أبلغ نائب سفير كوريا الشمالية في الأمم المتحدة الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، أن برنامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية لن يخضع مطلقا للتفاوض طالما استمرت السياسة العدائية والتهديد النووي من جانب الحكومة الأميركية. وقالت البعثة الكورية الشمالية في الأمم المتحدة، في بيان أمس الأول، إن غوتيريش تحدث هاتفيا مع نائب السفير كيم إن ريونغ يوم الثلاثاء. وسفير كوريا الشمالية لدى المنظمة الدولية جا سونغ نام موجود في بلاده حاليا. وجاء في الرواية التي أوردتها البعثة الكورية الشمالية لما دار في الاتصال الهاتفي أن كيم قال لغوتيريش: "طالما استمرت السياسة العدائية والتهديد النووي الأميركي فلن تضع كوريا الشمالية رادعها النووي الذي يستهدف الدفاع عن النفس على مائدة التفاوض أو تحيد بوصة واحدة عن الطريق الذي اختارته لنفسها. طريق تعزيز قوة الدولة النووية". وبعد التهديدات المتبادلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بتصعيد نووي، يتركز الاهتمام الأسبوع المقبل على تدريبات سنوية مشتركة في كوريا الجنوبية يمكن أن تؤجج التوتر مرة أخرى في شبه الجزيرة الكورية، وفق محللين. وأجرت بيونغ يانغ الشهر الماضي تجربتين لصاروخين بالستيين عابرين للقارات، توعد بعدهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوريا الشمالية بالنار والغضب". وهددت بيونغ يانغ بعد ذلك بإطلاق صواريخ باتجاه جزيرة غوام في غرب المحيط الهادئ، وهي خطة يبدو أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-أون أرجأها هذا الأسبوع، لكنه حذر من أنها قد تمضي قدما بانتظار الخطوة التالية لواشنطن. وسيكون رد فعل كوريا الشمالية على مناورات "أولتشي-حارس الحرية" (أولتشي فريدوم غارديان- يو إف جي) التي تنطلق بعد غد حاسما في معرفة ما سيحصل لاحقا. ويشارك في المناورات السنوية التي أطلق عليها اسم جنرال دافع عن مملكة كورية قديمة من الغزاة الصينيين، 50 ألف عسكري كوري جنوبي و25 ألف عسكري أميركي يجرون تدريبات على حماية كوريا الجنوبية من هجوم شمالي. غير أن بيونغ يانغ تعتبر تلك المناورات تدريبا استفزازيا لغزو محتمل لأراضيها، وقالت كوريا الشمالية إن الضربة الصاروخية لغوام يمكن تفعيلها في حال قيام واشنطن "بخطوات متهورة". ويقول المحللون إن التدريبات يمكن أن تصبح الشرارة التي تحدث الانفجار. وقال المدير المشارك في برنامج "السياسة النووية" في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي جيمس اكتون "أخشى أن تؤدي الى تفعيل هذه الخطة عندما تبدأ التدريبات المشتركة". كما حذر البروفيسور المساعد في جامعة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) فيبين نارنغ المختص في الاستراتيجية النووية من إلغاء آخر لتلك التدريبات. ويقول البعض ان المضي قدما بتلك التدريبات ضروري لوعد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان "منع الحرب بأي ثمن". من جهته، شدد رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جو دانفورد، أمس، على التحالف القوي بين بلاده واليابان، مشيرا الى أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن الأرخبيل في حال وقوع أي هجوم. وفي شأن متصل، قالت أكبر صحيفة حكومية في كوريا الشمالية، أمس، إن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن "فشل" في المئة يوم الأولى من رئاسته، واصفة يده الممدودة للسلام بالنفاق.
مشاركة :