تعشق أستاذة التمثيل، الفنانة اللبنانية جوليا قصّار، الدراما التي تشبه ملامح واقعنا، واصفة نفسها بأنها «مسكونة بقراءة النصوص» الجميلة التي تستفزها، لأنها ترى أن مشكلتنا المزمنة هي دائماً في النص. جوليا، التي حصلت على جائزة المهر الطويل لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ترامونتان - ربيع» للمخرج فاتشيه بولغورجيان، في مهرجان دبي السينمائي بدورته الماضية، غابت عن الشاشة الصغيرة بعد مسلسل «الشحرورة» لأنها لم تلقَ - حسب تعبيرها - دوراً يعيدها إليها من جديد، خصوصاً في غياب الدراما التي تشبه الواقع. مسيرة جوليا قصار ممثلة لبنانية، عملت في المسرح والسينما والتلفزيون مع عدد من كبار المخرجين. نالت جوليا قصار دبلوم الدراسات المعمقة (ماستر) في الفنون السمعية البصرية والمسرحية، ودبلوم الدراسات العليا في التمثيل من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية. ومنذ 1998 تعمل أستاذة مادة التمثيل في الجامعة اللبنانية بمعهد الفنون الجميلة. حصلت جوليا على «المهر الطويل» لأفضل ممثلة عن دورها بـ «ترامونتان - ربيع» في «دبي السينمائي» بدورته الماضية ركزت جوليا قصار في السنوات الماضية على حضورها في السينما وظهرت بأعمال متنوعة ومختلفة لذا ركزت جوليا قصار في السنوات الماضية على حضورها في السينما، وظهرت في أعمال متنوعة ومختلفة، بين روائي قصير، ومشروعات لطلاب جامعيين، وروائي طويل. وتقول إن «الحركة السينمائية في لبنان حالياً جريئة ومقدامة لأنها على كاهل جيل جديد مليء بالتحدي، رغم أن السينما اللبنانية مرت بتخبطات عديدة، ليس أولها الحرب، وليس آخرها غياب الإنتاج». قهر تؤكد قصار، التي غابت سنوات عن الدراما التلفزيونية، لـ«الإمارات اليوم» أنه لم تعرض عليها أدوار تستفزها «المشكلة دائماً في النص، لا توجد موضوعات تشبهنا، لذلك أبدعت الدراما السورية وتفوقت سابقاً لأنها كانت من رحم الواقع، ومع الإنتاج المشترك الذي يجمع فنانين لبنانيين وسوريين، ابتعدت قضايانا وهمومنا أكثر، وبات التركيز على تقديم شكل لا يشبه ملامحنا». وأشارت إلى أن «ترجمة الروايات العالمية إلى حلقات درامية عربية مرحلة تعد مبكرة في ظل وجود روايات عربية كثيرة تستحق أن تترجم بصرياً، فلدينا كل العوامل القادرة على تصدير شكل درامي مميز، لكن التركيز على إنتاج بيئة غير موجودة في جل الأعمال التلفزيونية، والتركيز على الإسقاطات التي من السهل الحديث عنها مباشرة دون لف ودوران، جعلا الدراما اللبنانية غير قادرة على جذب المتلقي الذي يقارنها بدراما عربية أخرى». وتشعر الفنانة وأستاذة التمثيل بالقهر من كل هذا التخبط في واقع الدراما، مضيفة: «فكرة إنتاج مسلسلات طويلة تتجاوز الـ60 حلقة، مثلما يحدث في الدراما التركية، شيء جميل إذا ما اقترن بفريق من كتّاب السيناريو، إذ لا أقتنع أن كاتب سيناريو واحداً يقدر على كتابة عمل تلفزيوني درامي طويل، لذلك لابد من الاستعانة بفريق من الكتّاب. وشخصياً كيف لي أن أتماهى مع عمل لا يشبه ملامحنا ولا رنة أصواتنا، أنا أشعر بالقهر حتى لو أنني لا أعمل حالياً في الدراما التلفزيونية». متعة الممثل حصلت جوليا قصّار، هذا العام، على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم القصير «مبروك»، للمخرجة سينتيا صوما، في مهرجان سينماتور- كاروس (فرنسا) في دورته السابعة، وظهرت في فيلمي «نور» للمخرج خليل زعرور، و«محبس» للمخرجة صوفي بطرس؛ وقريباً سيكون المشاهد اللبناني على موعد مع فيلم زياد الدويري (قضية 23) الذي تؤدي فيه جوليا دوراً أيضاً. وتعتبر السينما «متعة الممثل»: «لا أمانع أن أقبل بمشهد واحد يمنحني المتعة، فأنا من الأشخاص الذين يخافون خيبة الأمل، والسينما لا تخيب ظني وأملي أبداً». وعن الظهور الكبير لها في أفلام متنوعة، خلال هذا العام والذي قبله تحديداً، تقول: «هناك حضور قوي للجيل الجديد من صناع السينما، يريد أن يترك بصمته محلياً وعربياً وحتى عالمياً، في الماضي كنا نعاني أكثر، مسألة إنتاج فيلم كانت غاية في الصعوبة، أما اليوم فصانع الفيلم يحمل مشروعه ويلف معه العالم أملاً في الدعم، متجها إلى صناديق الدعم والمهرجانات التي تعطي فرصة لأمثاله، وفي الماضي كنا في حرب بلبنان، واليوم عرفنا معنى الدخول في جو المنافسة مع السينما العربية، وبدأ المنتج السينمائي اللبناني يظهر لأنه على وعي بقيمة السينما». دعم الشباب جوليا قصار، وهي أيضاً محاضرة جامعية في كلية الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية، تعد من أكثر ممثلات جيلها دعماً لمشروعات الطلاب الجامعيين، التي لا تأخذ عن دورها أجراً: «بالتسعينات طلب مني طالب جامعة أن أمثّل في أحد أفلامه، لأنه يعي أنه إذا أراد دوراً لامرأة كبيرة في العمر لا يجوز له الاستعانة بزميلته العشرينية، فالسينما غير المسرح، في المسرح أستطيع وأنا في هذا العمر أن أمثل دور ابنة 14، أما في السينما فالشكل ضروري جداً». وتتابع «توقفت عن قبول عروض الطلاب حتى فترة الأربع سنوات الفائتة، لأنني مسكونة بالنص الجميل، لذلك أجد أنني أدعم خطواتهم وأحلامهم بالطريقة التي أحبها، ولكن في الوقت نفسه أرفض مشروعات كرفضي لنصوص أفلام، عندما لا أشعر بأن لي مطرحاً فيها». أمور كثيرة تجعل قصّار تتماهى مع الأدوار التي تُعرض عليها، موضحة: «النص يستفزني، التعامل الإنساني، الشغف، الكيمياء وهي شيء مهم بالنسبة لي». وتضيف: «أول قراءة بالنسبة لي تعكس شخصية الكاتب، تعرفينه وتلمسين ثقافته وخياله وواقعيته، وكممثلة أتخيل الشخصية فوراً، وأقرر إذا ما كنت قادرة على أن أكون فيها أو لا.. يصيبني الكثير من المشاعر عندما تكون الأوراق في حوزتي: أبكي، أضحك، وأستمتع؛ والأهم ألا أشعر بالملل وأنا في خضم القراءة».
مشاركة :