24 ساعة باقية على انتهاء مفاوضات الجولة الأولى بين أمريكا وكندا والمكسيك، حول تعديل جوهري في بنود اتفاقية التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية، بناء على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث بدأت مفاوضات جولة الأيام الخمسة في واشنطن، الأربعاء الماضي.ومثلما توقع المراقبون جاءت المفاوضات صعبة في معظم جلساتها؛ لاسيما أن أمريكا دخلت حلبة التفاوض بحثاً عن تعديل شامل لهذا الاتفاق الذي امتد على مدى 23 عاماً، بدلاً من مجرد تعديلات بسيطة، حسبما ذكر كبير المفاوضين الأمريكيين.وفي الوقت نفسه، أعرب خبراء تجارة كنديون في فانكوفر، عن توقّعاتهم بأن محادثات «نافتا» قد تستمر عدة أشهر وربما سنوات، في وقت تسعى فيه كل من كندا والمكسيك والولايات المتحدة، لوضع بنود وفصول جديدة لهذا الاتفاق، الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أسوأ اتفاق تم توقيعه.وأشارت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، إلى أن كندا تأمل المحافظة على «نافتا» كمحرك للتنمية الاقتصادية وفرص العمل. وقالت إن فريقها التفاوضي يسعى لتقليل البيروقراطية المتعلقة بفرص الأعمال التجارية، وتسهيل الأمور أمام المختصين لتوسيع النطاقات في أمريكا الشمالية، وخلق اتفاق يدعم حقوق العمالة والمرأة والسكان الأصليين، بينما يتم بذل مزيد من الجهود والعمل لحماية البيئة.وفي ملاحظات افتتاحية في واشنطن، قال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايثايزر: «أريد أن أكون واضحاً بأن (ترامب) غير راغب في مجرد تعديلات بسيطة، أو تحديثات في هذا البند أو ذاك الفصل. نشعر بأن «نافتا» قد خذلت الكثير والكثير من الأمريكيين، وتحتاج للمزيد من التطوير».بدورهما قال خبيران تجاريان كنديان، إن المحادثات الصعبة التي أشار إليها الأمريكيون توحي بتعقيد وطول المحادثات، ولكنهما يعتقدان أيضاً أن اتفاق «نافتا» سيبقى نافذاً حالما تهدأ الضجة حوله.وأشار جون رايس، خبير تجارة دولية بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، إلى شكاوى ترامب من العجز التجاري مع كل من كندا والمكسيك: «هذا الأمر قد يطول نوعاً ما، والولايات المتحدة تريد معالجة عدم التوازن، وهذا قد يكون أمراً غير مسبوق». وأضاف أن رغبة كندا في حماية إمداداتها من صناعات الألبان والدواجن، ستكون من النقاط الرئيسية المعقدة.وتابع: «إذا أرادت أمريكا الانسحاب من «نافتا» فسيتعين عليها الإبلاغ قبل 6 أشهر، وهذه مجرد تهديدات ليس فيها تنفيذ، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان ترامب سيحصل على الدعم الكافي من الكونجرس لينسحب. ستكون هناك قضايا قانونية، وسيبقى الاتفاق نافذاً لعدة سنوات قادمة».وصرح بأن هذه المحادثات قد تتجاوز الفترة الرئاسية الأولى لترامب.من جانبه قال جيمس براندر، خبير من نفس الجامعة، إن هناك الكثير مما لم يُفعل خلال جولة المحادثات الأولى في واشنطن. وأضاف: «أتوقع أن هذه الأيام الأربعة الأولى ستركز رئيسياً فقط على طرح الاقتراحات بالتفصيل للمناقشة»، مشيراً إلى أن «دونالد ترامب غير صبور والمفاوضات التجارية تتطلب وقتاً طويلاً»، معرباً عن الثقة التامة بأن اتفاق «نافتا» سيبقى مهما كانت نتيجة هذه المحادثات. (وكالات)
مشاركة :