الولايات المتحدة: شبكات التواصل الاجتماعي تغلق أمام العنصريين البيض بعد أحداث شارلوتسفيل

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أجمعت شركات التكنولوجيا والإنترنت بالإضافة لشبكات التواصل الاجتماعي على مكافحة كل ما يروج للعنف والعنصرية بعد أحداث شارلوتسفيل المفجعة، فقامت بإغلاق الحسابات وتوقيف المدفوعات والهبات التي تدعم هذا التوجه. تعمد شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت إلى إغلاق أبوابها بوجه أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة، تحت شعار مكافحة العنصرية بعد أحداث شارلوتسفيل المفجعة. وبعدما اعتاد عمالقة الإنترنت على إيجاد خط وسط يوازن ما بين احترام حرية التعبير وضبط المحتويات غير اللائقة، جاء ردهم على أحداث هذا الأسبوع حادا وسريعا، حيث أجمعت كل شركات وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا التي اتصلت بها وكالة الأنباء الفرنسية هذا الأسبوع على أن كل ما يروج للعنف والعنصرية ينتهك شروط استخدام مواقعها، ما يترجم عمليا بإقدامها على إغلاق حسابات وحجب محتويات من طرف واحد. وجاء قرار شركات التكنولوجيا والإنترنت عقب الأحداث العنيفة التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا (شرق) خلال تجمع ضخم لليمين المتطرف غير مسبوق منذ ما لا يقل عن عقد. وقتلت امرأة شابة عمرها 32 عاما كانت تشارك في تظاهرة مضادة تنديدا بالعنصرية وأصيب 13 شخصا بجروح حين قام شاب من النازيين الجدد عمره عشرين عاما بمهاجمة الحشد دهسا بسيارته. وقام موقع "غو دادي" لاستضافة الصفحات والحسابات فور اليوم التالي بإلغاء موقع "ديلي ستورمر" للنازيين الجدد الذي شارك في تنظيم التظاهرة في شارلوتسفيل تحت شعار "توحيد اليمين". وموقع "غو دادي" حريص بصورة عامة على تفادي أي رقابة على المحتويات واحترام حرية الرأي والتعبير على الإنترنت. غير أن مدير قسم الجنح الرقمية لدى الموقع بن باتلر برر القرار بالقول "رأينا، وخصوصا على ضوء الأحداث المأساوية في شارلوتسفيل، أن ديليستورمر.كوم مضى بعيدا جدا في تشجيع العنف والترويج له". وتوجه الموقع بعد إغلاقه إلى "غوغل دومينز" لاستضافة الصفحات، لكن تسجيله سرعان ما ألغي أيضا لأنه "ينتهك شروط خدمتنا" على ما أوضحت متحدثة باسم غوغل لوكالة الأنباء الفرنسية. عندها، انكفأ الموقع الذي يقول أنه استهدف من مجموعة "أنونيموس" للقراصنة المعلوماتيين، إلى شبكة "الإنترنت المظلم" (دارك ويب) المغلقة والسرية حيث يفلت من أي شروط ورقابة. كذلك اتخذت شبكة "فايس بوك" وموقع "ريديت" للدردشة تدابير مماثلة. سياسة المحتويات ألغى موقع "ريديت" منتدى "فيزيكال ريموفال" (الإلغاء الجسدي) الذي يهاجم الديمقراطيين ويدعو إلى "إزالتهم من المجتمع". وكانت بعض الرسائل المنشورة عليه تسخر حتى من هيذر هاير ضحية الهجوم بالسيارة في شارلوتسفيل. وقال متحدث باسم الموقع لوكالة الأنباء الفرنسية "نفعل كل ما بوسعنا حتى نكون منصة مفتوحة ومضيافة للجميع، ونضع ثقتنا في مستخدمينا من أجل الحفاظ على بيئة مؤاتية لنقاش صادق يحترم سياستنا بشأن المحتويات". وأضاف "قمنا بإقصاء فيزيكال ريموفال لمخالفته بنود سياستنا المتعلقة بالمحتويات". ويعمل موقع "فايس بوك" بشكل متواصل على إزالة أي رسائل تستهدف أشخاصا بسبب عرقهم أو تمجد أعمال عنف أو كراهية. وحجب الموقع صفحة تظاهرة "توحيد اليمين" في نهاية الأسبوع بعدما استخلصت شبكة التواصل الاجتماعي أن الهدف منها لم يكن نشر معلومات عن الحدث بل التحريض على العنف. وقام موقع "فايس بوك" وفرعه "إنستاغرام" لتقاسم الصور بإغلاق عدة حسابات، من أبرزها حساب كريستوفر كانتويل أحد أبرز وجوه أنصار تفوق العرق الأبيض. كذلك أغلق موقع "ديسكورد" لهواة ألعاب الفيديو عددا من الحسابات التي كانت تستخدم لنشر أفكار تمت إلى العنصرية العنيفة. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن بعض المنتديات كانت تمجد صراحة أدولف هتلر ومحرقة اليهود، وتستخدم من أجل تنظيم تظاهرة شارلوتسفيل أو تظاهرات مماثلة. وإلى شبكات التواصل الاجتماعي، تصدت منصات لتحويل أموال وجمع تبرعات للمبادرات الرامية إلى جمع أموال لجيمس فيلدز، الشاب الذي قتل هيذر هاير في شارلوتسفيل. وأكد موقع "باي بال" الأمريكي للدفع على الإنترنت أنه "يعمل لمنع استخدام خدماتنا لقبول مدفوعات وهبات من أجل أنشطة تروج للحقد والعنف والتمييز العرقي". وقال أحد نواب رئيس المجموعة فرانز باشي إن "هذا يشمل منظمات تدافع عن أفكار عنصرية مثل جماعة كو كلوكس كلان أو مجموعات أنصار تفوق البيض أو مجموعات نازية". فرانس24/أ ف ب نشرت في : 18/08/2017

مشاركة :