الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزالة التماثيل التي وصفها بـ"الجميلة" التي تخلد شخصيات وطنية أمريكية، في خضم جدل حاد في الولايات المتحدة حول العنصرية. وكتب الرئيس الأمريكي في تغريدة على تويتر: "من المحزن أن نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم تنتهك بإزالة تماثيلنا ومعالمنا الجميلة"، مضيفا: "لا يمكن تغيير التاريخ لكن يمكن التعلم منه". وكان الرئيس ترامب قد أثار موجة سخط عارمة بدفاعه عن منظمي مظاهرة القوميين البيض التي قتلت خلالها سيدة سوداء وجرح العشرات.مستشار ترامب يصف القوميين البيض بـ "المهرجين"الرئيسان السابقان بوش الإبن والأب يعلقان على تصريحات ترامب بشأن شارلوتسفيلمقتل امرأة في اشتباكات بين قوميين متطرفين ومعارضين لهم بأمريكا وكانت مظاهرة مدينة شارلوتسفيل، بولاية فرجينيا، من تنظيم القوميين البيض والنازيين الجدد، احتجاجا على إزالة تمثال روبرت إي لي، وهو جنرال حارب في صفوف المؤيدين للاستعباد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. وتخللت المظاهرة اشتباكات مع المشاركين في مظاهرة مضادة لمناهضي العنصرية، وصلت إلى ذروتها بدهس سائق لتجمع للمناهضين للعنصرية، ما أدى إلى إصابة العشرات ومقتل سيدة تدعى هيثر هيفر. وجاء أيضا في سلسلة التغريدات التي كتبها ترامب اليوم الخميس: "روبرت إي لي، ستونول جاكسون، من بعد؟ واشنطن؟ جيفرسون؟ هذا جنون". وأضاف: "سنفتقد كثيرا الجمال الذي يسلب من مدننا وبلداتنا وحدائقنا العامة، ولن يكون أبدا بالإمكان تعويضها بشكل مماثل". وقد أثارت إزالة تماثيل مثيرة للجدل، ومن ضمنها تماثيل زعماء المتمردين المؤيدين للاستعباد الذين هزموا في الحرب الأهلية، احتقانا وتوترا عم جميع أرجاء الولايات المتحدة، حيث يرى طرف أن تلك التماثيل مسيئة لضحايا العنصرية، بينما يقول الطرف الآخر إنها رموز مهمة للحفاظ على إرث الولايات الجنوبية. وكتب أقرباء لستونول جاكسون، أحد الزعماء الجنوبيين الذي ذكره ترامب في تغريداته اليوم الخميس، رسالة إلى عمدة مدينة ريتشموند، بولاية فرجينيا، يطلبون فيها إزالة تمثال جدهم وكل تماثيل المؤيدين للاستعباد في المدينة. وجاء في الرسالة التي كتبها جاك ووارن كريستيان، وهما من أحفاد جاكسون، إن إزالة التماثيل "ستسهل التحاور الصعب بشأن الإنصاف بحق جميع الأجناس". وأضافا: "لا نشعر بالعار تجاه جدنا لكننا نشعر بالعار حين يستفيد منه القوميون البيض بينما يتألم أصدقاؤنا وأفراد عائلتنا السود. نشعر بالعار من التمثال".مصدر الصورةTwitterImage caption وقعت اشتباكات بين جماعات القوميين البيض وجماعات ليبرالية في شارلوتسفيل من جانبه، أصدر روبرت إي لي في، حفيد الجنرال الشهير، بيانا يدين فيه العنف الذي تلى إزالة التمثال. وجاء في البيان الذي أرسله لبي بي سي: "بينما يتواصل الحوار بشأن كيفية تخليد شخصيات من تاريخنا، نحن، أحفاد روبرت إي لي، نندد بشدة بإساءة استخدام ذكراه من طرف أولئك الذين يبثون رسالة التعصب والكراهية". وأضاف حفيد روبرت إي لي: "لم يكن ليقبل خطاب الكراهية والتصرفات العنيفة للقوميين البيض وجماعة كو كلوكس كلان والنازيين الجدد". وجاءت تعليقات الرئيس ترامب بعد أسبوع من الجدل بشأن ردة فعله تجاه الاشتباكات العنيفة في المدينة الصغيرة بولاية فرجينيا، حيث انتقد ترامب لإلقائه اللائمة على الطرفين في البداية قبل أن يدين يوم الاثنين القوميين البيض والنازيين الجدد. لكنه تراجع يوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي محتد، وأعاد إلقاء اللوم على المناهضين للعنصرية أيضا. وفي خضم الجدل بشأن رد فعل ترامب، استقال عدد من مسؤولي الشركات من مجلسين شكلهما ترامب في البيت الأبيض مختصين في مجال الأعمال. وفي يوم الأربعاء، أعلن منتدى الاستراتيجية والسياسة حل نفسه بعد أن أعلن ترامب أنه سينهي مهام هذا المنتدى ومنتدى آخر مختص في الصناعة.
مشاركة :