شهد جنوب مصر، أمس، حالة من الاستنفار الأمني الشديد، بحثا عن مساجين خطرين فروا من قسم شرطة بمحافظة قنا، أول من أمس. وقرر اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية المصري إيقاف مأمور مركز الشرطة الذي شهد الواقعة، وضابط برتبة ملازم، و3 شرطيين، عن العمل لمدة شهر لحين الانتهاء من التحقيقات.وهرب 5 مساجين خطرين من سجن مركز شرطة الوقف بمحافظة قنا (جنوب البلاد)، بعدما تمكنوا من خلع الشباك الخلفي ونقب إحدى الحوائط.وكشفت التحقيقات الأولية وجود إهمال في تأمين السجن، حيث ثبت عدم وجود الأفراد المكلفين بتأمين المنطقة المطلة على الحمام، والتي هرب منها المتهمون.ويشار إلى أنه في أواخر يوليو (تموز) الماضي، تمكن 5 سجناء من الهرب من قسم شرطة الوسطى بمحافظة بني سويف، عبر فتحة التهوية الخاصة بالحجز. كما شهد الشهر نفسه هروب 4 مساجين من سجن مركز شرطة أجا بمحافظة الدقهلية، بعد أن تمكنوا من خلع الشباك الخلفي للحجز الموجود داخل مركز الشرطة.وقال مراقبون إن «هناك إصرارا من العناصر الإجرامية على الهروب من السجون وأماكن الاحتجاز، من خلال ابتكار طرق جديدة للهرب، أو من خلال تلقي مساعدة من آخرين، واستغلالا لبعض الثغرات البسيطة في إجراءات التأمين».وواصلت النيابة العامة في قنا تحقيقاتها في الواقعة أمس، واستمعت إلى جميع الضباط والأفراد المكلفين بتأمين الحجز وقت حدوث عملية الهروب من داخل الحجز، بالإضافة إلى قيام المتهمين بكسر النافذة الحديدية، والقفز من أعلى السور المحيط بمركز الشرطة وصولا للشارع الرئيسي، الذي يبعد نحو 20 مترا من المكان الخلفي لمركز الشرطة، كما طلبت تحريات الأمن العام حول الواقعة.وشهدت قنا خلال الأسابيع الماضية تورط عدد من أبنائها في حوادث إرهابية استهدفت الأقباط في كنيستي الإسكندرية وطنطا، وحافلة كانت تقلهم بالمنيا، وتمكنت السلطات من توقيف العشرات منهم، وقتل بعضهم خلال مداهمات لأوكارهم في جبال الصعيد.ويشار إلى أن صعيد مصر كان مرتعا لعصابات الإجرام وقطاع الطرق، وشكل بؤرة توتر حادة للسلطات الأمنية، خاصة خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، ومن أشهر القضايا التي شهدها قضية «خط الصعيد».وسبق أن تمت مصادرة كتب في مساجد وزوايا قنا، تحرض على العنف والفكر المتشدد لحسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان»، وسيد قطب أحد القادة التاريخيين للجماعة وأبرز مفكريها.وأعلنت السلطات الأمنية بقنا حالة الاستنفار الأمني أمس، وقامت بتفتيش المنطقة المجاورة للسجن التي تضم منازل مواطنين، وعززت الكمائن والدوريات الثابتة والمتحركة، للبحث عن المساجين الهاربين.مصدر أمني قال إن «الداخلية تمشط المناطق الجبلية بشكل واسع في قنا، والمناطق التي من الممكن أن يحتمي بها المتهمون، والتي كانت تحتمي بها من قبل العناصر الإرهابية». مضيفا أن تلك العمليات والدوريات في المناطق الجبلية بالمحافظة، تأتي تحسبا لهروب العناصر الخطرة إلى المحافظات المجاورة للاختباء بها.وكشف المصدر الأمني - الذي تحفظ عن ذكر اسمه - عن أن «البنية الأساسية الهشة لبعض المواقع الشرطية في محافظات صعيد مصر، تسهل هروب المحبوسين عبر كسر النوافذ والحوائط»، لافتا إلى أن الإهمال في فحص الزيارات للسجناء يفتح الثغرات أمام المحبوسين لمحاولة الهروب، مثل نقل أداة حادة، أو مادة تساعد على الاشتعال داخل الحجز للهروب.
مشاركة :