اتهمت صحف أمريكية وأوروبية وسائل الاعلام الأكثر تأثيرا فى الولايات المتحدة والغرب بالانحياز الى جانب اسرائيل فى عدوانها على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من اسبوعين وتجاهل المذابح التى تقع بحق الفلسطينيين العزل فى القطاع والتى تسببت فيها آلة الحرب الاسرائيلية. وقالت «هفنجتون بوست» الامريكية فى افتتاحيتها أن كبرى الصحف الامريكية ما زالت تغفل السلوك العدواني لإسرائيل فى كل التقارير والاخبار الخاصة بالحرب، وخصت بالذكر صحيفتى «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» الأشهر فى البلاد. وقالت هفنجتون بوست ان الصحيفتين تركزان فى تغطيتهما للحرب فى غزة على قتلى الجنود الاسرائيليين وتضع اعدادهم فى صدر صفحاتها بينما تتغافل عن مقتل مئات الفلسطينيين، كما تشير الى اعداد القتلى من الفلسطينيين وغالبيتهم من الاطفال والنساء اشارة سريعة فى آخر التقرير. كما تتجاهل الصحيفتان التصريحات العدائية التى يطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا تشير الى التعبيرات الفجة منها مثل قوله «اننا سنقضى على الحيوانات»، كما لاحظت الصحيفة ان معظم التغطيات التى تقوم بها الصحف الامريكية للحرب تسوغ كل المبررات لاسرائيل بزعم الدفاع عن النفس بينما تشير الأحداث فى الواقع ان الفلسطينيين العزل هم حقا من يحتاجون الى الدفاع عن انفسهم. أما «فايناشيال تايمز» فرأت أن صمت الإعلام الدولي تجاه ما يحدث من قتل مروع للفلسطينيين فى غزة هو أمر «عبثي» و»غير مبرر» على الاطلاق، وقالت إنه الرغم من سقوط أكثر من 600 فلسطيني مقابل 29 إسرائيليا فقط وبرغم ما رصدته الكاميرا من فظائع قامت بها القوات الاسرائيلية في تلك الحرب، وخاصة مشهد الصِبية الفلسطينيين الأربعة الذين استهدفتهم القذائف الإسرائيلية وهم يلعبون الكرة على شاطئ غزة فإن الحياد الاعلامي ليس موجودا بينما تستمر آلة الحرب فى عدوانها على المنازل والآمنين فيها. وقال الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر ان احدا من طرفى الحرب أو المحرضين على استمرار الحرب من هنا وهناك وخاصة من وسائل الاعلام لم يضع في حساباته أكثر من مليون وسبعمائة ألف فلسطيني محاصَر في وضع بائس بلا أمل في مستقبل أفضل.
مشاركة :