استمرار الجدل في اسرائيل حول موقف نتانياهو الفاتر من النازيين الجدد في الولايات المتحدة

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

القدس (أ ف ب) - سعى وزير مقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي الجمعة الى تبرير موقف بنيامين نتانياهو من حوادث مدينة شارلوتسفيل الاميركية، بعد انتقادات واسعة طالته بسبب إدانته الفاترة لتظاهرات النازيين الجدد والتي أدرجت في إطار رغبته في الحفاظ على علاقته بالرئيس الاميركي دونالد ترامب. وقال وزير الاتصالات ايوب قرا اليوم إن العلاقات مع ترامب اهم من حجم تصريحات إدانة النازيين الجدد. وكان نتانياهو علق في تغريدة بعد ثلاثة أيام على مسيرة القوميين البيض في الولايات المتحدة التي قام خلالها شاب من النازيين الجدد بمهاجمة حشد مضاد بسيارته ما تسبب بمقتل امرأة واصابة 13 آخرين بجروح، فكتب باللغة الانكليزية على "تويتر" "أنا غاضب من التعبيرات المعادية للسامية والنازية الجديدة والعنصرية. على الجميع مناهضة هذه الكراهية". وووجه هذا التعليق بانتقادات واسعة اعتبرت ان رد الفعل غير كاف بالمقارنة مع الشعارات المعادية للسامية في شارلوتسفيل في فيرجينيا. وقال المنتقدون "يجب ان تكون اسرائيل في طليعة المستنكرين للاحداث المثيرة العنصرية". وينتقد نتانياهو بانتظام معاداة السامية في بلدان أخرى. وقال وزير الاتصالات المقرب من نتانياهو لصحيفة "جيروزالم بوست" اليوم "نظرا للعلاقة الرائعة التي تربطنا مع الولايات المتحدة، نحن نحتاج لوضع التصريحات حول النازيىن في سياقها وحجمها الملائم". واضاف أيوب قرا، العضو في الكنيست، وهو وزير عربي اسرائيلي درزي "علينا ان ندين اللاسامية ونلاحق جميع آثارها، وسوف نفعل ذلك. وسأفعل ما بوسعي كوزير لوقف انتشارها". واعتبر قرا ان "ترامب هو افضل رئيس اميركي بالنسبة لاسرائيل حتى الان، وعلاقته برئيس الوزراء نتانياهو رائعة"، مضيفا "بعد تحمل سنوات فظيعة في عهد اوباما، فإن ترامب هو قائد للعالم الحر بلا منازع، ونحن لا نقبل بأن يؤذيه أحد". وكانت وتيرة انتقاد نتانياهو ارتفعت بعد إلقاء ترامب الثلاثاء اللوم في أعمال العنف على الطرفين: اليساريون الذين حمَّلهم القدر نفسه من المسؤولية عن العنف الذي قام به العنصريون والنازيون الجدد في مسيرة السبت الماضي. وبين المنتقدين قادة سياسيون. - "يجب اختيار المعارك" - لكن كان هناك أيضا مدافعون عن ترامب ونتانياهو. وأبدى عضو الكنيست اورن حزان من حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو تأييده لتصريحات ترامب، وكتب على حسابه على تويتر "ان ترامب على حق.. العنف والتطرف من اي جانب ممنوع ويجب ادانته". ويقول منتقدو نتانياهو بأنه فضل تجنب الرئيس الاميركي ترامب الذي تثير تعليقاته الجدل خشية على علاقته معه، على حساب مسؤوليته الاخلاقية، وخصوصا بالنسبة الى الجالية الاميركية. ويريدون منه انتقاد معاداة السامية علنا. وأعرب جدعون راهط من معهد بحوث الديمقراطية لفرانس برس عن اعتقاده "بأن نتانياهو يخشى على علاقته بترامب". وجاءت أشد الانتقادات من عضو الكنيست الرئيسة السابقة لحزب العمل المعارض شيلي يحيموفيتش التي كتبت على فيسبوك "وانت يا رئيس وزراء الشعب اليهودي الذي يحذرنا من محرقة كل يوم اثنين وخميس، مع تخويف فوق العادة؟ ماذا عنك؟ ألا تعني لك شيئا غوغاء المعادين للسامية الذين ساروا في شارلوتسفيل مع شعارات الرايخ الثالث؟". ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" صورة ترامب على صفحتها الاولى وكتبت عليها باللون الاصفر العريض "عار". أما رئيس الوزراء السابق ايهود باراك فقال "كان على اي قائد اسرائيلي ان يعلن في غضون ست ساعات موقفنا". وعلق يائير لابيد، رئيس الحزب الوسطي "يش عتيد" (يوجد مستقبل) المعارض، على أقوال ترامب قائلا "لا يوجد طرفان". وقال وزير التعليم نفتالي بينيت، خصم نتانياهو، الأحد إن "رفع أعلام وشعارات النازيين في الولايات المتحدة لا يشكل إهانة لليهود وغيرهم من الأقليات فحسب، بل يشكل عدم احترام لملايين الجنود الأميركيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل حماية الولايات المتحدة وكل العالم من النازيين". وكان نتانياهو رحب بوصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة، أبرز حلفاء اسرائيل والتي توفر لها مساعدات عسكرية باكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويا، بالاضافة الى دعم دبلوماسي وسياسي هام في العالم. وأشاد مرارا برئاسة ترامب خصوصا بعد سنوات من العلاقة الصعبة مع الرئيس الديموقراطي السابق اوباما الذي كان يضغط عليه لتجميد المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة القدس العبرية ابراهام ديسكين ان نتانياهو كان امام خبار وحيد وهو "التزام الحذر". ويضيف ""يجب اختيار المعارك. (...) لا يمكن مواجهة أحد بأهمية ترامب حول مسائل كهذه".ماجدة البطش © 2017 AFP

مشاركة :