مع اقتراب عيد الأضحى المبارك واصلت دولة الكويت جهودها السخية من أجل تأمين الاحتياجات الإنسانية لتخفيف حدة المعاناة التي يعتصر جراءها اللاجئون والمحتاجون في مختلف بقاع العالم لاسيما في المنطقة العربية مع إيلاء اهتمام خاص إلى الضحايا الأكثر ضعفاً وتنوع المساعدات. وفي هذا الصدد، أعلن القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري تزويد جامعة الموصل بسبورات تعليمية مقدمة من الجمعية الكويتية للإغاثة ضمن حملة «الكويت بجانبكم». وشدد القنصل الكندري في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على حرص دولة الكويت على تقديم المساعدة والدعم لجامعة الموصل وذلك بعد مرور نحو شهر من تحرير المدينة من قبضة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» والدمار الكبير الذي لحق بالمرافق التعليمية جراء العمليات العسكرية لتحريرها. وأوضح أنه تم تزويد جامعة الموصل بأكثر من 1500 سبورة تعليمية تعبيراً عن الاهتمام بهذا الصرح العلمي، مشيراً إلى أنه من المؤمل أن يحظى القطاع التعليمي في مدينة الموصل برعاية واهتمام مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق بادر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإعلان استعداد الكويت لاستضافته. مساعدات طبية كما قدمت دولة الكويت مساعدات طبية تزن 55 طناً من الأدوية المختلفة لمستشفيات الموصل وإقليم كردستان العراق في إطار حملة «الكويت بجانبكم» الإنسانية. وقال القنصل الكندري لـ (كونا) أن المساعدات مقدمة من الجمعية الكويتية للإغاثة ضمن حملة «الكويت بجانبكم»، مشيراً إلى أنها توزع تحت اشراف القنصلية بالتعاون مع مكتب تنسيق الأزمات المدنية بحكومة إقليم كردستان العراق وتنفيذ مؤسسة «روناهي» الخيرية. وأشار إلى أن المساعدات الطبية تشمل 55 طناً من الأدوية المختلفة يتم تقديم جزء منها لإقليم كردستان العراق الذي يستقبل أعداداً كبيرة من النازحين، لافتاً إلى أن الإقليم بأمس الحاجة لهذه الأدوية. كما أشار إلى أن الجزء الآخر من هذه الأدوية سيقدم لمحافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل لتوزيعها على عدد من المستشفيات التي تعاني من نقص شديد في الأدوية، موضحاً أنه تم تقديم كمية سابقة من الأدوية وتم تخصيصها للإقليم والمراكز الصحية في مخيمات النزوح. كما أوضح أن دولة الكويت قدمت حتى الآن ما يقارب 400 طن من الأدوية، مشيراً إلى أن المساعدات الكويتية للنازحين العراقيين لا تشمل الأدوية فحسب وإنما تم تقديم العديد من سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة إضافة إلى بناء العديد من المراكز الطبية في المخيمات. الشعب الفلسطيني على صعيد آخر قدمت دولة الكويت 2.2 مليون دولار إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» في اطار الجهود المبذولة لدعم الشعب الفلسطيني. وسلّم سفير دولة الكويت لدى الأردن الدكتور حمد الدعيج المستشار الأول للمفوض العام للوكالة ماريا محمدي التبرع الكويتي المكون من مليوني دولار في اطار الدعم السنوي الذي تقدمه الكويت لموازنة المنظمة الأممية إضافة إلى 200 ألف دولار مقدمة من جمعية صندوق إعانة المرضى الكويتية. وقال السفير الدعيج في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب حفل التسليم أن التبرع يأتي بتوجيه من القيادة السياسية في دولة الكويت في اطار جهود وعطاء انسانيين لدعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني ظروفاً صعبة بسبب الاحتلال وتشريد ملايين الفلسطينيين في مناطق عمليات وكالة «اونروا». وأضاف أن من شأن الدعم المساعدة في تخفيف محنة اللاجئين وتقديم الخدمات الأساسية لهم في مناطق وجودهم التي تغطيها «اونروا» في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان. من جانبها، قالت محمدي في تصريح مماثل لـ (كونا) أن الدعم الكويتي يأتي في وقت «مناسب جداً» خاصة في ظل الظروف «الصعبة للغاية» التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسوريا، مشيرة إلى أن هذا الدعم من شأنه المساهمة في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وتذكير العالم بأن لا ينسى دوره في المساهمة في دعم اللاجئين. وعقبت محمدي على الدعم المقدم من جمعية صندوق إعانة المرضى الكويتية قائلة أن «التبرع يأتي في اطار اتفاقية وقعتها (اونروا) مع جمعية صندوق إعانة المرضى ويمول بموجبها أطباء كويتيون منظمة (اونروا) لشراء أدوية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة»، مؤكدة أهمية هذا الدعم «في التخفيف من معاناة اللاجئين». وعلى صعيد آخر، سلم السفير الدعيج عضو مجلس إدارة مكتب جمعية الإصلاح الاجتماعي لدى الأردن صالح الفقيه تبرعاً مقدماً من جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية بقيمة 395 ألف دولار لمساعدة حوالي 1500 أسرة محتاجة و2500 يتيم تكفلهم الجمعية في الأردن. وقال الفقيه