اسطنبول (أ ف ب) - تدخل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة في الانتخابات العامة المقبلة في المانيا، داعيا الأتراك المجنسين في المانيا الى عدم منح أصواتهم الى حزب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وحزبين اخرين يشاركان في تحالفها الحاكم. وفي تصعيد للتوتر مع برلين، قال اردوغان ان الالمان من أصل تركي يجب ألا يصوتوا للاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تنتمي اليه ميركل ولا للحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي اليه وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال ولا لحزب الخضر، واصفا هذه الاحزاب بأنها "عدوة لتركيا". وعلى الفور، رد وزير الخارجية غابريال بحزم واصفا تصريحات اردوغان بأنها "تدخل استثنائي في سيادة بلادنا"، ما قد يفتح الباب أمام تراشق كلامي جديد سيزيد من حدة التوتر القائم اصلا بين البلدين. وقال ارودغان في تصريح صحافي "اقول لجميع مواطني في المانيا: (...) لا تدعموا المسيحيين الديموقراطيين ولا الحزب الاشتراكي الديموقراطي ولا الخضر. انهم جميعا اعداء لتركيا". واتهم الحزبين الرئيسيين بأنهما يلعبان لعبة "كلما هاجمت تركيا، زادت الأصوات التي ستحصل عليها". وأضاف "يجب ان تدعموا الاحزاب السياسية هناك (في المانيا) التي لا تبدي العداء لتركيا". -"اعطوهم درسا" ولم يوضح اردوغان اي حزب سياسي ألماني يريد من الاتراك دعمه في الانتخابات البرلمانية في 24 ايلول/سبتمبر. وأضاف أنه يتوقع من الناخبين ذوي الاصول التركية "اعطاء درس للاحزاب التي لا تحترم تركيا" حين تدلوا باصواتكم لأن "الأمر يتعلق بالدفاع عن الشرف". وانتقدت المانيا انقرة مرارا بسبب حملة القمع التي اعقبت محاولة الانقلاب الفاشل ضد اردوغان في تموز/يوليو 2016، والتي تضمنت اعتقال عدة مواطنين المان، من بينهم صحافيون. فيما تتهم انقرة برلين بالتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة عرقلة مساعيها طويلة الامد للالتحاق بالاتحاد الاوروبي. وتحتجز تركيا مراسل صحيفة دي فيلت اليومية في اسطنبول دنيز يوجيل المسجون في تركيا منذ نهاية شباط/فبراير، تمهيدا لمحاكمته بتهم متعلقة بالارهاب. فيما تُحتجز الصحافية ميسال تولو بتهم مماثلة منذ ايار/مايو الفائت، كما اعتقل الناشط بيتر ستودتنر في جزيرة قبالة سواحل اسطنبول في تموز/يوليو الفائت. وهناك 10 اتراك محتجزين في تركيا، من بينهم مزدوجو الجنسية، بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن شيفر. وقال شيفر إن يوجيل، وتولو سيتلقيان زيارات قنصلية المانية خلال الاسابيع المقبلة. وتتفق سياستا الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي حيال تركيا. ولكن حزب الخضر ينادي بتبني خط أكثر تشددا بخصوص انقرة. ويعتبر جيم اوزديمير الذي يشارك في زعامة حزب الخضر وهو من أصل تركي، من اشد المنتقدين لاردوغان. -"تدخل غير مسبوق" وقال ارودغان ان بلاده غير مسؤولة عن التوتر الحالي، ملقيا باللوم على المانيا التي اتهمها بالخروج عن النص فيما يخص متطلبات عضوية الاتحاد الاوروبي. لكن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال اعتبر دعوة إردوغان "تدخلا في الحملة الانتخابية". وقال غابريال المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي في مقابلة مع صحف محلية إنه "تدخل استثنائي في سيادة بلادنا" مضيفا إن "تدخل إردوغان هذا في الحملة الانتخابية يظهر أنه يريد تحريض الناس ضد بعضها البعض" قبل انتخابات 24 أيلول/سبتمبر. وحث غابريال الالمان على الرد من خلال تحقيق نسبة مشاركة عالية في الانتخابات والتصويت للاحزاب التي تدعم الديموقراطية. وقال "فلنظهر لاولئك الذين يريدون تحريضنا ضد بعضنا البعض أننا لن نشارك في هذه اللعبة الشريرة". ولم ترق تصريحات ارودغان أيضا لممثلي الأتراك في ألمانيا. واتهم اتيلا كارابوركلو، الرئيس المشارك للجمعية التركية في المانيا، ارودغان "بالسعي لتقسيم المجتمع الالماني". وتابع أن هدف اردوغان "هو الحاق الضرر بالديموقراطية الالمانية". وهناك قرابة ثلاثة ملايين شخص من اصل تركي في المانيا، الكثير منهم يتحدرون من الذين اتوا الى المانيا الغربية كعمال في ستينات القرن المنصرم حيث كانت المانيا تعاني من نقص في العمالة بعد الحرب العالمية الثانية. ويقول محللون إن حوالى 1,2 مليون مواطن الماني من اصل تركي سيحق لهم التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة في ايلول/سبتمبر المقبل. وفي الماضي، كان الالمان من اصل تركي ميالين لليسار، وصوتت غالبيتهم للحزب الاشتراكي الديموقراطي. لكن ارودغان يحظى بشعبية لدى الاتراك المقيمين في المانيا، إذ صوت 59% منهم لحزبه الحاكم في الانتخابات التشريعية التركية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. © 2017 AFP
مشاركة :