الموصل (العراق) - أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي، جاسم الجاف، السبت، عودة 17 ألف نازح إلى مناطقهم في الجانب الشرقي لمدينة الموصل شمال البلاد. وقال الجاف في بيان إن "مكتب الوزارة في قضاء الحمدانية استقبل 17 ألف نازح عادوا إلى ديارهم في قضاء الحمدانية ونواحي برطلة وبعشيقة والنمرود". وأضاف أن "هذه الأعداد من العائدين مقارنة بأعداد النازحين من هذه المناطق قليلة جداً، إلا أنها بداية جيدة وسوف تشجع الوزارة وتقدم المساعدات الكافية لغرض زيادة أعداد العائدين". من جهته، قال حسام الدين العبار عضو مجلس محافظة نينوى إن "غالبية الخدمات الأساسية تمت إعادتها إلى الجانب الشرقي لمدينة الموصل، المتمثلة بمشاريع الماء والطاقة الكهربائية والمؤسسات الخدمية الصحية". وأوضح انه "تم تجهيز 90 بالمئة من أحياء الجانب الشرقي لمدينة الموصل بالطاقة الكهربائية، فيما تتراوح نسبة تجهيز الجانب الغربي للموصل بالطاقة الكهربائية 30-40 بالمئة". وتابع العبار إن "العمل يجري لرفع الأنقاض والمخلفات الحربية من الجانب الغربي للموصل وهي تحتاج إلى وقت طويل بسبب وجود المتفجرات وكذلك وجود جثث لمدنيين قضوا تحت أنقاض المباني". ويتواجد حاليا نازحو الموصل من الجانبين الشرقي والغربي في مخيمات الخازر، وحسن شام، والجدعة (1،2،3،4) والحاج علي، والمدرج وأغلبها تتواجد في شرق وجنوب مدينة الموصل. تسببت العمليات العسكرية المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر على مدينة الموصل بمحافظة نينوى ، في دمار هائل بالمدينة في بناها التحتية ومنازل المدنيين وممتلكاتهم. وقد علقت منظمة أطباء بلا حدود على حجم الدمار في المدينة بقولها أن "الخراب الذي لحق بالموصل شامل وكبير ويشبه دمار ما بعد الحرب العالمية الثانية". وتعرض أكثر من نصف الأحياء السكنية الـ54 في القسم الغربي للمدينة لدمار كبير، إذ وصفت الأمم المتحدة خمسة عشر حيا من تلك الأحياء بـ"شديدة التضرر" ما يعني أنها غير قابلة للسكن. ووصفت 23 حيا آخر بـ"متوسطة التضرر" أي نصف المباني فيها دمر، و16 حيا بـ"بسيطة الضرر". ويعتقد أن حجم الدمار أكبر بكثير مما تظهره تحليلات صور الأقمار الصناعية للأمم المتحدة، التي تقدر حجم الأضرار بـ10 آلاف مبنى دمر بشكل كامل. غير أنه بحسبان الدمار للأبنية التي لا يمكن للأقمار الصناعية كشفها، تقدر الأمم المتحدة الرقم الحقيقي للأبنية المدمرة بنحو 32 ألف مبنى. وتقول ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، إن هذه المناطق ستحتاج لسنوات طويلة لإعادتها لوضعها الطبيعي، فإعادة إعمار المدينة وإعادة المدنيين إلى بيوتهم سيكون "تحديا كبيرا". كما حذرت من أن الكلفة تقدر بأكثر من مليار دولار أميركي.
مشاركة :