تستهل «الكلمة»- التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ- عددها الجديد، بقراءة عذبة لنص قديم، لم يلق عناية كافية عندما صدر، لأن من واجب المجلة الأدبية الجادة أن تنبش في الذاكرة الأدبية، وأن تعيد فرز اهتماماتها، وبدراسة إضافية يسعى كاتبها المغربي للتنظير لتحول ما في اهتمام الرواية العربية وبنيتها نحو ما يسميه بالمحكي العائلي، وأخرى يتناول فيها الناقد الفلسطيني أحدث روايات الكاتبة الفلسطينية المرموقة ليانة بدر، وثالثة يتناول فيها الناقد المغربي المرموق رواية فلسطينية مهمة هي رواية حزامة حبايب (مخمل)، ورابعة تتأمل علاقة المسرح بموروثنا الشعبي، وبعدد من الدراسات التي تؤرخ للأدب الأميركي في القرن التاسع عشر، أو تستقصي طبيعة المقتربات «البين تخصصية»، أو تكشف عن مخططات المشروع الصهيوني في أفريقيا. وتتوقف المجلة مع خوزيه ساراماجو وهو يفضح وهم الديموقراطية الغربية وقد أفرغت من معناها. فضلا عن احتفاء العدد كالعادة بالنصوص الإبداعية ومراجعات الكتب، حيث قدمت فيه رواية جديدة من العراق ومجموعة قصصية جديدة من مصر، مع قصص من مختلف البلدان العربية. وباب شعر الذي قدم قصائد لشعراء من مختلف البلدان العربية. يفتتح الكاتب عاطف سليمان باب دراسات بـ«أحدوثة سان أكسيل»، ويكشف الناقد حسن المودن أهمية سؤال الهوية في محكي الانتساب العائلي في رواية كويتية حديثة، ويقدم الناقد نبيه القاسم أحدث روايات ليانة بدر و«الحلم الكبير» للعودة، ويتبع الناقد أشرف زيدان «الأدب الأميركي في القرن 19»، ويتناول الناقد أحمد الفراك «عقل الفيلسوف حين يسائل نفس العنيف»... وباب شعر يحتفي بجون كيتس، أحد إشراقات المتن الشعري الانكليزي، وقصائد نسائية أعدها حسن النجار. في باب النقد، يطرح الكاتب البرتغالي ساراماغو تساؤلات حول مفهوم الديموقراطية، آخر مقدس، ويكتب الكاتب سلام ابراهيم في وداع الشاعر حميد العقابي، ويعود الكاتب وديع العبيدي الى ايجيلتون للحديث عن «ثورة شعبية اشتراكية»، ويتناول الكاتب محمد عبدالرحيم «قضية النوع في الأدب والسينما»، ويتوقف الكاتب حمودان عبدالواحد، في ظل حالة التردي عند «حظ الأمن بعيدا عن العدل وسؤال الحرية». في باب كتب ومراجعات، يكتب الروائي والناقد محمد برادة عن حبايب حين تجعل «المخمل» حلم الفلسطينيات في المخيم، ويقارب الناقد شوقي عبدالحميد يحيى رواية «فاطمة لعمرو العادلي.. تعيش الماضي في الحاضر» وحالة اللايقين، ويكتب الناقد محمود عبدالشكور عن «الصبي سارق الفجل»، الذي يبحث عن مكان تحت الشمس، ويتناول الكاتب الكبير الداديسي «فواجع الذات والمكان» في ديوان شعري يختزل فيه الشاعر العالم في قريته، ويكتب الكاتب خليل صويلح عن «تشيرازي بافيزي جحيم الشكاك الأبدي» في مذكرات تعرج على أفكار فلسفية متلاطمة، وينهي المفكر إدريس كثير باب كتب بقراءة في ديوان شاعر مغربي «أريج أزهار الألم».
مشاركة :