أعرب محللون سياسيون عراقيون لـ«عكاظ» عن تفاؤلهم بعودة الاستقرار السياسي للعراق عقب تعيين فؤاد معصوم رئيسا للعراق، واصفين بأن الوقت حان للم الشمل العراقي وعدم الانسياق وراء ما يمكن أن يجر العراق إلى التقسيم أو حرب طائفية لا يحمد عقباها. وتحدث المحلل السياسي العراقي عطيات يوسف قائلا بأن القوى السياسة العراقية جاءت الآن لتلعب أدوارها بعد فوات الأوان، مبينا بأن هؤلاء السياسيين هم من أوصلوا العراق إلى ما هو عليه الآن يرزح تحت مظلة تقسيم خطيرة تغذيها مخططات طائفية غير وطنية. وأضاف، بأنه يتمنى للرئيس الجديد التوفيق والحث على لم الشمل العراقي والتكاتف مع أبناء الوطن الواحد وعدم الانجراف إلى ما يثير الفتن، وإبعاد كل من له أجندة طائفية، والتخلص من الهيمنة الإيرانية السافرة في الشؤون العراقية الداخلية والتي أوصلت العراق لأن يكون حديقة خلفية لطهران. فيما وصف المحلل السياسي العراقي علي كليدار، الرئيس العراقي المعين محمد فؤاد معصوم بأنه الذراع الأيمن لجلال طالباني وأنه لن يخرج عن عباءته وخطه. وقال بأنه كان من الأجدر اختيار برهم صالح وذلك لأنه أقوى من أن يبتز. وأشار إلى أن السياسيين العراقيين لبننوا البرلمان بحجة التوافق وجاء اختيار معصوم حسب إخراج جيد مخطط له ومساندة دستور معوج. وأفاد بأن المفاجأة الكبرى هي عودة المالكي أو أحد من رجالاته لتولي رئاسة الوزراء من جديد. وألمح كليدار، إلى أن الصورة الحقيقية سوف تتضح خلال شهرين قادمين للنهج السياسي المقبل، إما توافق وطني أو تقسيم العراق إلى دويلات أو جر البلاد إلى حرب أهلية طاحنة. من جانبه، أوضح الدكتور محجوب زويري الباحث في الشؤون السياسية، بأن رئيس الدولة في العراق هو منصب شرفي وليس تنفيذي، مضيفا بأن الرئيس السابق جلال طالباني كان حكيم السياسة العراقية وكان دوره يصب في التوافق بين ومحاولة تقريب وجهات النظر في حال وجود أزمة خلاف بين السياسيين العراقيين. وأوضح بأن الرئيس الجديد سيكون أقل قدرة على استخدام صلاحياته خاصة بعد استحواذ الأكراد على كركوك. إلى جانب أن الأكراد غير راضين عن المالكي ويلتقون مع السنة في هذا التوجه. وأشار زويري إلى أنه قد يكون المستقبل العراقي أكثر إشراقا وتفاؤلا بعد أن فقد المالكي حظوظه وداعميه الأساسيين كأمريكا والمجتمع الدولي وإيران نوعا ما، في البقاء لفترة أخرى في الحكم، مما وضع المالكي وحزبه في وضع محرج.
مشاركة :