محمود عبد الله (أبوظبي) الروائية الإماراتية الشّابة «إيمان اليوسف»، صاحبة رواية «حارس الشمس» الفائزة بالجائزة الأولى في النّسخة الثالثة لمسابقة الإمارات للرواية 2016، والتي نجحت خلال فترة قياسية في تقديم نفسها وبقوّة في المشهد الإبداعي المحلّي، أصدرت عن منشورات «دار جميرا للنشر والتوزيع» قبل أيام مجموعتها القصصية الجديدة بعنوان «بيض عيون». وقالت في حديث خاص لـ «الاتحاد» عنها: «تقع القصص بين قصيرة وقصيرة جداً في حوالي المئة صفحة، وتختلف موضوعاتها وأفكارها، لكن يجمع بينها، وكما عوّدت قرائي منذ مجموعتي (وجوه إنسان) و(طائر في حوض الأسماك)، أن تكون بلا أسماء، فقط عناوين القصص داخلها: قميص بطعم الفراولة، طقوس دفن الأظافر، باب الكرز، أرجوكم لا تعبثوا بدوائري، أنا إبريق الشاي». تتابع إيمان قائلة حول صياغة قصص (بيض عيون): «اعتمدت في الصياغة على أسلوبية المدرسة السوريالية، وأعتقد أن في ترتيبها اختلافاً في الطرح، ونضجاً أدبياً وذائقة منتقاة بعناية، وقد عملت جاهدة على أن تحمل كل قصة من المجموعة ظاهرة واضحة وأخرى أكثر عمقاً». في معرض ردها على سؤال حول وجود مقاربة بين مجموعتها الجديدة، مع مجموعات أخرى قالت: «(بيض عيون) مختلفة تماماً عن كل ما كتبته من قبل، هي في الواقع تملك نكهتها الخاصة، كما يقترح عنوانها، فيها السرد بكل جمالياته، فقد تعاملت فيها مع الثيمات واللغة والصورة الفنية بموضوعية وحذر شديد». اليوسف التي تعتبر من الكاتبات القليلات اللواتي استطعن مواصلة فعل الكتابة وتركيم مجموعة تلو أخرى بنوع من العطاء الثر والاجتهاد المستمر، بالإضافة إلى روح التّحدي وعدم الرضوخ للقيود وللقوالب الجاهزة، ترى أنّ السّاحة الأدبية والثقافية التي كانت تعيش سباتاً أدبياً في فترة الصيف، تعيش هذه الأيام حالة من النّشاط والحراك الفاعل على مستوى الإنتاج والنّشر، وعقد الورش التكوينية المتخصصة في مجالات الإبداع والكتابة والفنون بما يتناسب وطبيعة الصيف والإجازات والتفرّغ المصاحب لها، وأضافت: «سنشهد قريباً تطورات أعمق وأكثر تخصصاً وفاعلية، وصيف الإمارات سيكون في السنوات القليلة القادمة احتفالية فريدة من الثقافة والفن والأدب والفكر، وظهور أصوات إبداعية مميزة». إيمان اليوسف التي تكتب بلغة سلسة، هي مزيج من السردي والشعري، وبتكثيف رائع جعلت مجاميعها تتمتع بالرشاقة، وقد توافرت فيها كل عناصر نجاح كتابة القصة، من خلال ثقافتها العالية، وتميزها من هندسة بناء قصصها بإتقان، وتوظيف المكان بطريقة مدهشة، كشفت في حديثنا معها، أنها بانتظار عرض فيلمها (غافة) الذي قمت بصياغة فكرته وكتابة السيناريو والحوار له، وقالت: «الفيلم يعالج قضايا ثلاث نساء إماراتيات من ثلاثة أجيال مختلفة، ويجمعهم بالغافة لغز ما» وأوضحت أن الفيلم نسائي بالكامل، وهو من إخراج عائشة الزعابي.
مشاركة :