اكتشف باحثون من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة، آلية خليوية تتضمن هرمون اللبتين، وتلعب دوراً رئيسياً في تكوّن الأوعية الدموية الجديدة، وهو اكتشاف سوف يساعد على تطوير علاجات تحفّز عملية إصلاح الأنسجة التي تضررت عقب النوبة القلبية، وكذلك تطوير علاجات لوقف نمو الأنسجة غير الطبيعية، كما يحدث في حالة أمراض السرطان.وتكشف الدراسة الحالية التي نشرت بمجلة «التقارير العلمية»، جانباً مهماً من العملية الحيوية داخل الخلية في نمو الأوعية الدموية في حالتي الصحة والمرض، وما يحدث في حالة النوبة القلبية هو تضرر عضلة القلب؛ لذلك فإن معرفة المزيد عن كيفية نموّ الأوعية الدموية الجديدة، يمكن أن يطوّر مجال الطب التجديدي وطرق العلاج المستخدمة فيه، ما يساعد على جعل القلب يتجدد ذاتياً، وكذلك الحال في أمراض السرطان، حيث يعتمد الورم على نمو الأوعية الدموية الجديدة.وستساعد المعلومات المكتشفة عن تلك الآلية على تطوير علاجات توقف نمو الأوعية الدموية في تلك الحالة المرضية، لحصار الأورام ومنع وصول المغذيات إليها، ما يجعلها تموت. ودرس الباحثون من خلال الدراسة الحالية كيفية قيام مجموعة من الخلايا الجذعية موجودة في جدر الأوعية الدموية، تعرف بـ«الخلايا الحوطية»، بتحفيز عملية نمو الأوعية الدموية الجديدة.ونوّه الباحثون بأن تلك الخلايا تبرز كطريقة واعدة للعلاجات التي تشمل توّلد الأوعية الدموية الجديدة. وما وجده الباحثون هو أن هرمون «اللبتين» يلعب دوراً في مقدرة الخلايا الحوطية على تحفيز عملية نموّ الأوعية الدموية الجديدة، وهو هرمون تُنتجه الخلايا الدهنية، ويعرف عنه أهميته في تنظيم الشهية، وتوازن الطاقة داخل الجسم.واكتشف الباحثون أن منع الأكسجين عن الخلايا الحوطية يجعلها تُنتج اللبتين 40 مرة أكثر، ويستمر ذلك الإنتاج الزائد إلى أن تعود معدلات الأكسجين إلى طبيعتها. ووُجد من ناحية أخرى أن زيادة اللبتين يجعل الخلايا الحوطية أكثر مقاومة لموت الخلايا المبرمج، كما أنه يعزز مقدرتها على الانتشار ويحفّز نموّ أوعية دموية جديدة. وخلصوا إلى أن اللبتين يلعب دوراً كبيراً في عدد من العمليات التي تساعد على تولد الأوعية الدموية الجديدة بالأنسجة التي تفتقر إلى الأكسجين، وزيادته داخل الخلايا الحوطية بقلب المريض ربما يساعد في شفائه سريعاً، بينما وقف إنتاجه في حالة أمراض السرطان ربما تساعد في منع المغذيات عن الورم وجعله ضامراً.