قيادات في حزب صالح تتحرك لفك التحالف مع الحوثيين بقلم: صالح البيضاني

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

أزمة تسليم أموال البنك المركزي تكشف مشكلة هادي في تغيير أسلوب الإدارة، والمؤتمر يرفض دخول أي تكتل يكون واجهة للإصلاح.العرب صالح البيضاني [نُشر في 2017/08/18، العدد: 10726، ص(1)]القفز من المركب قبل الغرق صنعاء – كشفت مصادر يمنية مطّلعة لـ”العرب” عن أن قيادات بارزة من حزب المؤتمر الشعبي العام “شق الرئيس السابق علي عبدالله صالح” تتحرك على أكثر من واجهة لفك التحالف مع الحوثيين، واستعادة قنوات التواصل مع دول الجوار العربي، وخاصة السعودية، وذلك في سياق مساع هادفة إلى استعادة الحزب لوحدته وأخذه المبادرة في حل الأزمة اليمنية. يأتي هذا في وقت بدأت تتشكل فيه خارطة اصطفافات جديدة في معسكري دعم الشرعية، وتحالف المتمردين. وقالت المصادر إن تقييما شاملا داخل حزب المؤتمر توصل إلى أن الحزب وقياداته هم أكبر الخاسرين من الوضع الحالي، وأن التحالف مع المتمردين الحوثيين كان استراتيجية خاطئة أفقدت الحزب وزنه في المشهد اليمني، وهزت من ثقة المحيط الإقليمي فيه، ودفعت دولا كالسعودية ومصر للبحث عن بدائل من أحزاب هامشية وأخرى متشددة. وتتخوف قيادات المؤتمر التي لا تزال موالية للرئيس السابق من أن يفقد الحزب أبرز قياداته سواء بالاستقالة أو اللحاق بشق الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي، إذا لم تبادر قيادته، وخاصة رئيسه صالح إلى اتخاذ خطوة جريئة بالقفز من سفينة الانقلاب الذي اتضح أنه يعمل لفائدة إيران علنا. ويشهد تحالف الانقلاب تباينات حادة بين الحوثيين وصالح تنذر بمواجهة في ظل رفض الحوثيين للحشد الذي دعا إليه الرئيس السابق في الـ24 من أغسطس لإحياء ذكرى تأسيس حزب المؤتمر. ووصف رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى بصنعاء صالح الصماد الحشد الذي دعا إليه صالح بأنه “تحرك مشبوه”، وقال في كلمة ألقاها الثلاثاء بمناسبة ذكرى تأسيس “المجلس السياسي”، إنهم في المجلس لن يكونوا مظلة لأي تحرك مشبوه يصرف الشعب عن أولوياته في مواجهة ما وصفه بالعدوان، في إشارة إلى حشد الرئيس السابق. ونقل صحافي مقرب من الحوثيين، كان في محافظة صعدة والتقى بزعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي، تهديدا غير مسبوق لصالح وحزبه. وكتب الصحافي محمد عايش في سياق حديثه عن الحوار الذي دار بينه وبين الزعيم الحوثي “الأمور ليست على ما يرام، وإذا لم يُكبّر أحد الطرفين عقله قبل الـ24 من أغسطس فإن طين الحرب والأزمة سيزداد بلّة، وقد نكون على موعد مع تطورات دراماتيكية”. وأكد مستشار وزارة الإعلام اليمنية والقيادي في حزب المؤتمر (جناح صالح) فهد طالب الشرفي في تصريح لـ”العرب” أن ما يحدث في صنعاء من تحرك للمؤتمر الشعبي العام وما ظهر من خلافات بين المؤتمر والحوثي يجب أن يصبا في مصلحة استعادة النشاط السياسي وعودة الأحزاب للقيام بعملها في مواجهة الانقلاب. ودعا الشرفي مؤتمر الداخل إلى فك أي ارتباط مع الميليشيا واستعادة زمام المبادرة، معبرا عن أمله في أن يكون الـ24 من أغسطس يوما مفصليا في تاريخ الحزب وألا يكون المؤتمر الشعبي بعد هذا التاريخ حليفا للتمرد.