الإرهاب يدمي القارة الأوروبية رغم هزائمه المتتالية في الشرق الأوسط

  • 8/20/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: عمار عوض سقط نحو 150 أوروبياً جراء هجمات «داعش» الأخيرة، ما بين قتيل وجريح، موزعين ما بين شرق القارة وغربها وشمالها، من برشلونة في إسبانيا وتوركو في فنلندا وألمانيا وروسيا. ويتسيد المشهد رجال الإسعاف والشرطة يهرولون من أجل إنقاذ الضحايا والقبض على المجرمين بين الفينة والأخرى. إنها حرب من نوع جديد يشنها التنظيم الإرهابي بوسائل بدائية جداً، تتمثل في الدهس بالسيارات المؤجرة أو الطعن بالسكاكين، في وقت يتعرض لضربات قاتلة في عمقه الميداني في الموصل بالعراق والرقة في سوريا، لكنه ما زال يضرب في أنحاء القارة الأوروبية. في تحليل لجاسون بيرك بعنوان «من وسط لندن إلى لاس رامبلاس: السياح مستهدفون الآن»، نشرته صحيفة «الجارديان»، يقول إن الهجوم على برشلونة يؤكد ثلاث حقائق تعلمتها الأجهزة الأمنية وعرفها الأشخاص في الأشهر الأخيرة.وأول هذه الحقائق، هو أن استخدام السيارات والمركبات أصبح تكتيكاً معروفاً من قبل المتطرفين، ودهس المارة بالسيارة الذي وصفته الصحيفة بالتكتيك اليسير ولا يتطلب إعداداً أو تدريباً خاصاً، ولهذا يسهل اللجوء إليه.أما الدرس الثاني، فإنه لا يوجد الآن تمييز بين الأهداف، وهذا يعني أن السياح أصبحوا أهدافاً لمثل هذه الهجمات، ويضيف بيرك أنه منذ سنوات عدة كان المتطرفون يسعون إلى إيصال رسائل معينة عبر الأهداف التي يختارونها، وكان ينظر إلى الهجمات على المدنيين العزل على أنها غير مجدية.أما الدرس الثالث، فهو أن الإجراءات الأمنية القوية لا يمكنها توفير الحماية للعامة طوال الوقت، فالمعلومات الاستخباراتية والتنسيق بين الأجهزة الأمنية قد يجديان بعض الوقت، ولكن ليس دوما.لكننا مع ذلك نجد أن صحيفة «التايمز» العريقة ترى أن «تنظيم داعش خسر معركته ضد الغرب، لكن الحضارة الغربية ستظل في صراع يستمر لأجيال من أجل حماية قيمها ومؤسساتها». وفي افتتاحيتها التي حملت عنوان «الحرب غير المقدسة»، قالت: «إن تنظيم داعش قد كشف عن ضعفه لا عن قوته عبر هذه الهجمات الدموية التي ضربت مدينة برشلونة ومنتجع كامبريلس». وأردفت أن «مؤيدي تنظيم داعش هللوا فرحاً بإنجازات المجموعة الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي، تماماً كما هللوا لهجمات لندن في يونيو/‏حزيران الماضي، إلا أن الحقيقة أنهم يرقصون على قبورهم».وتابعت الصحيفة أن «تنظيم داعش يكثف استخدام طرق القتل هذه لأن حلمه ببناء دولة الخلافة المزعومة في الشرق الأوسط ذهب أدراج الرياح».وخلصت الافتتاحية إلى أن ذلك يعيد طرح سؤال مفاده - كيف يستطيع الغرب الاستعداد للمرحلة الثانية من حملته التي تبدو طويلة الأمد على الإرهاب؟وذكرّت «التايمز» بتصريحات رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية، لورد جوناثان إيفانز، التي حذر فيها من أن «تنظيم داعش سيشكل تهديداً للغرب لثلاثة عقود مقبلة»، وإشارته الى أن هذه القضية تمثل «مشكلة أجيال»، وإن بريطانيا بحاجة إلى «مواصلة» جهودها للتغلب عليها.وختمت الصحيفة بأنه يترتب علينا العمل على أن لا تتحول عملية بناء دولة الخلافة الفاشلة على الأرض إلى دولة خلافة رقمية مع تسلل أتباعها الذين يهزمون على الأرض إلى فضاء الإنترنت لنشر أفكارهم المتطرفة، كما يتوجب على علماء المسلمين التأكيد لأتباعهم بأن «المتطرفين ليسوا شهداء بل هم مجرمون ومرتكبو معاصٍ».في وقت نشرت صحيفة «ديلي تلجراف» مقالاً للكاتب إد حسين بعنوان «لا تلوموا الغرب، فالإرهاب لن يتوقف حتى يرفض المسلمون فكرة الخلافة». وقال كاتب المقال إن «الهجمات في إسبانيا لا تتوافق مع فكرة أن سياستنا الخارجية هي سبب نشوء الإسلام المتطرف». وتساءل «ما الخطأ الذي ارتكبته إسبانيا؟ ولماذا استهدفت من قبل المتطرفين الذين قتلوا العديد من الأبرياء؟، مضيفاً أن هذه هي الأسئلة التي يطرحها الغربيون على أنفسهم بعد هجمات برشلونة. وأردف أن «سياسة إسبانيا الخارجية تثبت أنه لا يمكننا وقف الإرهاب بمجرد تغيير تصرفاتنا».ويشدد الكاتب على أنه في عقول بعض المسلمين أن إسبانيا ليست إسبانيا بل الأندلس التي تعد جزءاً من الإمبراطورية الإسلامية التي بقيت في إسبانيا لمدة 700 عام، لذا فإن «إسبانيا اليوم تعد أرضاً محتلة يجب تحريرها بنظرهم».ويخلص الكاتب إلى القول إن على المسلمين رفض فكرة أنهم يريدون دولة الخلافة، وإن على الغرب اتخاذ موقف الى جانب طرف محدد في معركة الأفكار الدائرة في العالم بين الاعتدال والتطرف. القاعدة تستهدف السكك الحديدية قالت صحيفة «ديلي تلجراف» إن تنظيم القاعدة يدعو مؤيديه في بريطانيا إلى تخريب السكك الحديدية وإخراج القطارات عن مسارها لإحداث خسائر كبيرة في الأرواح و«زرع الرعب» وسط المسافرين والركاب، في مقال لكريستوفر هوب كبير المراسلين السياسيين بعنوان «القاعدة تعلم المتطرفين في بريطانيا كيفية تخريب السكك الحديدية».وكتب هوب «قال تنظيم القاعدة في مجلته المسماة (انسباير) إن تأمين مئات الأميال من السكك الحديدية في بريطانيا يكاد يكون مستحيلا، وإن الهجمات ستتسبب في خسائر ضخمة ودمار».بينما حذر لورد جوناثان إيفانز المدير السابق للمخابرات الداخلية البريطانية «ام آي 5» من أن بريطانيا قد تستمر في مواجهة تهديد الإرهاب الذي يقوده متشددون لفترة تتراوح بين عقدين إلى ثلاثة عقود.

مشاركة :