الآفات تهدد صناعة أسماك السلمون النرويجية العملاقةتنهمك مزارع أسماك السلمون في النرويج بالبحث عن حلول لمواجهة الآفات التي تضرب صناعة أسماك السلمون العملاقة في مياه البحار والأنهار، بعد أن بلغت ذروتها العام الماضي بنفوق 52 مليون سمكة.العرب [نُشر في 2017/08/19، العدد: 10727، ص(10)]مشهد قد لا يتكرر في النرويج بعد الآن تروندهايم (النرويج) – يقف فيجارد هيجيم على شواطئ النهر مرتديا حذاء طويلا من المطاط وفي يده صنارة الصيد، التي تخرج في كل مرة فارغة لآن أسماك السلمون تقلصت أعدادها في الأنهار بشكل كبير. ويحظى السلمون النرويجي وبخاصة السلمون المدخن بشعبية كبيرة في كل أنحاء أوروبا. لكن أصبح من النادر العثور على الأسماك البحرية من هذا النوع معروضة للبيع في المتاجر. فأغلب السمك المعروض في الأسواق يأتي من المزارع الضخمة مثل تلك الموجودة في النرويج، حيث تسبح مئات الآلاف من أسماك السلمون داخل شباك كبيرة أمام الشاطئ. في الوقت نفسه فإن إحدى الآفات الدقيقة غير المرغوبة وتسمى “قملة السلمون” تسبب الآن صداعا في رأس أصحاب مزارع السلمون، وتثير الصراع مع صيادي الأسماك الكبيرة في المنطقة. لا يتجاوز طول هذه الحشرة الصغيرة عدة مليمترات، لكنها تنتشر في المزارع السمكية على الساحل الغربي للنرويج وتسبب خسائر لا يمكن تجنبها. وقد نفق خلال العام الماضي حوالي 52 مليون سمكة بسبب هذه الآفة وفقا لمجلس الأغذية البحرية النرويجي. وقد مات بعض السمك بسبب الأدوية المستخدمة للقضاء على القمل، في حين كانت هناك أمراض أخرى وراء موت البعض الآخر. ويقود يورغن فيلدفاير الزوار في جولات حول إحدى مزارع الأسماك الكبرى المملوكة لشركة ليروي على جزيرة هيترا بالقرب من مدينة تروندهايم. وفي هذه المزرعة التي تتكون من 8 أقفاص شبكية كبرى يوجد حوالي 6240 طنا من سمك السلمون. وتظهر الأسماك فوق الماء باستمرار. ولكن في المصائد البحرية الطبيعية تقفز الأسماك فوق الماء لتجاوز العوائق الموجودة حولها. وفي هذه المزرعة أصبح “قمل السلمون” أحد الأخطار القليلة التي تواجهها الأسماك. ومن بين الحلول المطروحة لمواجهة هذه المشكلة إلقاء كميات من “أسماك التنظيف” التي تقوم بالتقاط الآفات الدقيقة من جسم الأسماك الكبيرة. يقول فيلدفاير إن “الكثير من الشركات الكبرى تنتج بالفعل أسماك التنظيف الخاصة بها” لكن هذا ليس حلا نهائيا للمشكلة ومنتجو الأسماك مثل شركة ليروي ومارين هارفيست وسالمار تستثمر ملايين الدولارات في أبحاث وتطوير تقنيات حديثة للتعامل مع المشكلة.52 مليون سمة نفقت في العام الماضي بسبب قملة السلمون وفقا لمجلس الأغذية البحرية النرويجي وأضاف أن من بين الأفكار المطروحة إقامة المزارع في مناطق أبعد عن الساحل “لكنني أعتقد أن المشكلة ستظل قائمة”. ويشعر صيادو الأسماك مكتملة النمو مثل هيجيم أيضا بالقلق من ظهور الآفات. ويدير هيجيم مصيدة سلمون في نهر أوركلا على بعد 45 كيلومترا من مصب النهر. وفي هذه المنطقة يخرج سمك السلمون الصغير إلى البحر ليعود بعد ذلك إليها وقد أصبح ناضجا لكي يضع بيضه في النهر. ويقول هيجيم “عندما يخرج السمك الصغير إلى البحر، فإن هناك خطورة كبيرة عليه بسبب احتمال إصابته بعدوى القمل”، كما يشعر بالقلق من احتمال هروب السلمون من المزارع لكي يبيض مع السلمون البحري، “عندما يحدث تهجين بين سمك المزارع وسمك البحر فإن النتيجة ستكون عبارة عن سلمون لا يناسب تماما الحياة البحرية”. ومنذ الثمانينات من القرن الماضي وحتى الآن انخفض عدد السمك الذي يعود من البحر إلى النهر بمقدار النصف تقريبا بحسب هيجيم، والبشر لعبوا بالتأكيد دورا في هذا التراجع. وقد بدأ هيجيم مؤخرا يقدم لضيوفه الذين يأتون من إنكلترا والدنمارك ومناطق أخرى في النرويج بين شهري يونيو وأغسطس من كل عام سمك سلمون من نوع جديد من أسماك المزارع. هذه المزارع تظل طوال الوقت تحت سطح الماء ومحاطة بجدران من البلاستيك أو الإسمنت وليس بشباك لكي تمنع الطفيليات من التسلل إلى الأسماك. وتختبر شركة مارين هارفيست هذا النوع من المزارع في منطقة سكانفيك، التي تقع بين مدينتي بيرجين وهوجسوند. وقال متحدث باسم الشركة النرويجية إن هذه المزرعة الجديدة تشبه حوض الاستحمام بدرجة ما. وتبقى السمكة في هذا الحوض حتى يصل وزنها إلى كيلوغرام تقريبا “ثم يتم نقلها إلى المزارع التقليدية” بحسب المتحدث باسم الشركة. وبهذه الطريقة يمكن لمربي الأسماك تقليل فترة تعرضها لخطر القمل وغيره من مخاطر الآفات الدقيقة إلى الحد الأدنى. كما تختبر الشركة تصميما بيضويا والذي سيكون مغلقا بالكامل. وتمثل الأمراض الأخرى مشكلة بالنسبة إلى صناعة السلمون النرويجية، لكن يتم تطعيم السمك ضدها، حيث يتم استخدام حوالي 500 كيلوغرام من المضادات الحيوية مع الأسماك سنويا، ومع ذلك مازال استخدام هذه المضادات محل انتقاد وهو ما يسبب إزعاجا بحسب فيلدفاير. ومازال الطلب العالمي على السلمون يتزايد ومازالت أسعاره مرتفعة. ففي يونيو الماضي وصل سعر الكيلوغرام إلى 70 كرونا نرويجيا (8.8 دولار). ولتلبية الطلب المتزايد على هذه السلعة يتم إِنشاء المزارع السمكية الجديدة على طول الساحل النرويجي. وبالنسبة إلى أغلب عملاء هيجيم لا يمثل السعر مشكلة. المشكلة هي في صيد الأسماك حيث يقضون ساعات طويلة كل يوم في محاولة لاصطياد أسماك السلمون. ويقول هيجيم إن "أغلب صيادي السلمون لا يصطادونه من أجل الأكل، إنهم يفعلون ذلك من أجل متعة تجربة الصيد وإثارتها، والأمر بالنسبة لبعضهم يشبه الإدمان على متعة الصيد".
مشاركة :