الفرق بين عجائزنا وعجائزهم

  • 7/25/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كثير من كبار السن في الوطن العربي قبل وفاتهم بفترة قصيرة، يصابون بحالة اكتئاب حادة يرفضون فيها الطعام ومخالطة الآخرين وحتى يفقدون الرغبة في الحديث،وكأنهم يعدون أنفسهم للموت. ويتكون الشعور (بانتظار الموت) من مجرد تخطي أحدهم الستين أو إصابة أحدهم بمرض (حتى لو تعافى منه). السؤال ما السبب في ذلك!! ولماذا نرى في دول أخرى أكثر تقدماً يستمتع من تخطى هذا العمر بكل دقيقة من حياته مع من يحب بل في ممارسة ما يحب، ومن تلك الأمور السفر والتنقل بين دول العالم. السبب أن التقاعد أو بلوغ عمر معين بعد الستين بالمفهوم العربي له أجندة خاصة ترعرت عبر السنين وهي الانزواء في ركن الحياة والخجل من الاستمتاع بأي أنشطة، ويساعد المجتمع والأسرة أحياناً في تكبير مساحة تلك الأجندة، بوضع توقعات معينة للكيفية التي على المسن العيش على أساسها، لأنهم يرون أن تلك فترة الراحة وتسليم الحياة بكل ما فيها من بهجة ونشاط للأصغر سناً. وهذا يقصر العمر الروحي للإنسان حتى لو ظل على قيد الحياة. حتى أنواع الأنشطة التي تقدم للمسن عبر وسائل الإعلام العربية مملة وتوحي بالعد التنازلي للحياة. اللهم إلا في بعض الأفراد الذين يختارون نمطاً خاصاً بهم، كالقيام بأنشطة أدبية أو علمية أو دينية بروح العطاء الشابة، لأنهم يؤمنون بأهمية كل لحظة في الحياة. وتقصير الإعلام في دوره في سحب الصور التقليدية وإحلال صور أكثر بهجة للكبار في السن لكيفية الاستمتاع بالحياة، يكمل ما يقترفه المجتمع والأسرة، وهذا بالضبط ما نحتاج إلى تغييره كفكر لنمنح المسن مساحة لممارسة أي نشاط ديني واجتماعي دون الشعور بالذنب.

مشاركة :