حوار وزير الإعلام كشف حقائق تدليس «الجزيرة» بالأدلة والبراهين

  • 8/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء إعلاميون على الدور الخطير الذي تقوم به «قناة الجزيرة» القطرية من خلال نشر الفتنة ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية. وأشار المشاركون في برنامج (ما وراء الخبر)، الذي يُبث على قناة البحرين الفضائية، بالحديث الذي أدلى به وزير الإعلام علي الرميحي، الذي تناول بالأرقام والأدلة والحقائق ما تقوم به «قناة الجزيرة» ضد البحرين والدول العربية، مؤكدين على ضرورة قيام قطر بتصحيح مساراتها السياسية والإعلامية بما يتوافق مع ضرورات الأمن القومي. وفي السياق نفسه أشاد الكاتب الصحافي طارق العامر بأهمية حوار وزير الإعلام، لما جاء فيه من حالة اتزان وحوار هادئ مقترنا بأدبيات الحوار الراقي المصحوب بالمعلومات والإحصائيات الدقيقة. مضيفا «أن مضمون الحوار له عدة أوجه؛ الأول الناحية الإعلامية والصحافية، وتضمنه لرسالة سياسية متمثلة في توضيح الأهداف التي يسعى من خلالها النظام القطري إلى زعزعه الاستقرار وإثارة الفوضى والسعي إلى قلب نظام الحكم في دول جارة وعربية، أما الناحية الثانية فهو فضح وجه (الجزيرة)، وهي الأداة السياسية لتحقيق أجندة النظام القطري، أما الجانب الثالث هو المضمون الأهم، إذ الوجه الإنساني لوزير الإعلام، فقد تجرد عن منصبه وتحدث عن هذا الجانب بلغة المواطن العادي، فخاطب الشعب القطري، ووجه إليهم رسالة مهمة فحواها أن قرارات المقاطعة ليست بغرض استهداف المواطن الخليجي القطري، بل أكد أن هذه القرارات والإجراءات تستهدف تعديل وتقويم سلوك النظام القطري، وإعادته إلى حضنه الخليجي». وأشار العامر إلى أن «هناك تعبيرا استوقفه في حوار الوزير، بوصفه (قناة الجزيرة) كـ«دولة»، إذ إن النظام القطري لا يملك من مقومات الدولة الحديثة سوى هذه القناة الفضائية، فالجزيرة هي المستفيد الأكبر من الأزمة، فإن استمرار الأزمة واحد من مصالحها». ودلل الكاتب طارق العامر على ذلك بأن «العاملين في قناة الجزيرة يقومون بتأجيج الأوضاع، أما أغلب المواطنين القطريين فلا يشاركون ولا يتعاطون في تأجيج الأوضاع الحالية، بل يرفضون الطعن بأشقائهم وإخوانهم في الخليج العربي»، مضيفا «أن الواقع يشير إلى أن الشعب القطري أيضا ضحية نظامه الذي ينفق أمواله لأهداف ومشاريع لا تخدم قطر ولا تخدم الأشقاء في الخليج». واستشهد العامر بالأرقام التي أوردها وزير الإعلام في الحوار، قائلا: «إن (قناة الجزيرة) لا يعمل فيها من القطريين سوى 5 بالمائة، وهذا ما يشكو منه المواطن من أن هذه القناة لا تمثل الشعب القطري، فهي لا تلمس معاناته ولا مشاكله وكأنها لا تبث من قطر». وأضاف العامر أنه من غير المعقولة عدم وجود مشاكل لدى أبناء الشعب القطري، بل بالعكس هناك حالات كثيرة من الفساد، مثل أي دولة أخرى، ووظيفة الإعلام كشف الخلل في المجتمع، فلا يوجد دولة افلاطونية لا يوجد بها أخطاء، وبالتالي كونها أداة إعلامية الهدف الحقيقي منها إصلاح الخلل وكشفه وإخبار المسؤولين عنه، لكن الجزيرة تتكلم عن كل الدول ومشاكلها، في حين تتجاهل القضايا الداخلية التي تهم المواطن القطري. وعن الاستغلال السلبي لوسائل الإعلام من جانب النظام القطري، بيّن العامر «أن الإعلام اليوم يعد أحد أهم أدوات الحروب الحديثة، إذ نجحت (الجزيرة) في إسقاط أنظمة بوصفها جهازا اعلاميا، بالتنسيق والتعاون مع أجهزتها الإعلامية المكملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل فالجزيرة تملك جيشا من الحسابات الوهمية الالكترونية المنتشرة في كل وسائل التواصل الاجتماعي، وتسعى من خلالها إلى تكملة مشروع إسقاط الأنظمة». واستشهد العامر بحديث السفير الإماراتي يوسف العتيبي في أحد حواراته التلفزيونية عندما تكلم بشكل عام، فتم تحريف ما قاله من قبل (الجزيرة)، وأن السفير الإماراتي يدعو إلى علمنة السعودية، وتم الايعاز للتهجم وإثارة هذا الموضوع، وبعد أقل من ربع ساعة تناولت (الجزيرة) صدور قرار من المحاكم السعودية بإعدام مدانين في عمليات إرهابية، بل وانتقدت الحكم، وهو ما يشكل تناقضا في رسالة (الجزيرة) الإعلامية، تتكلم عن دولة علمانية ثم تعود وتأكد أنها دولة إسلامية وتهاجم الحكم الصادر وفق الشريعة الإسلامية. وأعاد العامر التذكير بما تم الكشف عنه من قبل الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تورطت أجهزة الأمن القطرية في إنشاء شبكة إعلامية موجهة لزعزعة الأمن والاستقرار في دولة الامارات، والشبكة ذاتها كانت أحد المصادر التي تبني عليها «الجزيرة» أخبارها. وأشار العامر إلى أن «الجزيرة» في أول ظهورها استطاعت أن تستقطب شريحة واسعة من المشاهدين في الوطن العربي، من خلال إقناعه أنها محطة مهنية محاطة تمارس «الرأي والرأي الآخر»، لكن بعد ذلك تغيرت هذه القناعات، إذ بدأت «الجزيرة» تستضيف مسؤولين «إسرائيليين» وتروج للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمكن أن يزعزع قناعات الجيل الجديد بقضية فلسطين، وهو المشروع الحقيقي للجزيرة؛ أن تغير قناعات المواطن العربي والخليجي وتجعل من التطبيع وسيلة عبر استضافتها لمسؤولين «إسرائيليين». واختتم الكاتب طارق العامر مشاركته في البرنامج بأن المسؤولين القطريين يروجون دائما أنه لا علاقة لهم بـ«الجزيرة»، لكن وزير الإعلام كذّب هذا الإدعاء، وأشار إلى ما جرى عام 2013 في أثناء عقد القمة الخليجية في البحرين، إذ تلقى اتصالا من وزير الخارجية يقول فيه إن وزير خارجية قطر طلب منه أن يسمح لقناة «الجزيرة» بدخول البحرين لتغطية قمة دول مجلس التعاون، وتساءل: كيف يدعي المسؤولون القطريون أن لا علاقة لهم بالجزيرة ثم يتوسطون لدخول طاقمها لتغطية القمة؟! فهذا التناقض يؤكد أنها تدار من قبل المخابرات ووزارة الخارجية القطرية. من جانبه، وعبر الأقمار الاصطناعية، قدم الكاتب الصحافي السعودي، نايف الحربي، شكره الجزيل إلى وزير الإعلام على ما تمتع به الحوار من شفافية ووضوح، وعلى ما قدمه من تفاصيل عن قناة (الجزيرة) وما تقوم به ضد مجلس التعاون منذ تأسيسها وحتى اليوم. وأضاف الحربي أن هذه القناة تتحدث عن أن لديها «الرأي والرأي الآخر»، لكن هذا مجرد شعار، إذ إنها أوجدت من أجل تدمير منطقتنا وتدمير دول مجلس التعاون والدول العربية، وقد رأينا كيف وضعت كاميرات في الميادين وحاولت بث الفتنة والفرقة في البلاد العربية إبان ما كان يعرف بـ«الربيع العربي». وأشار إلى أن هذه الدول تحولت بدعم ومساندة من قطر والجزيرة إلى دول مدمرة، حيث ملايين القتلى والمشردين، وهو ما تتحمل مسؤوليته الجزيرة ومن يقف وراءها من ساسة قطر، مضيفا أن قطر خسرت الأشقاء، خسرت المصداقية والسمعة. وأوضح الحربي أن حديث وزير الإعلام البحريني وضح أن قناة الجزيرة هي جزء من الأزمة وليس الحل، وتتعامل باستخفاف مع المواطن القطري والخليجي، وتحاول أن تشكك المواطنين الخليجيين في المجلس، وهذا دليل على أنها قناة هدم وليست قناة