يسافر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى الشرق الأوسط وشرق أوروبا هذا الأسبوع للاضطلاع بدور بات تقليدياً على نحو متزايد، وهو طمأنة الحلفاء بالتزام الولايات المتحدة تجاههم على رغم الرسائل المشوشة من الرئيس دونالد ترامب. وسيزور ماتيس الأردن وتركيا وأوكرانيا من أجل تبديد مخاوف في شأن الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وإعطاء رسالة مفادها أن واشنطن لن تتسامح مع أي محاولة من جانب روسيا لضم شرق أوكرانيا. واعتاد الجنرال البحري المتقاعد استخدام النهج غير الرسمي لتهدئة مخاوف أصدقاء الولايات المتحدة التقليديين الذين تزعجهم تعليقات وتغريدات ترامب في شأن السياسة الخارجية. وقال الديبلوماسي الأميركي السابق والزميل الحالي في مؤسسة «صندوق مارشال الألماني» البحثية بالولايات المتحدة غوشوا ووكر: «لا يوجد أحد في الإدارة، ربما باستثناء نائب الرئيس مايك بنس، يتحمل مسؤولية خطاب ترامب أكثر من ماتيس». كان ترامب قال هذا الشهر إن الخيار العسكري الأميركي محل درس بالنسبة لفنزويلا التي تمزقها الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وخلال بضع ساعات أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها لم تتلق أي أوامر في شأن فنزويلا مما خفض حدة التوتر قليلاً. وأرسل ماتيس مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون رسالة تصالحية لكوريا الشمالية مطلع الأسبوع الماضي في مقال رأي في صحيفة «وول ستريت جورنال» بعدما هدد ترامب «بالنار والغضب» إذا حاولت بيونغيانغ مهاجمة الولايات المتحدة. وكتب الوزيران أن الولايات المتحدة: «لا مصلحة لها في تغيير النظام أو تسريع إعادة توحيد كوريا» مما بدد بعض مخاوف كوريا الشمالية من أن واشنطن تعتزم في نهاية المطاف تغيير قيادتها. وقال المحلل في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» أنتوني كوردسمان: «من المؤكد أنه إلى حد ما إذا نظرتم إلى ماتيس وتيلرسون، اللذين يسافران كثيرا، فستجدون أنهما يعملان على التفسير ويستطيعان التلطيف والتهدئة». وعمل ماتيس قائداً للقيادة المركزية للجيش الأميركي في الفترة من 2010 إلى 2013، وقال كوردسمان إن القادة الأجانب لا سيما في الشرق الأوسط يثقون به. وخلال زيارة للعراق هذا العام، احتل ماتيس العناوين الرئيسة للأنباء عندما قال إن الجيش الأميركي ليس هناك «للاستيلاء على نفط أحد». وكانت هذه محاولة لتهدئة المخاوف العراقية بعدما أبلغ ترامب العاملين في الاستخبارات المركزية الأميركية في كانون الثاني (يناير) عندما كان يشير إلى الغزو الأميركي للعراق في 2003 «كان علينا الاحتفاظ بالنفط. لكن على أي حال ربما ستكون لديكم فرصة ثانية». وأثار ترامب أيضا قلق الحلفاء في «حلف شمال الأطلسي» عندما طالبهم بزيادة إنفاقهم الدفاعي وعمل على تحسين العلاقات مع روسيا. وقالت كريستين ورموث التي كانت تتولى في السابق ثالث أكبر منصب في البنتاغون: «أعتقد أن الوزير ماتيس يجد نفسه يقضي الوقت في وضع تصريحات ترامب في سياق أوسع... في بعض الحالات هذا يعني تعريفها بعناية أكثر أو بدقة أكثر». وفي الجولة التي تبدأ خلال أيام يزور ماتيس أوكرانيا في أول زيارة لوزير دفاع أميركي منذ 2007. وسيحاول طمأنة كييف بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة استعادة أوكرانيا للسيادة بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014. ويقول البنتاغون إن ماتيس سيؤكد أيضا التزام الولايات المتحدة تجاه تركيا ومساعدة أنقرة في «معالجة مخاوفها الأمنية المشروعة، بما في ذلك قتال حزب العمال الكردستاني». لكن ماتيس سيعالج أيضا عددا من الخلافات بما في ذلك قرار البنتاغون تسليح مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» لدعم عملية استعادة مدينة الرقة السورية من «داعش». وترى أنقرة «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تقاتل في إطار تحالف أكبر تدعمه الولايات المتحدة، امتدادا لحزب «العمال الكردستاني» الذي تقاتله في جنوب شرقي البلاد.
مشاركة :