اعتقالات واسعة في صفوف عناصر الفكر المتشدد في قطاع غزة على خلفية مقتل عنصر أمني من حماس في تفجير انتحاري برفح.العرب [نُشر في 2017/08/19، العدد: 10727، ص(2)]الاعتقالات تشمل عناصر من جيش الإسلام غزة - شنّت الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لحركة حماس الجمعة حملة اعتقالات واسعة استهدفت ما أسمته بـ”عناصر الفكر المتشدد” في قطاع غزة، وذلك بعد يوم من مقتل عنصر أمني جراء قيام انتحاري بتفجير نفسه في قوة أمنية مرابطة على الحدود مع مصر. وتركزت المداهمات على مدينتي رفح وخان يونس، جنوب القطاع، وشملت منازل ومعاقل لعناصر سلفية متشددة، حيث جرى اعتقال العشرات منهم، من بينهم أقارب للانتحاري مصطفى كلاب. وأكدت مصادر أمنية في القطاع أن الاعتقالات شملت عناصر لتنظيم جيش الإسلام، الذي كان قبل سنوات حليفا للحركة قبل أن تتوتر العلاقة بينهما حينما أعلن القطاع إمارة إسلامية في العام 2009، متحديا سلطتها. ويرى مراقبون أن حماس ستواصل حملتها ضد المتشددين الذين باتوا يشكلون تهديدا لها ولتفاهماتها التي أبرمتها مع القاهرة والقيادي الإصلاحي في فتح محمد دحلان. وجد فجر الخميس هجوم انتحاري استهدف قوة أمنية تابعة لحماس في مدينة رفح الحدودية مع مصر أدت إلى مقتل عنصر أمني والانتحاري فضلا عن جرح آخرين. واعتبر محللون أن الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدف عناصر حمساوية هو رد على التفاهمات بين الحركة والقاهرة التي تشمل الجانب الأمني كتحجيم حماس للتيار المتشدد المتنامي داخل القطاع الذي يشكل تهديدا فعليا للأمن القومي المصري. ويعكس التفجير كذلك رفض المتشددين للمصالحة الجارية على قدم وساق بين الحركة والقيادي الفتحاوي محمد دحلان، التي ترعاها القاهرة. ويرى مراقبون أن حماس ليس لها من خيار سوى مواصلة المعركة مع الجهاديين الذين تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن تنامي نفوذهم بالقطاع. وكانت حركة فتح وبعد ساعات من الهجوم قد أصدرت بيانا اتهمت فيه حماس “بأنها من أنشأت وتبنت الفكر التخويني التكفيري في فلسطين وخاصة في القطاع “. وقالت فتح “إن اتهام حماس للشخص الذي فجر نفسه بأنه من أصحاب الفكر التخويني التكفيري لا يعفيها بالمطلق من أنها تتبنى هذا الفكر، وإن معظم هؤلاء الأشخاص يخرجون من رحم فكر الحركة”. ويرى مراقبون أن اتهامات حركة فتح لحماس فيها جانب من الصحة، بيد أن بيانها ذو طابع سياسي هدفه إرباك الأخيرة والضغط عليها لتسليم القطاع لحكومة الوفاق.
مشاركة :