فهد طالب الشرفي يدعو مؤتمر الداخل إلى فك أي ارتباط مع الميليشيا وبالتوازي مع تصدع جبهة الانقلاب، تشهد الجبهة الداعمة للشرعية حراكا قويا للفرز بين الأحزاب الرئيسية، اعتمادا على دورها في المعركة ورؤيتها للحل السياسي المستقبلي. وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن وضع اللمسات الأخيرة على تكتل سياسي جديد سيعلن عنه خلال الأيام القليلة القادمة في العاصمة السعودية الرياض ويحظى بدعم من عبدربه منصور هادي. وقالت المصادر إن التكتل يضم حزب المؤتمر (شق هادي) وحزب الإصلاح وعددا من الأحزاب الدينية الأخرى وسيكون بمثابة واجهة سياسية للشرعية اليمنية. ويأتي الإعلان المرتقب عن هذا الائتلاف السياسي، بعد أيام من الإعلان عن تكتل سياسي آخر من العاصمة المصرية القاهرة أطلق عليه “التكتل المدني” ويضم أحزابا وتيارات يسارية وقومية مناهضة للانقلاب، ولكنها غير راضية عن أداء الحكومة، وعلى رأس هذا التكتل الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري. ولا تخفي الأحزاب المنخرطة في هذا التكتل عدم رضاها عن طريقة إدارة الدولة في المناطق المحررة، ورفضها لما تعتبره حالة تفرد بالقرار السياسي وضعف لأداء الحكومة، والتي ترى أنها يجب أن تتحول إلى حكومة كفاءات مصغرة. وقالت مصادر يمنية مطّلعة إن الرئيس هادي، يجد صعوبات في التعامل مع الحكومة ومع أطراف التحالف العربي حول عدد من القضايا المتعلقة بسوء الإدارة، ما اضطره للتوجه إلى الرباط للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يقضي إجازة خاصة في المغرب، بهدف تذليل العراقيل التي تعترضه. وظهرت تلك الصعوبات عبر بيان للبنك المركزي اليمني التابع للشرعية يتهم ما أسماها بخلية التحالف بعرقلة وصول أموال البنك ومنع 13 طائرة تحمل الأموال من الهبوط في مطار عدن. وتقول المصادر إن الرئيس هادي يقاوم أي تغيير في أسلوب إدارته للملفات سواء من خارج الشرعية أو داخلها. وبينما يبدي بعض المراقبين تخوفهم من حالة الانقسام التي قد يشهدها معسكر الشرعية من خلال توزع أطرافها بين تكتلين سياسيين، يعتبر آخرون أن المشهد اليمني يمر بمرحلة إحياء للحياة السياسية التي مرت بحالة جمود منذ انقلاب الحوثيين في الـ21 من سبتمبر 2014. وتبدي بعض قيادات المؤتمر الشعبي (جناح هادي) عدم ارتياحها لمشاركة الحزب في تحالف إلى جانب حزب الإصلاح وهو الأمر الذي قد يساهم في توسيع هوة الخلاف بين جناحي المؤتمر في صنعاء والرياض. ولا تخفي هذه القيادات تخوفها من أن يتحول التكتل الحزبي المرتقب إلى مجرد واجهة سياسية عريضة يسيطر على تفاصيلها حزب الإصلاح باعتباره الأقوى تنظيميا والأكثر تماسكا، في ظل حالة الانقسام التي يعيشها حزب المؤتمر، محذرة من أن الحزب الإخواني قد يسعى إلى تحويل التكتل الجديد إلى يافطة يتخفى وراءها في ضوء تبلور موقف يمني وإقليمي معارض لدوره في تخريب معركة استعادة الشرعية. ووصف الشرفي التكتلات السياسية الجديدة بكونها حالة صحية وتصب في مصلحة إنعاش العملية السياسية وإنها ربما تؤدي إلى إضفاء زخم جديد على العمل السياسي.

مشاركة :