ارتفعت واردات فيتنام من النفط الخام إلى مستويات قياسية هذا الشهر، مع زيادة تكرير الوقود في البلد، في وقت ينخفض الإنتاج المحلي من النفط. وسيكون هذا الشهر الأول على الإطلاق تصبح فيه فيتنام مستورداً صافياً للنفط الخام وفقاً لبيانات شحن من «تومسون رويترز أيكون»، ومع استمرار هذا الاتجاه العام في الأشهر المقبلة، في وقت تزيد الطاقة التكريرية للبلد الواقع في جنوب شرقي آسيا. وتأتي زيادة الطلب على استيراد النفط في وقت تستعد مصفاة «نجهي سون» الفيتنامية البالغة طاقتها التشغيلية 200 ألف برميل يومياً، وهي ثاني مصفاة نفطية في البلاد، لإنتاج غاز البترول المسال والبنزين والديزل والكيروسين ووقود الطائرات للاستهلاك المحلي في الأساس. ومن المرجح أن تبدأ العمل هذا العام أو أوائل 2018. ومع ركود الإنتاج المحلي من النفط، يقول تجار إن فيتنام التي يزيد عدد سكانها على 90 مليوناً وينمو اقتصادها ستة في المئة سنوياً، ستزيد واردتها من النفط الخام تدريجاً. وتظهر بيانات «تومسون رويترز أيكون» أن فيتنام ستستورد نحو 100 ألف برميل يومياً من الخام هذا الشهر على متن ثلاث ناقلات، مقارنة بصادرات بواقع 70 ألف برميل يومياً. ومن المقرر أن تبلغ الواردات المحملة على متن الناقلات في أيلول (سبتمبر) مستويات مماثلة. وتظل طلبات فيتنام محدودة مقارنة بأكبر مشتريين في آسيا وهما الصين والهند اللذان يستوردان نحو ثمانية ملايين وأربعة ملايين برميل يومياً على الترتيب. ويملك كل من «شركة بترول الكويت العالمية» وشركة «إديميتسو كوسان» اليابانية 35.1 في المئة في مصفاة «نجهي سون»، بينما تحوز «بترو فيتنام» المملوكة للدولة 25.1 في المئة وتملك «ميتسوي» للكيماويات اليابانية 4.7 في المئة. والكويت أول مورد للنفط الخام إلى المصفاة الجديدة، إذ سترسل مليوني برميل هذا الشهر على متن ناقلة عملاقة. وقال وزير النفط الكويتي في تموز (يوليو) إنه يتوقع إرسال شحنات منتظمة إلى فيتنام. وتظهر بيانات الشحن أن بروناي أرسلت 500 ألف برميل من نفطها إلى فيتنام هذا الشهر على متن ناقلتين. ومن المقرر أن تتجه ثلاث ناقلات تحمل مليون برميل من النفط الأذري إلى فيتنام في أيلول. وارتفع إنتاج فيتنام من النفط إلى الذروة في أوائل القرن الحادي والعشرين عندما بلغ نحو 400 ألف برميل يومياً. ويستكشف البلد حالياً حقول نفط جديدة في مناطق شتى ببحر الصين الجنوبي، لكن هذه الاكتشافات تعرضت لتعطيلات كثيرة بسبب النزاعات مع الصين. إلى ذلك، استقرت أسعار النفط من دون تغير يذكر أمس، إذ تجاذبها بيع واسع النطاق في شتى الأسواق ومؤشرات على شح تدريجي لإمدادات الخام. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي «برنت» تسعة سنتات عن الإغلاق السابق لتسجل 51.12 دولار للبرميل لكنها ما زالت باتجاه تراجع أسبوعي بنحو اثنين في المئة. وارتفعت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط ثمانية سنتات لتسجل 47.17 دولار للبرميل، لكنها تتجه صوب تراجع أسبوعي يتجاوز الثلاثة في المئة.
مشاركة :