمل طبعا تقليد فن الشيلات. وأضاف، أفضل توظيف ظاهرة التقليد بصورة صحيحة، هو في توجيه سلوك الطفل وبناء شخصيته المستقبلية، وتعليمه المهارات اللازمة للحياة. وتابع: «غالبا يكون هدف الأطفال بالتحديد تبني ردود أفعال الكبار وتقليدها حرفيا دون تمييز للسيئ، ودون ترك المجال لمشاعرهم الذاتية. وربما لا يكونون مدركين طبيعة أو خطورة هذه الأفعال، مما يجعلهم في حيرة من أمرهم بشأن انتقاد الآخرين لسلوكهم».

مشاركة :