بناء وثقافة ومعرفة، ولا تراعي منطقتنا وهي محط أنظار العالم من حيث تطورها ووجودها الاقتصادي. ولفت الحربي إلى حديث الوزير عن أن قناة الجزيرة تتاجر بالأزمة القطرية، ووجودها لخدمة المشروع السياسي القطري، مضيفا أن القناة تواصل الاستخفاف بدور مصر على صعيد الأمن القومي العربي، معربا عن أمله في أن يقوم وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون بتوضيح الصورة الحقيقية لـ(قناة الجزيرة)، التي تم زرعها في الجسد العربي لتهديد الأمن القومي؛ سواء الأمن العربي أو الأمن الخليجي، إذ قامت القناة ببث برامج للتأثير على الأمن والاستقرار، دون مهنية أو مصداقية، فيقومون بالبحث عن الأشخاص غير المرغوب فيهم في بلدانهم والمرتزقة ويدفعونهم إلى محاولة النيل من دول مجلس التعاون، ولكن مواطني دول مجلس التعاون لديهم من الذكاء والمعرفة والثقافة الرصيد الكافي الذي يجعلهم يعلمون علم يقين أن قناة الجزيرة لا تبحث عن الحقيقة ولا تريد الحقيقة بل تتاجر بالأزمة. وعن الدور الذي كان من المؤمل أن تؤديه (الجزيرة)، أوضح الكاتب السعودي نايف الحربي «كان من المتوقع أن تكون القناة حرة، وتتحدث عن تطور دول مجلس التعاون والتنمية والتعليم والصحة، لكن وجدنا أنها تنخر في المجتمع الخليجي وتعمل على تضليل أكثر من 300 ألف مواطن قطري، الذي يشكل امتدادا لشعوب مجلس التعاون، لكن القناة بدأت بالفعل في تضليله وتتحدث عن بلدان بعيدة جدا، وتتجاهل مطالب واحتياجات المجتمع القطري». وأضاف الحربي أن «الجزيرة جزء كبير من المشكلة، وتقوم اليوم بتوجيه 60% من محتواها ضد المملكة العربية السعودية وضد مجلس التعاون الخليجي، فمن يتابع هذه التقارير يجد أنها تبنى على معلومات من وسائل التواصل الاجتماعي ومن حسابات أشخاص مجهولين، تحاول البحث عن المعارضين لأي بلد وتجري معهم المقابلات، وتحاول أن تجد أشخاصا محدودين وتصور أن هناك مظاهرات، وهو ما يؤكد أنه ليس لديها مهنية أو أخلاقيات». وأشار إلى أن «مركز تدريب الجزيرة لم يقم بتدرب أي مواطن قطري، لذلك لا نجدهم يعملون في القناة؛ سواء مذيعين أو حتى فنيين، بل أن كل من نجدهم في القناة تم استقطابهم من خارج قطر، بل أصبحوا يتحدثون بفوقية حتى فوق المواطن القطري والخليجي». واستشهد الحربي بحديث المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، الذي أوضح أن (قناة الجزيرة) عملت خلال زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن نايف، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على بث تقارير مغرضة وكاذبة ضد المملكة تتحدث عن الإرهاب وتلصق التهمة بالمملكة، من أجل محاول زعزعة العلاقات بين الدولتين، إذ كانت الزيارة تهدف إلى تقوية العلاقات، خصوصا بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. موضحا «أن قطر لا تريد علاقات قوية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، بل تعمل على إحداث فجوة وبرود في العلاقات بين الجانبين، فلما وجدت نوعا من التقارب بين الولايات المتحدة والمملكة ودول المجلس بدأت تبث سمومها باللغة الانجليزية وتتحدث عن 11 سبتمبر وعن الإرهاب، وهي أم الإرهاب». وأوضح الحربي «أن قطر تملك جيشا الكترونيا، إذ إن هناك 130 ألف تغريدة مسيئة تصدر ضد المملكة العربية السعودية، تقف وراءها الحكومة القطرية وتعمل على نشر تقارير إعلامية وانتقادات ضد السعودية والبحرين والامارات ومصر، وهو ما يؤثر بكل تأكيد على الامن القومي العربي».

مشاركة :