آدم عليه السلام !!

  • 7/25/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

.. لأبينا آدم ــ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ــ قصة تستحق أن تستقصى، ولا سيما أنها عجيبة غريبة، إذ كيف بدأ تجارب الحياة من الصفر.. وماذا لبس، وماذا طبخ، وبأي سكين ذبح أول أرنب أو شاة في حياته.. وهل كان في طعامه ملح ــ مثلا.. وكيف تغطى من البرد.. وأين لجأ من المطر والثلج إن كان في البيئة التي نزل فيها ثلوج تنزل من السماء.. وهل كان يقرأ؟.. وماذا يقرأ في هذه الأرض البكر بغلافها الجوي والفكري؟ وكيف كان يقضي لياليه ــ عليه الصلاة والسلام، وكيف كان يطحن الحب.. إلى آخر هذه الأسئلة التي قد نجدها في بطون التفاسير القرآنية المتبحرة. إذا لم يكن ذلك في علم الغيب. وقد جاءت سيرة آدم ــ عليه السلام ــ في صدر سورة البقرة.. ثم وردت تفاصيل موسعة في صدر سورة الأعراف.. ثم جاءت لقطات موحية في سور الحجر وبني إسرائيل والكهف وطه وغيرها من سور الكتاب المجيد. وفصلت السنة النبوية قصصا كثيرة عنه ــ عليه السلام، ومنها القصة العجيبة التي وقعت بينه وبين ابنه موسى عليه السلام.. وقد كان يعلم سيدنا آدم قوة هذا الابن القوي الشديد في كل شيء إلا في طلاقة اللسان.. والشاهد أنه ــ عليه السلام ــ لما بعثه ربه قال له: وأخي هارون هو أفصح مني لسانا.. فلما وقعت المواجهة بين آدم وموسى رد آدم عليه ردا أفحمه.. والقصة موجودة في الحديث النبوي. لكن التفاصيل عن حياة آدم ــ عليه السلام ــ لم تتيسر كلها.. والسر في ذلك أن الله ــ سبحانه وتعالى ــ أنزل العلم شيئا فشيئا.. قال تعالى: (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء). وقال سبحانه: (ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون).. أنظر إلى آثار الفراعنة ــ مثلا ــ هل انتهت البشرية من معرفة كل ما فيها؟.. الجواب: لا. والدليل أننا نفاجأ بين كل سنة وأخرى بظهور مقابر.. أو تماثيل أو عملات ما عرفناها من قبل. إننا إذا بحثنا في مدائن صالح أو في منطقة مدين، أو في منطقة الأحقاف فسوف نجد آثارا.. مخبوءة طمرتها الرياح.. تؤكد لنا أن العلم يتم تقسيطه على البشرية.. وأن البشرية التي تكتشف آثارا جديدة في مصر.. أو في المكسيك.. لسوف تكتشف في القرون القادمة آثارا وبقايا حياة الأمم السابقة. على أن هناك مفاجأة هي أعجب العجب.. وهي وزن آدم عليه السلام، فطوله نحو أربعين مترا، وعرضه نحو سبعة أمتار.. فتصور حجم الجمل الذي يركبه.. إذا كان الأرنب ــ فيما أخمن ــ بحجم البقرة.. وعلى ذلك قس حاجياته كلها. السطر الأخير: قال تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا).

مشاركة :