لـ (كونا) أن العطاء الكويتي يتواصل منذ سنوات طوال لمد يد العون للمحتاجين في الأردن مشيداً بعطاء الكويت قيادة وحكومة وشعباً وبدور السفير الدعيج في تسهيل وصول المساعدات والتأكد من وصولها للجهات المستهدفة. وفي فلسطين، قامت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بتقديم مساعدات انسانية عاجلة لإحدى العائلات الفلسطينية الفقيرة شمال قطاع غزة. وقال عامر القيشاوي المعيل للأسرة في تصريح صحفي لـ (كونا) إن جمعية الهلال الأحمر الكويتي قدمت معونات انسانية طارئة لأفراد عائلة تتكون من 11 فرداً لما تعيشه من فقر مدقع ومعاناة مستمرة منذ سنوات. الكويت إلى جانبكم وفي اليمن بدأت حملة «الكويت إلى جانبكم» مشروع توزيع السلال الغذائية لنازحي محافظات «عمران» و«المحويت» و«الحديدة» إلى محافظة «مأرب» باليمن. وأشاد وكيل محافظة عمران خالد بدرالدين بالجهود المبذولة من قبل دولة الكويت منذ أن بدأت الأحداث مثنياً على الموقف الأخوي الذي سطرته الكويت مع جميع دول التحالف في الوقوف إلى صف الشعب اليمني. كما وقعت «الكويت الى جانبكم» عدداً من عقود تنفيذ مشاريع للمياه مع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بساحل «حضرموت» باليمن. ونقلت الحملة في بيان صحفي تأكيد محافظ «حضرموت» وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني أن جهود حملة «الكويت إلى جانبكم» تساهم في عملية تطبيع الحياة في مناطق عدة من محافظة «حضرموت». وأعرب البحسني عن الشكر لدولة الكويت على دعمها السخي وغير المحدود في تخفيف معاناة المواطنين نتيجة لتردي الأوضاع على جميع الأصعدة، داعياً السلطات المحلية والمؤسسات الحكومية إلى تذليل الصعوبات كافة أمام عمل الهيئات ومنظمات الإغاثة الدولية للقيام بعملها وتقديم المقترحات والبدائل للمشاريع العاجلة والقابلة للتنفيذ. وفي الاطار نفسه وقعت حملة «الكويت إلى جانبكم» أيضاً مع وزارة التربية والتعليم اليمنية اتفاقية بشأن انشاء قناة تربوية تعليمية فضائية من العاصمة المؤقتة «عدن». وقالت الحملة في بيان صحفي أن الاتفاقية تنص على تقديم نصف مليون دولار وهي القيمة الاجمالية لإنشاء قناة فضائية تعليمية خاصة بالوزارة بالإضافة إلى التكفل بتشغيلها لمدة عام واحد. من جانبه، قال وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور عبدالله لملس إن الوزارة وحملة «الكويت الى جانبكم» ممثلة للهيئة «اليمنية الكويتية للإغاثة» اتفقتا على انشاء قناة فضائية تعليمية خاصة بوزارة التربية بعدما دمرت القناة السابقة جراء أعمال العنف في البلاد. وأشار إلى أن الهيئة ستقوم بتجهيز القناة والتأثيث لإطلاقها وتشغيلها لمدة عام كامل معرباً عن الشكر لدولة الكويت على هذا الجهد الطيب. تنزانيا وفي تنزانيا، أطلقت سفارة دولة الكويت لدى تنزانيا مبادرة «مركز للحاسب الآلي في كل مؤسسة تعليمية» والتي افتتحت بموجبها مركزاً للحاسب الآلي في كلية الدراسات الانسانية في جامعة دار السلام بحضور رئيس الكلية البروفيسورة ايستا دوغومارو ومدير الاستثمار والتخطيط بالجامعة وعدد من أعضاء هيئة التدريس. وقال سفير دولة الكويت لدى تنزانيا جاسم الناجم في بيان تلقته (كونا) أن هذه المبادرة الجديدة تأتي استجابة لنداءات كبار المسؤولين في تنزانيا المتمثلة في تركيز الحكومة الحالية على ضرورة النهوض بالتعليم خاصة رئيس الجمهورية جون ماغوفولي الذي تعهد بتوفير التعليم المجاني لكافة المواطنين. وأضاف أن «الهدف من اطلاق المبادرة هو انشاء أكبر عدد من مراكز الحاسب الآلي في الجامعات والمعاهد والمدارس في مختلف المحافظات التنزانية بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية والتنزانية». وأشار السفير الناجم إلى أن كلية الآداب في جامعة «دودوما» الحكومية وهي أكبر الجامعات مساحة والتي تبعد حوالي 500 كيلومتر عن مدينة دار السلام ستكون المقصد الثاني للمبادرة في حين ستكون جامعة زنجبار الحكومية «سوزا» الجامعة الثالثة التي سينشأ فيها مركزاً للحاسب الآلي. وبدورها، أعربت البروفيسورة ايستا دوغومارو عن شكرها نيابة عن إدارة جامعة دار السلام إلى دولة الكويت لما تقدمه من مساعدات لتنزانيا في قطاع التعليم متطلعة إلى التعاون مع جامعة الكويت عبر التوقيع على مذكرة تفاهم ثنائية تكون الإطار القانوني للتعاون بين الجامعتين في كافة المجالات. وأعربت دوغومارو أيضاً عن تطلعها إلى التعاون المثمر مع جامعة الكويت وغيرها من الجامعات الخاصة لانجاح برامج تبادل الزيارات والخبرات بين أعضاء هيئات التدريس والطلاب وتقديم المنح الدراسية. ولفتت إلى أن مركز الحاسب الآلي الذي تم انشائه من قبل السفارة سيستفيد منه في المقام الأول طلاب مرحلتي الماجستير البالغ عددهم 34 طالباً والدكتوراه البالغ عددهم 50 طالباً الذين يتصفحون المواقع الالكترونية للأغراض البحثية بالإضافة إلى كافة الطلبة في مختلف مراحل التعليم في الجامعة.
مشاركة :