عاد الكاتب الصحفي جمال خاشقجي لكتابة عاموده الصحفي الأسبوعي مجدداً، وذلك بعد أيام من عودته للتغريد على حسابه في "تويتر"، حيث نشر مقالاً له بصحيفة "الحياة" اليوم السبت. وقال خاشقجي إن بعض الكتاب أفردوا مقالات في الآونة الأخيرة للحديث عن فضائل العلماية، ليزجوا بها إلى داخل نظام طبيعته وتركيبته لا تتفق معها، بل إن قليلاً منها يمكن أن يفقد الدولة أهم مقوماتها وركائزها في الحكم، مؤكداً أن العلمانية ليست دكاناً يدخله المرء ليقلب بضاعته، لينتقي منها شيئاً أو اثنين ويترك البقية، ولكن البعض يفهمها هكذا. وأكد أن أقصى ما تستطيع المملكة فعله للحفاظ على كيانها هو أن تجتهد في فقه الإسلام الذي تمضي عليه، وألا تستبدل أيديولوجيا التأسيس والاستمرار والبقاء ببعض العلمانية، واصفاً ذلك بالمخاطرة. وتابع أن الإسلام فيه من السماحة والمرونة والعصرنة ما يغني عن البحث عن أيديولوجيا أخرى، وأن الشرعية الحقيقية التي تمثلها الأسرة الحاكمة والوطنية السعودية تحتاجان دائماً إلى أيديولوجيا يقبلها الشعب وتحدد العلاقة بينه وبين الحاكم. ورأى خاشقجي إن الزج بمفهوم العلمانية وبخاصة في السعودية سيربك تلك العلاقة المريحة والتي يستفيد منها الطرفان (الحاكم والمحكوم)، إذ إن السمع والطاعة أساسهما إسلامي، ذلك أن الحاكم هو ولي أمر المسلمين، وهو أيضاً الإمام، وهي مزايا لن توفرها العلمانية، بل تنقضها تماماً، فهي لمن يعرفها تقوم أساساً على الفصل بين الدين والحكم.
مشاركة :